الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ليست للكبار فقط !!

الكاتب الصحفي
عصام عمران

شئنا أم أبينا باتت كرة القدم صناعة  هامة و سلعة رائجة  لمعظم  دول العالم ، ولم تعد مجرد وسيلة للتسلية أو الإلهاء كما كان في الماضي ، وكذلك أصبحت الرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص نافذة مهمة للتعريف والدعاية لبلدان كثيرة حول العالم ، وخاصة الصغيرة منها

وإن كانت كرة القدم لم تعد قاصرة على الكبار فقط ولنا فيما حدث في بطولتى كأس الأمم الأفريقية التي تجري فعالياتها حالياً في كوت ديفوار وكأس الأمم الآسيوية المقامة بدولة قطر الشقيقة حالياً أيضا خير مثل ودليل على أن منظومة كرة القدم تغيرت تماما و اصبح الجهد والعطاء في الملعب هو مفتاح الفوز ولا عزاء للذين يعتمدون فقط على أنهم أصحاب التاريخ والانجاز !! .

نعم يا سادة ما حدث على أرض كوت ديفوار وقطر يؤكد أن التاريخ وحده أو حتى الانجاز وكبار النجوم لم يعد كافياً لتحقيق النصر والتفوق ، ولعل ما قدمته منتخبات الرأس الأخضر وموريتانيا وغينيا الاستوائية وموزمبيق في بطولة إفريقيا وكذلك منتخبا سوريا وفلسطين الشقيقان في بطولة آسيا خير دليل ، فمن منا كان يتصور أن موريتانيا تهزم منتخب الجزائر القوى و تقصيه من دور المجموعات ، وأن تتصدر الرأس الأخضر مجموعتها قبل منتخبي مصر وغانا التي غادرت البطولة من دور المجموعات أيضا.

وعلى نفس المنوال كانت مفاجأة الفوز التاريخي الذي حققه منتخب ناميبيا على فريق تونس الشقيق وكذلك الفوز

العريض لمنتخب غينيا الاستوائية برباعية على كوت ديفوار صاحب الأرض والجمهور وإخراجه من الدور الأول أيضا.

ويبدو أن عدوى المفاجآت الكروية انتقلت من القارة السمراء إلى جارتها الآسيوية، حيث فجر المنتخبان السوري

والفلسطيني مفاجأة كبرى وسعيدة في نفس الوقت بصعودهما لأول مرة في التاريخ إلى الدور السادس عشر من

بطولة أمم آسيا وسط فرحة عارمة من شعبى البلدين الشقيقين

ولن ابالغ إذا قلت من مختلف الشعوب العربية ، خاصة وأن الفوز والصعود جاء في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها

الدولتان ، لا سيما أبناء الشعب الفلسطيني الذي يواجه عدوانا سافرا وسافلا من جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ

السابع من أكتوبر الماضي

والذي أودى بحياة أكثر من خمسة وعشرين ألف شهيد وقرابة السبعين ألف جريح حتى الآن معظمهم من الأطفال

والنساء ، وكأن انتصار أبطال الكرة بمثابة رسالة من السماء باقتراب انتصار أبطال المقاومة هناك في غزة والضفة

وغيرهما من المدن الفلسطينية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.