المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : العدل الدولية المٌحكَمة .. والراقصة اللعوب المُلثَمة
بتاريخ التاسع والعشرين من شهر ديسمبر من العام
المنصرم تقدمت دولة جنوب أفريقيا بطلب لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا تتهم فيه إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة في غزة وذلك بدعوى إنطوت على أربعة وثمانين ورقة شارحة بالدليل القاطع ما إقترفته إسرائيل إبادة جماعية في حق أهل غزة العزل ولا تزال دون توقف
الأمر الذي تتوافر معه ظروف الإستعجال لوجود خطر حال محدق ينتج عنه ضرر
يتعذر تداركه مما حدا بالمحكمة إلى تحديد يوم الخميس الموافق الحادي عشر من شهر يناير من العام الحالي ٢٠٢٤ ميلادي لنظر الدعوى وسماع فريق الدفاع من دولة جنوب أفريقيا ويوم الجمعة التالي الموافق الثاني عشر لسماع فريق الدفاع عن إسرائيل وقد تم
ذلك حيث كانت الجلسة علانية مرئية ومسموعة ومنقولة عبر كل وسائل الإعلام في كل العالم
وبدأ فريق الدفاع الموكل عن جنوب أفريقيا بثبات الحقيقة ومصداقية الوثيقة ومرآة الواقع وقوة الدوافع ونبل الهدف
فكانت المهمة المهمة يسيرة واضحة
وفي اليوم التالي تقدم فريق الدفاع عن إسرائيل وقد بدا للوهلة الأولى رغم خبرة الفريق وكفاءته أنه غريق يتخبط
في بحر الظلمات يعدم حجته ورُفِعت الجلسة
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة عما قريب قرارا إحترازيا وقائيا بوقف القتال لحين الفصل نهائيا في الدعوى والذي قد
يستغرق بعض الوقت
محكمة العدل الدولية هي أعلى هيئة قضائية دولية تتبع هيئة الأمم المتحدة تختص بالفصل في المنازعات الدولية
بين الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة ، وتصدر أحكاما ملزمة وتحيل الأمر بعد الحكم لمجلس الأمن الدولي
لكونها لا تملك بحكم إختصاصها أدوات للتنفيذ بيد أن حكمها في كل الظروف له تأثير كبير على الصعيد الدولي في
مواجهة الدولة الصادر الحكم ضدها حيث تعتبر بموجب أحكام القانون الدولي دولة مارقة الأمر الذي ينتج عنه تدني
مكانتها وتأثر مصالحها بشكل سلبي وعزلتها بين الدول
محكمة العدل الدولية تنظر هذه الدعوى إعمالا لأحكام إتفاقية منع الإبادة الجماعية المقررة في العام ١٩٤٨
والسارية أحكامها إعتبارا من العام ١٩٥١ وقد بادرت إسرائيل بالتوقيع عليها في العام ١٩٤٨ حيث كانت أصداء وآثار
المحرقة النازية الهولوكوست مدوية فى كل الأنحاء
محكمة العدل الدولية قضاتها خمسة عشرمن دول مختلفة يتم إختيارهم بالإنتخاب من قبل الجمعية العامة للأمم
المتحدة ومجلس الأمن ويصدر حكمها بأغلبية الآراء ثمانية أصوات ومما يجدر ذكره أن تشكيل المحكمة الحالي يتضمن
ثلاثة قضاة من العرب هم محمد بن بنونة من المملكة المغربية وعبدالقوي يوسف من الصومال ونواف سلام من لبنان
وهم شخصيات معتبرة في العلم والسمعة والخبرة مثلوا أوطانهم كسفراء دائمين في الأمم المتحدة لسنوات
ولا يفوتني أن أؤكد بكل إطمئنان بأن فريق الدفاع عن جرائم الكيان الصهيوني الغاصب السفاح المجرم القميئ وقد
أفلس فراح يكيل التهم لمصر العظيمة بأنها هي من تمنع مرور الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية
لأهل غزة ..
قُطِعَت ألسنتكم إن تقولون إلا كذبا بواح فمصر تبذل الجهد الجهيد للدفع بالشاحنات عبر البوابة الأولى لمعبر رفح
المصري عبر معبر كرم أبو سالم وأنتم من توصدون البوابة الثانية لرفح الفلسطينية ترفضون دخول الشاحنات تذرعا بأن
ما تحمله الشاحنات سيما الوقود يعين أهل غزة عليكم وكل الهيئات والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة هيئة
إغاثة اللاجئين وتشغيلهم الأونروا ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الدولي وكل
المؤسسات الإعلامية المنصفة
خير شهود عليكم محترفي الكذب والتضليل ومعكم بعض الإعلام المنكفئ المضلل المملوك لغلاة اليهود الأغنياء الذي
لم يفتأ يوصل الليل بالنهار لينقل أخبار ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا ويختلق بعهره الدسائس بقصد تشويه صورة
روسيا في العالم والآن يدير ظهره لما يحدث من مجاذر في غزة فاقت كل الحدود وكأنه غير موجود وفضيحة الكيان
الصهيوني المحبط المتخبط ومن معه أسيرا يرزح في زنازين الشر والذل وفضيحتكم وقد تجاوزت كل الحدود على الملأ
عله نذير مبين بنهايتكم لتتطهر الإنسانية بأسرها منكم ومن أمثالكم