لكاتب الصحفي يسري السيد يكتب : أصلح قلمك يا فرديمان!!
من السذاجة تصور أن حركه حماس حين قامت بعملية 7 أكتوبر الماضي كانت تخطط لخروج قادتها من غزه مجبرين مثلما حدث مع الفصائل الفلسطينية من لبنان في منتصف الثمانينيات في القرن الماضي
- من السذاجه تصور حماس لهذا السيناريو وقد حققت انتصارا لتقدم غزه على طبق من فضة للكيان الصهيوني وعلى جثث وشلالات دم كانت تتوقعه من عدو سيفقد عقله حين تكشف خرافته وأساطيره الوهمية بأنه أكبر جيش وأقوى استخبارات لا تقهر
- لكن الذي أدهش الجميع ان ورق التوت تساقط عن عواصم الغرب التى تشدو صباحا ومساء عن الحريه وحقوق الانسان لكنهم فاقوا وفقنا معهم وقد انكشفت عوراتهم امام الجميع وعلى الهواء مباشرة.
- العمى أصاب الجميع من الانتصار السياسي والإنساني الذي حققته حماس فى هذه الحرب رغم الدمار وآلاف الشهداء والمصابين باستخدام أسلحه بدائية أمام أحدث أسلحة الدمار الشامل
- من السذاجة ألا نرى حماس وقد فاجأت عدوهم وأنصاره من إنفاق هدفها الأساسي هو تجميع الكيان الصهيوني فيها للأبد
- من السذاجة ألا نرى ما حققته هذه الحرب بوقف قطار التطبيع العربي المهرول إلى هذا الكيان وخروجه عن القضبان بعد فضح الوجه القبيح وبأكثر مما يتصور الشعب العربى
- من السذاجه ألا ندرك الانتصار السياسى باعادة القضيه الفلسطينيه للمشهد مره اخرى و فى عقر الغرب بعد ان مللنا من الصراخ وانصرافه عنا، لان كلامنا بلا معنى عنده
- اذا كان الانتصار السياسيى يذكر بالانتصار السياسى، والردود الدبلوماسية المستهلكه والبارده تذكر بمثيلتها ما دامت غير مدعومه بقوة على الارض…
أتذكر معكم حين رفض الداهية الدبلوماسي الأمريكي هنري كسينجر طلب الرئيس أنور السادات منه الوساطة مع إسرائيل لأعاده الأرض المحتلة في 1967، وكان قوله الكاشف: كيف أتدخل لأعاده حق لمهزوم مستكين من منتصر قوى ؟!
وأذكركم أيضا بالانتصار السياسي لمصر على العدوان الثلاثي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في 1956 بعد قرار الزعيم جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس..
ورغم تدمير بورسعيد أنتصر الوطن ببطوله أهلها ، وعادت قناة السويس وعادت مصر إلى الصدارة وتولت دفة القيادة للعالم الثالث كله ولسنوات…
وأتذكر هدف الزعيم أنور السادات من حرب أكتوبر وهو تحريك القضية وتحقيق نصر خاطف بعبور قناة السويس وتحطيم أسطوره العدو في أكبر خط دفاعي وقته “ا خط بارليف” واستعاده عدة كيلو مترات محمية بمجال حائط الصواريخ…، كان الرئيس السادات يدرك أن الهزيمة ستنتظره إذ تجاوز هذه المساحة، وقبل وقف إطلاق النار بعد أن تحقق الهدف وبعد إدراكه اليقيني أنه لم يعد يحارب إسرائيل وإنما يحارب أمريكا التي أقامت الجسور الجوية المباشرة لنقل أحدث الأسلحة إلى أرض المعركة…
يعنى توقف حين “كلبش” بيده على النصر ، وبدأ الاستعداد لمعركة أخرى حقق فيها انتصارات أخرى رغم رفضنا لها بالأمس،
- واليوم مثل الأمس حتى لو دمرت غزه ودفع عشرات الألاف أرواحهم و دمائهم فسوف ينتصر الوطن الفلسطيني غدا!!
- لا يدرك الكثير أن حماس حققت انتصارا سياسيا على جبهات متعددة، بعد أن كانت القضية الفلسطينية قد دخلت غرفة الإنعاش منذ سنوات، ويأس الأهل قبل الأغراب من استعاده الوعي من هذه الغيبوبة الدولية التي اصابتها فى مقتل
- لم أندهش من بعض التسريبات الاسرائيليه بانها قد تقبل وقف الحرب مقابل الرهائن وخروح قيادات حماس من غزه كبديل مؤقت عن خروج الشعب الفلسطينى كله من غزه الى مصر، فهذا اسلوبهم فى التفاوض!!
- لكن استغربت من قلم الكاتب الامريكى توماس فريدمان الذي يكتب فى صحيفة نيويورك تايمز منذ 1995، بعد ان عمل مديرا لمكتبها في بيروت والقدس وتجول عن قرب فى العواصم العربيه وفى مقدمتها مصر
- سبب اندهاشى ليس قوله الذى هلل له البعض منا بقوله فى مقال اخير له: إن “الوقت قد حان”، لنهاية الحرب في غزة، فإسرائيل لن تحقق أهدافها المرجوة، ويجب على الرئيس الأميركي جو بايدن اتخاذ “موقف صارم” من دعم بنيامين نتنياهو. وأخبار إسرائيل بحزم، أن “حربها لإبادة حماس لن تحقق أهدافها”.
فأنا أرى ذلك مجرد تحصيل حاصل لواقع أجبرت المقازمه الجميع على الاقتناع به، لكن الاستغراب من وضع السم- كل السم- في العسل ، والتخلي عن الحيادية التي يجب أن يتسم بها كاتب سياسي ومن ذلك ما جاء في الجمل التالية:
على حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن تجعل إسرائيل تعلن النصر في غزة “، ثم تنهي الحرب وتعود أدراجها.
وحان الوقت للولايات المتحدة- والكلام لفريدمان- لكي تطلب من إسرائيل أن تطرح العرض التالي على الطاولة لحماس: انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، ووقف دائم لإطلاق النار تحت إشراف دولي، بما في ذلك مراقبون من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومراقبون عرب.
ويستمر فريدمان في وضع كمية السم الأكبر في الرد على مقولة حماس: “الكل مقابل الكل”… بقوله الحازم في نهاية العرض “ولا تبادل للفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.
- يعنى كأن حماس خاضت هذه الحرب لقتل بضعة جنود صهاينة واختطاف عشرات الرهائن مقابل استشهاد واصابه عشرات الألاف من الشهداء والمصابين الفلسطينيين وتدمير غزه!!
- لم يفهم السيد فريدمان أن “الكل مقابل الكل” تعنى في المفهوم البسيط كل الرهائن مقابل كل السجناء والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الصهيونية.. . والا ما كانت الحرب!!
لم يفهم فريدمان ما وراء الكلمات وتأويل النص اللغوي رغم عشرته الطويلة لنا بأن المقصود من الكل مقابل الكل هو: كل الرهائن مقابل فلسطين بالكامل وليس غزه، وكل الرهائن مقابل الشعب الفلسطيني المسجون والمعتقل في وطنه… وان الكل مقابل الكل تعني أن الحاضر البغيض مقابل الغد القريب دون هذا المحتل !
- أما قول فريدمان وإيمانه بأن كل شيء لهم- أي الصهاينة- والعدم والموت لنا – أي الشعب الفلسطيني- فعليه أن يراجع ضميره الإنساني قبل أن يخط كلمه ،ويبحث في التاريخ –الحقيقي- القريب والبعيد- ليعرف الحقيقة التي يحاول الصهاينة طمس معالمها منذ وعد بلفور حين أعطى من لا يملك لمن لا يستحق وحتى الآن !!
- على السيد فريدمان ان يدرك ان هذه الحرب فضحت الكيان الصهيونى وانصاره حين يصرخون من احتجاز رهائن مزدوجى الجنسيه، فالغرب كله يدافع عن الرهائن باعتبارهم رعايا لهم يحملون الجنسية الصهيونيىة الى جانب جنسيتهم ولا يفكرالغرب ان مواطنيهم جاءوا لارض غريبه عنهم وقاموا بأكبر عمليه فى التاريخ لسرقه واغتصاب وقتل لشعب وأرض
- والسؤال هل يقبل القانون والعداله فى الغرب حماية قاتل او لص او مغتصب او مدمر للحياه ؟!فاذا كانت الاجابه: لا…
فأنا اقترح عليهم وطبقا للقانون الدولي أن يسحبوا كل رعاياهم من فلسطين المحتلة ويحاكموهم بهذه التهم فى
بلادهم ، بدلا من محاكمتهم عندنا واتهامنا بمحاكمة رعايا دول أجنبيه !!
أما قول السيد فريدمان إن “حماس، باعتبارها منظمة عسكرية، تستحق العقاب والضرب، وقد تم إضعافها إلى حد
كبير و أن الحل الأمثل الآن بالنسبة لإسرائيل، هو الخروج من الحرب، وترك قطاع غزة، فالحرب” مفيدة “لقادة
حماس…”
كلام فريدمان استمرار لوضع السم في العسل، فهل الدفاع عن الوطن المسروق والشعب المقتول والمسجون في
وطنه يستحق العقاب والضرب، واى حرب مفيده لحركه وهى ترى كل هذا الدمار !
- بصراحة استغرب قلم فريدمان الذي استبدل حبره بشلالات دم عشرات الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال، وسطر كلماته على جثث شعب مسروق ومسجون ومقتول.
- والغريبة أن الضمير الإنساني عند السيد فريدمان يصور له أنه عند انتهاء الحرب، وخروج قادة حماس للعلن، سيتم انتقادهم بشكل داخلي وعلني، من قبل الشعب الذي تعرض للدمار والقتل ولا يعرف اننا سنقيم لهم رايات النصر !!
- أخيرا ..سؤال بجد وبحق وحقيقي للسيد فريدمان: “هل ضميرك مرتاح”؟!