م. محمد الفيشاوي يكتب : سلامة الصدر
كثيرا ما نبحث عن السعادة وكيفية بلوغها، فوجدناها فى الرضا ولمسناها فى توظيف العقل لتقديم أفضل مالديه لخدمة صاحبه وإسعاد من حوله.
واليوم أجد للسعادة مصدرا آخر قد يكون فى صدارة أسباب السعادة وكيفية بلوغها، ألا وهو سلامة الصدر.
نعم، فسلامة الصدر تعنى أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك، تحقيقا لقول النبى صلى الله عليه وسلم:
“لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
إن سليم الصدر لا يشغله ما عند الناس، ولا يضيره غناهم وغبطتهم وسرورهم، ولا يكره ما عندهم
ولا يحقد عليهم بتمنى زوال ما أنعم الله به عليهم.
سليم الصدر يساعد المحتاج ولا يهنأ وهو طاعم ويعلم أن أخاه جائع، وهو شارب ويعلم أن جاره عطشان،
وهو مكسى ويعلم ان زميله عريان، وهو صحيح ويعلم أن قريبه مريض.
سليم الصدر دائما مايسعى لنشر الحب والود والجمال والخير إلى الناس وبينهم.
أى سعادة يعيشها سليم الصدر بعطائه وبره وخيره، حتى ابتسامته ولقاؤه الآخرين بوجه طلق هاشا باشا رحبا واسعا،
وأى هناء يتمتع به ومن حوله من نعيم الرضا والسعادة، ناهيك عن أثر سلامة الصدر على الصحة النفسية والجسدية والروحية.
لكى تكون سليم الصدر لتهنأ بما يهنأ به هؤلاء، فعليك أن تبذل من الجهد وأن تسلك من العمل ما تتدرب عليه وتمارسه بشكل يومى
حتى ترسخها عادة طيبة فى نفسك وصدرك:
– إذا نظرت إلى ما أنعم الله به على أخيك فقل “بسم الله ما شاء الله” بصوت تسمعه ويسمعه من هو قريب منك.
– إذا صادفك متخاصمان فانهض للصلح بينهما مخلصا لله تعالى.
– أصلح بين الأطفال فى الشارع وطبطب عليهم.
– ارفع الأذى من طريق الناس بحب شاعرا بجدوى ماتفعل غير منتظر شكرا من أحد.
– كن ودودا ،وخيرا لأهلك وأسرتك، بارا بأقاربك بودهم وزيارتهم والسؤال عليهم.
– اقبل رؤساءك فى العمل وارض بهم وارخ لهم جناح الطاعة، وارفق بمرؤسيك وكن مهنيا فى التعامل معهم
مفرقا بين واجبات العمل والإحساس بمشاكلهم.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِـمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْـمُؤْمِنِينَ”.
ونهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والبغضاء، فقال صلى الله عليه وسلم :
“لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث”، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاثا على المحبة والألفة:
“والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا”.
اللهم اشف صدورنا من الحقد والغل والحسد، بحسن اتباع كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم.