الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : السيسى وبوتين .. كيمياء خاصة ورؤى متطابقة
توجد بين الرئيسين السيسى وبوتين ” كيمياء” خاصة وعلاقات طيبة ، بل وقوية ظهرت منذ اللقاء الأول الذي جمع الزعيمين الكبيرين خلال الزيارة التاريخية للمشير عبد الفتاح السيسى عندما كان وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة وزادت العلاقات قوة ومتانة بعد تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم في الثامن من يونيو ٢٠١٤ ومنذ ذلك التاريخ .تشهد تلك العلاقة تطورا ملحوظا ومستمرا حتى الآن.
اقول ذلك بمناسبة الحدث الذي شهدته مصر أمس ، حيث شهد الرئيسان عبر تقنية الفيديو كونفراس الاحتفالية الكبرى التي أقامتها مصر بمناسبة صب الخرسانة بالمفاعل النووي الرابع والاخير بمحطة الضبعة النووية بمطروح ،
وأكد الرئيسان خلال حديثهما ان محطة الضبعة النووية تأتى استمرارا لتعاون البلدين الممتد لعقود طويلة في شتى المجالات وتأكيدا لعمق العلاقات التى تربط بينهما قيادة وحكومة وشعبا.
وكان متحدث الكرملين دميتري بيسكوف قد أعلن مشاركة الرئيس فلاديمير بوتين في فعالية متعلقة بصب خرسانة المفاعل الرابع في محطة الضبعة النووية” التي تشيدها روسيا في مصر.
وقال بيسكوف في رده على سؤال أحد الصحفيين أن هذا الحفل مهم للغاية” ، و يأتى” استمرارا لتعاوننا مع الشركاء المصريين في مجموعة متنوعة من المجالات ومصر شريك مهم للغاية، بما في ذلك في مجال هذه التكنولوجيا المتطورة وهو أمر مفيد ويفتح المجال لمزيد من التنمية في مصر”.
وتعد روسيا بلدا رائدا بلا منازع في الصناعة النووية على المستوى العالمي ، ووفقاً للخبراء فإنها تقدم خدمات أفضل
وأرخص وذات جودة أعلى، وهنا سيكون من الصعب للغاية على المشاركين الآخرين في هذا السوق منافستها .
وكانت مصر قد وقعت مع روسيا في 19 نوفمبر 2015 اتفاق تعاون لإنشاء محطة للطاقة ” الكهرزذرية” بتكلفة
استثمارية بلغت 25 مليار دولار قدمتها روسيا قرضا حكوميا ميسّرا للقاهرة. ، وكذلك وقع الرئيسان عبد الفتاح
السيسي، وفلاديمير بوتين في ديسمبر 2017 الاتفاقات النهائية لبناء محطة الضبعة خلال زيارة الرئيس الروسي
للقاهرة.
وتضم محطة الضبعة أربعة مفاعلات من الجيل “3+” العاملة بالماء المضغوط باستطاعة إجمالية 4800 ميجاوات بواقع
1200 ميجاوات لكل منها، ومن المقرر إطلاق المفاعل الأول عام 2028.
وتشيد شركة “روسآتوم” محطة “الضبعة” بأفضل التقنيات وأعلى معايير الأمان والسلامة عالميا، حسب الوكالة
الدولية للطاقة الذرية.
وبعيدا عن الجانب الاقتصادي المهم للمفاعل النووى ، فإن هذا الحدث المهم الذي جمع بين الرئيسين السيسى و
القيصر الروسي وان كان عبر تقنية الفيديو كونفراس يكتسب أهمية خاصة نظراً لتوقيته وكذلك الظروف التي تمر بها
المنطقة العربية على وجه الخصوص والعالم بصفة عامة ، خاصة فيما يتعلق بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية
وكذلك الصراع الدائر بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى
في السابع من أكتوبر الماضي.
لكل ذلك وغيره الكثير والكثير فإن مباحثات وحوارات الرئيس بوتين مع الرئيس السيسى تكون دائما محل اهتمام كبير
من قبل المهتمين بالشأن العربى والدولى ، خاصة أن الرئيسين السيسى وبوتين بينهما ” كيمياء” خاصة ورؤى
مشتركة ومتطابقة حول معظم القضايا، علاوة على علاقات طيبة ، بل وقوية كما ذكرت في البداية.