المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : الصورة من كل الأبعاد .. زرع وحصاد

المستشار عبد العزيز مكي

في الصورة طفل مسكين في عمر الزهور لطيم يعزف من تحت القصف المسعور من بين الركام .. معذوفة ناي مكسور وكوب من غير ماء .. وإناء مهجورة من طعام وطعيم وغصن زيتون يكبُر وكِفل من نور مستبين وسكين أمين يتلألأ بالوجد .. يزأر في عين تظهر في الصورة تحفظ العهد وتثأر

فلسطين أرضنا لن نتركها لعدونا المذعور لا نخاف فلن تتركنا وإن متنا آلاف وآلاف بالقصف والمشانق والكوارث .. فألف ألف من بين الثغور مُسومِين مقبلين .. غير مدبرين في غير ضراء مضرة ولا فتنة مُضلة .. كرجل واحد بملايين السواعد وسورة الإسراء تعانق النصر المبين

في الصورة آلة التصوير ومعدات البث المباشر من محافل ميادين القتال المحدقة من كل جنب تقتل كل الأحياء وكل

الأشياء بكل ندالة وخِس وخلف الآلة مائة مقاتل ينقلوا الصورة والصورة صادقة جليه وفيها جحافل العسكر المرتزقة

أخوة الموت المأجورة وقد جاءوا من كل حدب مدفوعي الثمن بالعملة الصعبة ليقتلوا بالجملة بالقنابل الغبية بكل تهور

فيموت كل مصور بطل في غدر وتآمر .. سامر وحمزة وثريا ..

وتمكث الصورة مع عجلة الزمن تٌبَث بشكل مستمر والصوت يدوي عبر الأسلاك لتسجل هلاك المعتدي القذر دون أن

يرد له ذكر في إحصاء القتلى من هيئة البث للعدو لا من بعيد ولا من قريب فقد قبض الثمن ليموت غريب ميتة الكلاب

الضالة

في الصورة ومن كل أرجاء المعمورة شعوب متسامية من كل الأعمار والألوان والأديان السماوية تجوب كل الأروقة وكل

المحافل كأسراب الحمام الزاجل صف صف تغرد لا تخف من ذي سلطان سفاح غث ..

تهب كرياح ناشرات للخير مبشرات بالنصر القادم للعالم عاجل غير آجل تُطلق الرسائل كعاصفة قاصفة للظلم

وللظالمين دعاة الحرب والكرب

في الصورة رجال دين أقلة متطرفين مارقين من كل دين أشباه .. لهم طلة الشياطين .. عُبس ليس لهم من الدين إلا

الملبس بلحٍ مُقرحة وعيون وقحة وأفواه تسيل منها دماء الأبرياء كأنها مذبحة وحوش تقاتل بعضها بعضا بغلٍ .. القاتل

فيها مقتول

في الصورة والصورة مقلوبة حكام في القصر في رغد ومهانة وقد جاءوا للحكم من شر الماضي إلى شر العصر لا

يبالون .. يكذبون كما يتنفسون .. يقتاتون على الخيانة والقهر .. يجتمعون على التناقض والتباغض بالسجية ..

والتغاضي عن الظلم ومقت الحق والإنحياز للباطل وأهواله وفي الخلفية جهاز كشف الصدق لمن ينشق عنهم لتناله

أقسى عقوبة منهم

في الصورة والصورة مستوحاة من المستقبل يصطف أمام النهر أناس حفاة في كلام جهل طلاسم وجدل يتعذر الفهم

بعد ما جف بالمنع عن الأهل النهر ونُزِعت البركة وسُرقت القوافل وهُدم القصر ممن قامر وتآمر وفجَر وضن ومنع

وإرتمى في أحضان الغرب وهجَر الأهل رغم كل القواسم المشتركة والسجع والجِناس وقرب الأبيات والمقاصد إنما من

زرع الشوك يدمي القلب والقدم حاصد فماذا يجدي الندم

وخلف الصورة من يناضل بالقلم لم ينم حينا ليكتب ويلتاع في ألم بغير أطماع شتى ولا طلب مُستحق له البتة ولا

غاية كلا غير راية حق خفاقة في كل مكان وعلم واحد للعرب ووحدة وأفئدة مشتاقة للسلام ووئام وقسمة القوت

حتى من دون مَنٍ أو أذى أو ندم وقسم بالواحد الديان الذي لا يموت بألا يموت فينا الإنسان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.