عبد الناصر البنا يكتب : كومبارس السينما .. والحياة !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
الكومبارس فى السينما كلنا عارفينه وهو الشخص الذى يقوم بتمثيل دور صغير فى عمل فنى سواء كان فيلما أو مسلسلا .. إلخ .
حتى وإن كان الدور الذى يقوم به غير مهم ، أو نادرا ما يلاحظه الناس ، ولكن يقتضيه السياق الدرامى ، وخلوا بالكم دا مش معناه التقليل من دور الكومبارس فى الدراما بما فيهم الصامت أى الغير متكلم ، وأنا أعتقد أن هناك ممثلين بدأوا حياتهم كومبارس أو ظهروا فى أدوار ثانوية مشهدا أو إتنين فى عمل درامى ، وفى الواقع دائما مانقرأ ونسمع عن معاناه هؤلاء الكومبارس وظروفهم المعيشية الصعبة !!
وهناك العديد من كومبارس السينما الذين رسموا الضحكة على وجوه الملايين .. ومازلنا نتذكرهم ، وعلى المستوى الشخصى كانت منذ سنوات المرة الأولى التى ألتقى فيها عبد الرازق الشيمي رحمه الله ، الذى لقُب بـ” فرعون” بعد ظهوره على الشاشة بشخصية ” فرعون” فى فيلم ” بلية ودماغه العالية”. وفرعون هو واحد من أشهر كومبارس السينما المصرية ، قدم أعمالا كثيرة تخطت الـ50 عملًا من الأدوار الصغيرة ، وهو صاحب
وجه مألوف جدا للمشاهد بلحيته الكثيفة وشعره الطويل المجعد ونظراته الزائغه إللى ماتقدرش تحدد من خلالها أنه
بيبص لك ولا لحد تانى !!
إلتقيت عم عبدالرازق على أحد مقاهى حى الطالبية بالهرم ودار بينا حوار طويل لايخلو من الطرافه ، طبعا هو كان قاعد حاطط رجل على رجل والقهوجى بيتعامل معاه كونه نجم ، والصراحه هو رحمه الله كان شخصية جميلة ،
أتذكر وقتها كان يذاع إعلان تجارى لـ فرعون يقوم فيه بدور قرصان عجبنى الكراكتر بتاعه ، وفى النهاية قلت له أنا
بأكتب فى مسلسل وفى بالى دور مكتوب خصيصا لك وهتقوم فيه بدور أحد المجاذيب وهو شخصية محورية فى
العمل ومساحة الدور كبيرة ، الموضوع عجبه جدا وتواعدنا ، لكن إهمالى الشديد والقدر كانا اسرع .. وهكذا الحياة .
أما الكومبارس فى الحياة فدورهم أشد وأخطر من كومبارس السينما والدراما الذين يعرفوا بالناس الطيبين ، كومبارس
الحياة أشرار وهم كثر ، وحوالينا كومبارس كتير فى كل مناحى الحياة ، مش عاوز أكون مًحبط وأنا المتفاءل دوما
بطبعى ، فى العمل ح تلاقى كومبارس ، مابيعملوش حاجه غير أنهم أول ناس ياخدوا اللقطه منك .. وشكرا ،
على مستوى السياسة هتلاقى كومبارس وحدث ولاحرج ، أتذكر في عام 2005 وتحديدا فى شهر مايو وفي عهد
الرئيس حسني مبارك تم الإستفتاء على تعديل المواد 76 و 77 من دستور مصر الصادر عام 1971 بحيث يكون انتخاب
رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع السرى العام المباشر من جميع أفراد الشعب الذين لهم حق الانتخاب ، بدلاً من
اختيار رئيس الجمهورية بطريق الاستفتاء ، وأثناء نزول أنس الفقى ” وزير الإعلام” وقتها للإدلاء بصوته فى اللجنة التى
أقيمت بالحضانة الملحقة بمبنى الإذاعة والتليفزيون ،
أطاحت ” الجوقه” المحيطة بالسيد الوزير بالرائد الإذاعى الأستاذ طاهر أبوزيد ، وأسقطوه أرضا ، ولم يدرى أحدا منهم
بالقامة الإذاعية التى أسقطت على الأرض ، وكان كل همهم هو الإحاطة واللحاق يالسيد الوزير !!
واتحداك أن تجد مسئولا فى بر المحروسة كبيرا كان او صغيرا لاتحيط به تلك الجوقة من الكومبارس ” المحافظ ينزل
الشارع ومن حوله الكومبارس ، وعلى ذلك فالقياس مشروع لمدير الأمن ، ورئيس الحى ، والمجلس المحلى
والقروى ، والعمده .. إلخ ” وفى القديم كان هناك من يمسك بزمام لجام الحمار الذى يركبه العمده وفى يده عصا
لايتوانى أن يلطش بها خلق الله ليفسحوا الطريق للعمده .
وعالم السياسة كما ذكرت ملىء بالكومبارس ولذلك ليس غريبا أن تجد رئيسا له كومبارس كما قيل عن الرئيس
صدام حسين ، وقد جسدت الدراما المصرية ذلك فى مسرحية ” الزعيم ” التى تدور أحداثها حول كومبارس أستخدم
بديلا عن الرئيس الذى مات فجأه قبل إتمام صفقة لدفن بعض النفايات النووية فى دولته وأرادت البطانه إتمام الصفقة
بذلك الكومبارس ، وفى فيلم طباخ الرئيس ، كان الرئيس الذى يجسد دوره الفنان خالد ذكى لماحا عندما شاهد شابا
وفتاه كانوا فى إفتتاح أحد المشاريع ، وأشار لمساعديه مش دول إللى .. أيوه يافندم !!
فى عالم السياسة يمكنك أن تجد كومبارسا يجلس بين نواب البرلمان كونه نائبا عن الشعب ، أو كومبارسا يلعب دور
المحلل فى إنتخابات برلمانية ، كما يمكنك أن تجد كومبارسا يعمل وسيطا فى الصفقات المشبوهه مثل ذلك الذى
ورط محافظ الجيزة ووزير الزراعة الأسبق وأودعهم السجن ، أو وسيطا فى القضايا التى ضبطت مؤخرا فى وزارة
التموين ، أو يعمل فى الجمارك لحساب أحد الكبار ، أو وسيطا فى تهريب الآثار والمخدرات والسلاح .. إلخ .
هذه النماذج موجودة تملأ السمع والبصر ، وكما ذكرت فى كل مناحى الحياة وليست فى عالم السياسة وحده ،
وهى رغم ذلك لاتمت لكومبارس السينما والدراما بشىء كون كومبارس الدراما من النوع الطيب ، أما هؤلاء فهم
كومبارس من النوع الشرير والعياذ بالله .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.