عبد الناصر البنا يكتب : دماء على ثوب العدالة !!
محكمة العدل الدولية فى ” لاهاى” نظرت يومى الخميس والجمعة 11/12 يناير 2024 الدعوى التى أقامتها جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيونى بتهمة إرتكابه لجرائم إبادة جماعية وجرائم حرب ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة .. إلخ
فى البداية أنا عاوز أقول لو جابوا لى 100 عقل على عقلى برضه عندى قناعة تامة إن إللى حصل فى غزة دا كان مخطط بين إسرائيل وحركة حماس ، كل الهدف منه إخلاء قطاع غزة وتهجير أهله إلى سيناء من أجل الإستيلاء على حصة غزة فى أكبر مخزون للغاز فى العالم على ساحل الشام ، ومن أجل إقامة قناة ” بن جوريون ” المنافسة لقناة السويس .
وعاوز حد يقول لى إسرائيل إغتالت مين من قيادات حماس لغاية النهاردة ، بإستثناء ” صالح العارورى ” إللى إغتالوه
فى جنوب لبنان ، إسرائيل صدعتنا كل يوم وهى تقول وصلنا لمكان “يحيى السنوار” ، طيب كسبنا صلاة النبى ﷺ ،
حد يقول لى فين قيادات حماس ، إسماعيل هنية ” المحنتف” إللى تشوفه تقول ولا كأن فى بلد بتتهد فوق رأس
أهلها ، وهو فى حته تانيه خالص ، وخالد مشعل والقائمة تطول كلهم ينعموا فى رفل العيش فى قصور وفنادق قطر
وتركيا وعايشين والله عيشة ملوكى !!
جنوب أفريقيا بالبلدى عملت الصح لما تقدمت لمحكمة العدل الدولية فى لاهاى بالدعوى ضد إسرائيل تتهمها بارتكاب
جرائم إبادة جماعية ضد أهل غزة ،
أولا : هى عملت إللى ماعملوش العرب مجتمعين ،
وثانيا : لأن جنوب أفريقيا لا تشترك في حدود مع دولة إسرائيل المدّعى عليها ، ودا نوع من التضامن القائم على
أساس من القيَم ، خاصة وأن جنوب أفريقيا عانت من سياسة الفصل العنصرى ” الأبارتايد أو الأبارتهايد ” Apartheid
وهو النظام العنصرى الذي حكمت به الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا منذ عام 1948 وحتى تم إلغاء النظام بين
الأعوام 1990 – 1993 وأعقب ذلك انتخابات ديموقراطية عام 1994 .
في 29 ديسمبر 2023 قدمت جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية فى لاهاى ملفاً قانونياً شاملا يتكون من 84 صفحة
تمّت صياغتها بعناية فائقة وإحكام ، يحتوى الملف على أفعال إرتكبتها إسرائيل ضد المدنيين فى غزة تشكل
بالأسانيد جرائم إبادة جماعية ، وهو يوثق خطابات علنية لمسئولين إسرائيليين دعوا لمسح غزة من على الأرض
وقتل الفلسطينيين ” الأهم من إثبات الإبادة ، هو إثبات نية الإبادة ” !!
جنوب أفريقيا أعلنت عن الفريق القانوني الذي يمثلها أمام المحكمة ، ويضمّ عدداً من المحامين والخبراء فى مجال
القانون الدولى ، إسرائيل أيضا إختارت فريق الدفاع الخاص بها وهى لابد لها من المثول أمام المحكمة لأنها من
الأطراف الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1948،
وبالتالي لا يمكنها تجاهل الدعوى ، أو المخاطرة بصدور حكم غيابي بحقها . وبدون شك فإن ” انتصار جنوب أفريقيا
في هذه المعركة القضائية سوف يُعدّ بمثابة إحراج دولي لإسرائيل” !!
تقريبا لا حديث اليوم فى العالم يعلو على ما يحدث فى غزة وعلى دعوى الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب أفريقيا
لمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل ، تقريبا كل صحافه العالم الكبرى ” الجارديان ، الايكونوميست ، التايم ، وول
ستريت جورنال ، ديلى نيوز ، BBC News ، جيروزاليم بوست ، صوت أمريكا ، المحللين والمراقبين والكتاب وأساتذة
القانون .. إلخ ، يتابعون يإهتمام شديد جلسات المحكمة ، والملاحظ أن أغلب التحليلات تؤكد أن رفع هذه الدعوى
يضع محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة فى إختبار حقيقى ــ وأن شبح العزلة الذى طالما تخوفت منه قادة
إسرائيل .. هو قادم ” !!
محكمة العدل الدولية والأمم المتحده هذه المرة فى إختبار حقيقى حتى وإن كانت قرارات المحكمة ملزمة قضائيا ،
إلا أنها عادة لا تنفّذ على أرض الواقع ، وعلى سبيل المثال روسيا لم تمتثل لحُكم أصدرته المحكمة في عام 2022
يقضي بوقف اجتياح أوكرانيا وضربت به روسيا عرض الحائط ، لكن على أضعف الإيمان يمكن أن تقضى المحكمة بوفف
القتال ، وقد يلقى ذلك القرار القبول لدى إسرائيل لـ حفظ ماء الوجه بعد أن أسخنت المقاومة القتل فى قوات الـ
إحتلال .
أما شبح عزلة إسرائيل وبصرف النظر عن دفاعها فى المحكمة ، وأنها فى حاله دفاع شرعى عن النفس ضد حركة
حماس” الإرهابية ” وأن سكان قطاع غزة ليسوا هم العدو ، وأنها تبذل كل جهد للحد من الـ إضرار بغير المتورطين ،
وأنها كانت تلقى منشورات ورسائل ومكالمات هاتفية لـ حثّ المدنيين على مغادرة المناطق المستهدفة قبل قصفها .
وأن حماس تستخدم شعبها كدروع بشرية ، وأنها تسمح بدخول المساعدات الـ إنسانية للقطاع ، وغيرها من أكاذيب
إسرائيل التى إعتادت عليها ، كما إعتادت قلبها للواقع والتاريخ والقانون رأساً على عقب” .
من ناحية كون الخطوة التى إتخذتها جنوب أفريقيا ” إستثنائيه ” خاصة بعد صدمة المجتمع الدولى من وحشية جرائم
إسرائيل فى غزة ووقوف المجتمع الدولى عاجزا عن إتخاذ أى خطوة ضدها ، ومن ناحيه ثانية إتهام إسرائيل بإرتكاب
جرائم إبادة جماعية هو بالتبعية إتهام للشيطان الأعظم “أمريكا” والدول الماسندة لها بالتواطؤ فى جريمة تعد من
أسوأ جرائم الـ إنسانية ، وعلى فرض أن أيّ حُكم قد تُصدره المحكمة الدولية – حتى ولو لم ينفّذ- ضد إسرائيل ح
يكون ضربة لـ موقف إسرائيل المتغطرس ، على الأقل سوف يغيّر من الطريقة التي تتعامل بها دول أخرى مع إسرائيل
– كأنْ تصبح هذه الدول أقلّ استعدادا لبيعها أسلحة ،
بقى أن أشير إلى أن القضية الأكثر قابلية للمقارنة لما تقدمت به جنوب أفريقيا هي قضية الإبادة الجماعية التي
رفعتها زامبيا نيابة عن الدول الإسلامية ضد ميانمار بارتكاب إبادة جماعية ضد شعب الروهينجا المسلم ، وأن أشير
أيضا إلى أن هناك فرق بين ” محكمة العدل الدولية” و ” المحكمة الجنائية الدولية ” ، والأخيرة نختص بإدانة أي فرد
بارتكاب جرائم حرب ، وجرائم ضد الإنسانية ، والإبادة الجماعية ، وأما أشهر جرائم الـ إبادة الجماعية للأفراد التى
حكمت بها المحكمة الجنائية الدولية كانت جريمه القتل الجماعى التى إرتكبها رئيس بلدية رواندا للتوتسي عام
1994، والذي خلف 800 ألف قتيل ــ وفي عام 2017 أدانت المحكمة الجنائية الدولية القائد السابق لصرب البوسنة ”
راتكو ملاديتش ” بتهمة الإبادة الجماعية في مذبحة سربرنيتسا عام 1995 التي قتل فيها جنوده 8 آلاف رجل وصبي
مسلم .
وأختتم بقول الله تعالى ﴿ اصبِرُوا وصَابِروا وَرَابِطوا وَاتَّقُوا الله ﴾ وقوله ﴿ أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیب ﴾