الدكتور مصطفى كامل مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية طبيب وأستاذ جامعي وسياسي مرموق وكاتب سديد ألمعي من الأحرار لا يشق له غبار ولا يحيد عن الأمانة في صدر المقال ولا في مصادرة السؤال وتجلية الإجابة الرصينة .
من مواليد مدينة القدس عام ١٩٥٤ من أسرة عريقة في النضال من أجل القضية الفلسطينية تنحدر أصولها من قرية دير غسانة شمال رام الله
في مقابلة لسيادته مع محطة تليفزيونية بريطانية إسمها توك تي في .. أدارت الحوار مذيعة مُسِنة إسمها جوليا هارتلي برو .. تناصر الحزب الجمهوري البريطاني .. حيث كانت الأخيرة معبأة بالتهم الباطلة المعلبة سابقة التجهيز بما فحواه حق إسرائيل الديموقراطية في الدفاع عن النفس وتجريم ما فعلته المقاومة في السابع من أكتوبر المجيد وذلك كدأب بعض الإنجليز من الحكام والمحكومين ورثة الآباء والأجداد الأبعاد من غرسوا الكيان اللعين في قلب فلسطين سنينا ..
وبقدر ما خرجت المذيعة عن الأصول المهنية والرصانة واللياقة بعصبية ورعونة .. بقدر ما كان الرجل ثابتا متماسكا رصينا فارسا همام وقد سدد مرماه فيما قال وآخر دعواه إنهاء الإحتلال وأن يعم السلام بين الناس ..
والإحتلال الصهيوني المجرم لن يدوم وقد خارت قواه وإنهارت عزائمه وتفشىَ الخلاف بين صناديد حكمه وتملك الإضطراب النفسي والعصبي من بعض جنوده
وتخلفت كل أسلحته القتالية الحديثة الخبيثة المحظورة عن أن تفي بوعوده في تحقيق مبتغاه البغي إلا بالهلاوس والأكاذيب .. فراحت جرائمه الوحشية النكراء تنصب على الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والماء والبناء وكل مقومات الحياة دون أي تمييز أو تقدم وجيش الكيان الهجين أثبت بالتجربة الحية أنه بالفعل الجيش الذي يتقهقر ويتكسر ويتبعثر ولسوف يُقهَر ويتفكك ثم يهلَك وكل الظلم هالك في كل الممالك إن لم يكن الآن فعما قريب ..
والفرسان المرابطون الأشاوس في الميدان أحياء أحياؤهم أحياء وإن دُمرت كل أحيائهم وشهدائهم كذلك أحياء والترابط يزداد فلهم النصر بإذن الله بميعاد وإن طال الصبر والعطش فلن يفتِك بمن قلبه معلق بالسماء ..
والظرف جد صعيب والمشهد مهيب والحِلم واجب ومن يفتَك الخلاف في مثل هذا الظرف لبيب أريب
يمتلك دافع أسمىَ وهدف نبيل أعلىَ وأهم تلتأم به اللحمة وتتحد في وجه خصم خصيم لدد
أما بعد .. فقد طالعت منذ ساعات بالصدفة على أحد المواقع حديث للأستاذ الدكتور وصفي عاشور علي أبو زيد إبن
محافظة كفر الشيخ أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله ومقاصد الشريعة الإسلامية ولم أكن أعرف فضيلته من قبل
لتقصير مني بالطبع غير مُتَعمَد وقد أُعجِبت أيما إعجاب بعلمه الوفير وغزارة أبحاثه ومؤلفاته كباحث محقق ومدقق
هام مجنون بمقاصد الشريعة وفي بعض الجنون فنون كوصف من وصف .. رغم أن فضيلته ليس بعد طاعنا في السن
فعمره لم يطرق بعد باب الخمسين عام ..
فقد رأيته وسمعته ينهال قدحا وشتما في حق الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو
هيئة كبار العلماء ناعيا عليه بالويل والثبور وعظائم الأمور جزاء ما قاله فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة ،وقد سمعته
من حيث رأيت الأول يتحدث عن المقاومة بحديث يستشهد فيه بما قاله الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أخوة لنا بغَوُا علينا .. كلاما عاما غير مائل دون تخصيص في محل الإجابة على سؤال سائل وعلى الجانب الآخر
فللشيخ دعوته بأن الجهاد مع المقاومة في فلسطين واجب ..
حيث يجتمع للرجل الواحد في عباءته المدح والقدح عن مسلك واحد لتباين الآراء وغلبة الإيديولوجية المتجذرة
والإنتماء لطائفة بعينها قد يكون أقطابها القرضاوي وقد أفضى إلى ما قدم والغرياني لهما ما لهما وعليهما ما عليها
بالصوت والصورة وكل لاقيه يوم القيامة فردا لا في إسطنبول ولا في لندن ..
وطائفة أخرى قد يكون من أقطابها فضيلة الشيخ الجليل محمد الغزالي رحمة الله عليه وما سطره في كتابيه .. من
معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث .. وكتابه الغزالي السيرة والمسيرة .. ما يغني عن السرد والتفصيل .. فإن
فعلها رجال الدين من غير إجماع راجح فما عسى الساسة بفاعلين في الشدائد والمحن وتبدل الأوضاع .. والدين
خير محض وعدل وفضل وحكمة وموعظة حسنة وجدال بالتي هي أحسن وتسامح …..
فإحتراب الآراء لمأرب ما على غير مقتضى الحال والصواب وخلاف هجير بغير إئتلاف ليكون منا وفينا غالب ومغلوب في
ذات مواضعنا نذير خراب وضياع أمة يتربص بها الأعداء من كل جانب فإن نحن هزمنا أنفسنا بأنفسنا الآن وذهبنا لقمة
سائغة فمن إذاً سينتصر ..فالحذر ثم الحذر حرصا منا على الوطن لكل من يؤمن بالوطن وإلا هان وهُنًَا وضاع وضِعنا