احتفلت مصرُ بجميع أبنائها فى كلّ رُبوع المحروسة، بعيد الميلاد المجيد، مُسْتَبْشِرَةً وآمِلَةً فى نِعَمِ الله تعالى، ونحن نستقبلُ العام الميلادى الجديد، أن يَمُنَّ علينا بالخير والرخاء، وأن يُنهِى ما نُعانيه من متاعِب وأزمات، سواءٌ على المستوى الداخلى أو الخارجى.
وكعادَتِها كلَّ عامٍ تَزَيَّنَت الكنائس والمنازل برِدَاء المحبّة والتسامح، الذى تفرَّد المصريون بِنَسْجِه وصناعته عَبْرَ العصور والأجيال المتعاقِبة.
وزادت “الحِلْيَةُ” بالزيارة الموعودة التى اسْتَنَّها الرئيس عبدالفتاح السيسى- منذ عام 2015- إلى مقرّ الكاتدرائية لتقديم التهنئة- بنفسه- إلى البابا وشعب الكنيسة والمصريين أجمع، ليُعِيْد “شَحْن” بطاريّة “المواطَنة” التى تقودُ بلادَنا نحو “الجمهوريّة الجديدة” بكلّ قوّة وانطلاق، لتحقيق التنميّة المنشودة، والرُقِىّ والازدهار المأمول- إن شاء الله- وقبل كلّ ذلك الخروج من بَحْر الأزمات المتلاطِم، إلى بَرِّ الأمان والاستقرار، بما يتطلّبه كلّ هذا من “وَعْى” وإدراك المصريين جميعا بحجم التحدّيات والمخاطر التى تعترض طريقنا نحو التقدُّم والازدهار.
حقًّا تعتصِرُنا جميعا آلامُ الجرائم البَشِعَة واللاإنسانية التى تُرْتَكب بحقِّ أشقّائنا الفلسطينيين، غير أنَّ أمَلَنَا فى الله كبير، أن يحمل العام الجديد نهايةً عادلةً لـ”أُمِّ القضايا”، فى العالَم كلّه، فالقضيّة الفلسطينيّة بكلّ مُعطياتها وتداعياتها، هى “لُبْ” الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، بل العالم كلّه، لتشابُك مُدخلاتها وعناصرها، ما بين دينيّة واقتصاديّة وسياسيّة.
وقد كرَّرت مصر فى كلّ مواقفها التاريخية ثُبُوت ورُسوخ موقفها بضرورة الحلّ العادل والشامل، القائم على حلِّ
الدولتين على حدود ما قبل عام 1967 وعاصمة فلسطين هى القُدس الشرقية.
ووقفت فى وجْه كل محاولات الاحتلال الصهيونى للتهجير القَسْرى، وحملات الإبادة والحِصار والتجويع التى يُمارسها
الاحتلال بحقِّ أهلِنا فى فلسطين عامًّة وقطاع غزَّة بصفة خاصٍّة. بل خاضَت كلّ حروبها ضدَّ الكيان المُحْتَلّ دفاعا عن
القضيّة الفلسطينيّة.
إننا ونحن نُشارك أشقاءنا المسيحيين احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد، إنما نستَذْكِر ونستحضِر أحداث التاريخ ودلالاته
الدينية، ونُجدِّد إيمانَنا وتَمَسُّكنا بوعدِّ الله لنا بالنصر، ولقضيَّتِنا بالحَلِّ، مهما طال الزمن، فهو سبحانه وتعالى القائل فى