الكاتب الصحفي يسري السيد يكتب : 10 مليارات دولار من السيدة زينب!!
يراودنى الحلم وأكاد أراه حقيقة أمامي، وأنا أتابع الجهد الضخم منذ فترة في تطوير مساجد آل البيت بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وقد افتتح الرئيس منذ شهور مسجد الإمام الحسين
الحلم هنا قرب محراب السيدة زينب له طعم مختلف … أقف وأرى الحلم أمامي وقد تحقق بتوسعه المسجد لنحو الضعف، والأمر لا يقتصر فقط على مجرد التوسعة من أجل التوسعة وهي أمر عظيم لاستيعاب عشرات الآلاف من المترددين والمصلين خاصة أيام الجمع والأعياد والمناسبات الدينية الكبرى مثل مولد السيدة زينب والتي تكتظ بهم الشوارع والحارات والأزقة المحيطة بهم
ولكن الحلم مرتبط بمشروع ضخم اهديه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وأنا أعرف حلمه بجمهورية جديدة من جهة ومن جهة ثانيه عشقه لآل البيت وتمت ترجمته مؤخرا فيما جري وما يجرى الآن في السيدة زينب والسيدة نفيسه ومسجد السيدة سكينة والسيدة رقية وعمات وأسرة رسولنا الكريم في منطقه ابن طولون وحتى الوصول إلى السيدة نفيسة والسيدة عائشة
أعيد ما كتبته منذ فترة لعل الحلم يتحقق ويتحول الى حقيقه ..
نعم… هنا جهد كبير يجرى الآن وفي صمت ودون ضجيج… أقصد تجديد مساجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة… إلخ بعد مسجد الإمام الحسين الذي تم افتتاحه منذ شهور قليلة.
لكن أعتقد آن الأوان أن نضيف إلى تجديد المسجد الذي يتم الآن مشروع موازى بتوسعه مسجد السيدة زينب الحالي إلى أكثر من ضعف مساحته…وأعتقد أن التوسعة المقترحة ستكون مفيدة جدا اقتصاديا وسياحيا بعد خطة التطوير التي اقترحها لتحويل منطقة السيدة زينب إلى عاصمة للسياحة الدينية في قلب القاهرة بعد الترويج السياحي لها في الخارج وبعد استكمال البنية السياحية المهمة في المنطقه وكامتداد لما يتم وسيتم فى منطقة وسط القاهره .
ورغم البعد الديني والروحي الذي لا يقارن لكن العائد الاقتصادي الذي يفهمه رجال الاقتصاد سيكون هائلا بعد تغيير شكل المنطقة التي يمكن أن تجذب وحدها أكثر من 10 ملايين سائح سنويا يأتون لمصر للسياحة الدينية وفى مقدمتها هذه المنطقة ومايتبعه من فتح أبواب الرزق ومئات الآلاف من فرص العمل
وسوف يذكرنا التاريخ بما نقوم به الآن مثلما ذكر على سبيل المثال أنه في العصر العثماني قام على باشا الوزير والى مصر من قبل السلطان سليمان بعمارة فيه في سنة 956 ه/ 1549م، كما قام عبد الرحمن كتخدا في سنة 1174ه/ 1761م بإعادة بنائه، وفي سنة 1212ه/ 1798م ظهر خلل بالمسجد فقام عثمان بك المرادي بهدمه وشرع في بنائه وارتفع بجدرانه وأقام أعمدته ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر، وبعد خروجهم منها استؤنف العمل إلا أنه لم يتم فأكمله محمد على الكبير رأس الأسرة الملكية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مسجد السيدة زينب محل عناية أبناء هذه الأسرة فقد شرع عباس باشا الأول في إصلاحه ولكن الموت عاجله فقام محمد سعيد باشا في سنة 1276 ه/ 1859-60م بإتمام ما بدأه سلفه وأنشأ مقامي العتريس والعيدروس الآتي ذكرهم بعد.
والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديو توفيق وتم بناؤه سنة 1302 ه/ 1884-85م وفي عهد الملك فاروق تم توسيع المسجد من الجهة القبلية وافتتح هذه التوسعة بصلاة الجمعة في 19 من ذي الحجة سنة 1360 ه/ 1942م. كما حدث بعض التطوير أيضا عام 1999 وافتتحه الرئيس الأسبق حسني مبارك
وأعتقد أن الأوان في عهد الرئيس السيسي أن تتم المرحلة الأخطر ليس في تاريخ هذا المسجد فقط بل فى تغيير وجه المنطقة كلها ابتداء من مضاعفة مساحة المسجد إلى تحويل المنطقة كلها إلى أكبر مركز جذب سياحى وثقافى ودينى … طبعا هذا التطوير المقترح سيتكامل مع المشروعات الحالية من تطوير سور مجرى العيون وبناء مئات العمارات على الطراز الإسلامي في المناطق العشوائية بالمنطقة
وتتميز منطقه السيدة زينب أنها ليست في وسط القاهرة فحسب لكنها مركز السياحة الدينية في القاهرة الإسلامية ويكفي أن رحلة على الأقدام يمكنك أن تزور خلالها عشرات المقامات لآل البيت بدءا من السيدة زينب ومرورا بالسيدة رقية والسيدة سكينة على سبيل المثال للوصول إلى السيدة نفيسة والسيدة عائشة بالإضافة إلى مقام الإمام الشافعي وعشرات المزارات
وتشمل خطه التطوير التي أحلم بها بشكل مبدئي وأقترح وضعها على بساط البحث ..منها:
أولا: توسعه مسجد السيدة زينب من الناحية الغربية والخلفية خاصة مع وجود مساحات خالية كبيرة يمكن ضمها إلى المسجد بالإضافة إلى بعض المنازل المقامة أصلا على أرض للأوقاف وانتهى تحكيرها اى ايجارها منذ سنوات لكن بشرط تعويض الاهالى بمبالغ تتناسب مع ضررهم من الانتقال من هذا المكان أو اقامة وحدات سكنية بديله مثلما حدث فى تل العقارب وغيرها
ثانيا: تحويل وتطوير كل المنطقة المحيطة بالمسجد حتى الوصول الى أبى الريش وكلها مقامه على أراضى مملوكة للأوقاف حتى الان لتصبح منطقه سياحيه تدر المليارات من الدولارات اذا فتحنا الباب الى كل من يريد زيارة آل البيت من خارج مصر
ثالثا: تحويل المنطقة المحيطة بها الى منطقة سياحيه باقامة الفنادق بمستوياتها الفندقية المختلفه والبازارات والمحال التى تبيع المنتجات السياحية او التجارية والمشغولات اليدوية والانتيكات… إلخ والتي يمكن أن تكون منافذ دائمة لبيع منتجات كل مشروعات الحرف والمنتجات البيئية وطبعا كل هذه المنشآت تقام على الطراز المعماري الإسلامي بحيث يكون المسجد الزينبي في المنتصف وحوله كل هذه المنشآت بشكل جمالي يضفي العبق والرونق على المنطقة كلها
رابعا: أقامة عمارات سكنية على الطراز الإسلامي لتسكين بعض المتضررين من عملية تطوير المنطقة وتحويل بعض الواجهات للمباني والعمارات إلى الزخرفات الإسلامية لتتناسب مع الطابع العمراني للمنطقة
خامسا: تطوير الشوارع المتفرعة من الميدان والمؤدية إلى أكبر تجمع متنوع ونادرة لا مثيل له في العالم الإسلامي حيث أكبر عدد من أضرحة آل البيت بالإضافة إلى درر العمارة والحضارة الإسلامية عبر عصورها المختلفة والتي تزدحم بها المنطقة مثل مسجد ابن طولون ووصولا إلى مسجد السلطان حسن والقلعة ومئات المزارات والأسبلة والدرر المعمارية الإسلامية التي لو أحسن تطويرها وترميمها بالإضافة إلى ما تمم ترميمه وما يتم ترميمه الآن يمكن أن تكون مصدرا مبهرا لا نظير له في السياحة الدينية
ويبقى السؤال من أين نأتي بالأموال اللآزمة لهذا المشروع الضخم.؟… أعتقد أن الإجابة التي أعرفها عند وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعه .. هل يتحقق الحلم؟
دعاء السيدة زينب لمصر
عشقت السيدة زينب مصر وما زالت جملتها الشهيرة ترن في الأذن ونحن نرى النيران من حولنا..ويحكى أن السيدةزينب رضي الله تعالى عنها، عندما جاءت إلى مصر كرمها أهل مصر واستقبلوها استقبالا هائلا في بلبيس، واحتفوا بها، وأخذها حاكم البلاد الوالي مسلمة بن مخلد وجعلها في بيته قنطرة السباع..ولما رأت هذا الاستقبال الهائل دعت لأهل مصر قائلة: «يا أهل مصر: نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا».
yousrielsaid @ yahoo. com