الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ” مو صلاح ” وذاكرة السمك !!
“نقول دائمًا لمن ينسى ما فعله فور حدوثه بأن لديه ذاكرة سمكة، فالسمكة تأكل الطعم من السنارة وقد تفلت منها ولكنها تعود مرة ثانية، لذلك يضرب الناس الأمثال بذاكرة السمكة القصيرة لكل من لا يتأثرون من تجاربهم السابقة ولا يتعظون بماضيهم، فيقال إن له ذاكرة سمكة فلا يتذكر ما حدث ”
تذكرت تلك الحقيقة العلمية أو القول المأثور وأنا أتابع ما حدث مع نجمنا العالمى محمد صلاح في أعقاب خروجه مصاباً في لقاء المنتخب الوطني مع نظيره الغاني ضمن منافسات الدور الأول من بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً
في كوت ديفوار ، لدرجة أن البعض اتهم صلاح بالهروب من المباراة خوفاً من الهزيمة أو بحثاً عن العودة السريعة الى إنجلترا للانضمام إلى فريق ليفربول.
الغريب أن من بين هؤلاء الذين تطاولوا على صلاح ووجهوا له الاتهامات نقادا وكتابا كنا نظن أنهم متخصصون فى
الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص !! .
ونسى هؤلاء أو تناسوا ما قدمه” مو صلاح ” مع منتخب مصر طوال العقد الماضي ، فيكفي أنه كان صاحب الفضل
الأكبر والتأثير الكبير في وصول مصر إلى نهائيات كأس العالم روسيا ٢٠١٨ بعد غياب دام ٢٨ عاما ،
علاوة على مساهمته مع زملائه في بلوغ المنتخب المصري النهائى الأفريقى مرتين في الجابون ٢٠١٧ و الكاميرون
٢٠٢١ ، إضافة إلى خروجنا من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم قطر ٢٠٢٢ بضربات الحظ الترجيحية أمام
منتخب السنغال القوى.
قد يكون أداء صلاح في بطولة كوت ديفوار أقل من المتوقع من نجم عالمى كبير ، ولكن هذا لا يعني أن نتهمه
بالتخاذل والهروب من المسؤولية ونحمله وحده النتائج السلبية للمتخب ، فصلاح جزء من كل وترس فى الفريق الذي
هو في الأساس يجب أن يعلب بشكل جماعي ،
وقبل ذلك كله يأتى دور المدير الفني وجهازه المعاون في قراءة المنافس ووضع التشكيل والخطة المناسبة لذلك ،
وهو لم يحدث في لقائى موزمبيق وغانا .
وبعيدا عن تألق صلاح مع المنتخب طوال السنوات العشر الأخيرة و ادائه غير العادى مع ليفربول حتى بات واحداً من
أهم اساطير الفريق العريق وكذلك أصبح من أهم عشرة لاعبين في العالم ،
بعيدا عن كل ذلك يكفي أن صلاح كان له دور كبير فى تغيير نظرة الغرب إلى الشباب العرب خاصة والمسلمين بصفة
عامة ليس بفنياته الكروية الرائعة فقط ،
ولكن لرقى أخلاقه وتمسكه بالقيم والمبادئ التي جعلته خير سفير للعرب والمسلمين في واحدة من أكثر دول
العالم عنصرية.