محمد نبيل محمد يكتب :  فدائى يثأر لأطفال مدرسة بحر البقر

محمد نبيل محمد

… وتوالت عملياته الفدائية ليصبح من اشهر رجال المقاومة في سيناء
كان البطل يعلم كيف تراه حبيبته وإبنة عمه فوعدها بمهر زواجهما عملية فدائية من عملياته
…. ووافق والدها فالقبيلة فقيرة بمواردها غنية ببطولاتها …. وكانت عمليته الأخيرة والتي قرر ان تكون مهر حبيبته هي استهداف اتوبيس للعدو كان يحمل 52 ضابطا وجنديا يمر من قناة السويس الي العريش يوميا وفي توقيت ثابت … وأخذ التخطيط لهذه العملية منه وقتا طويلا للدراسة والتخطيط ، وتم تحديد موعد زفافه علي عروسه بعد اتمام العملية مباشرة واستعد الزوج البطل للقيام بالعملية مع اثنين من رفقاء الفداء، وجاءت اللحظة الحاسمة فقام في الساعة الثالثة فجرا متوجها لتنفيذ العملية وفاءا لما قطعه علي نفسه … وبصحبة زملاؤه الاثنين اللذان خططا معه قاموا بزرع الالغام في طريق الاتوبيس الاسرائيلي الذي مر في الساعة الثانية عشر من ظهر نفس اليوم فاحترق الاتوبيس وكل من فيه وهلل السواركة فرحا انه أخذ بثأر اطفال مدرسة بحر البقر … تمت العملية وتفرق زملاء النضال وجري السواركة فرحا في صحراء العريش واثناء هروبه فقد حذائه ولم يلتفت اليه إلا انه تذكر قصاصي الاثر الذين قد يكتشفونه فعاد سريعا الي مكان حذائه واخذه وبدأ يغير في اسلوب المشي والجري فمرة يعرج علي قدمه اليسري ومرة يحمل حجرا كبيرا حتي تختلف أثار قدمه علي الرمال وبالفعل استطاع الفرار في دروب الصحراء التي اعتاد عليها ، فسلك طريقا مختلفة وعاد الي منزله وقرر ان ينتظر عدة اسابيع للتخطيط لعملية اخري …. لم يكتف السواركة بما قام به من عمليات لتطفيء نار ثأره لاطفال بحر البقر الا ان ثأر آخر بدأ يلهب صدره وهو الانتقام لضرب العدو لعمال مصنع ابو زعبل .
هكذا خطط بطل سيناء للثأر من اعتداء العدو الاسرائيلى على المصريين
وغيرها من عمليات معادية استهدفت قواتنا العسكرية والمدنية طوال حرب الاستنزاف … ايضا لم يطفىء نار ثأره انتصار اكتوبر المجيد ولكنه أخذ علي عاتقه الانتقام لكل مصري فاضت روحه الطاهرة الي بارئها علي ارض سيناء الحبيبة فداءا للوطن .

خلال هذه الفترة قرر الزواج من حبيبته و ابنة عمه بعد ان وفي بوعده ومنحها مهرها المتفق عليه …. وبالفعل تم

الزفاف بصحراء سيناء بحضور افراد قبيلة السواركة والقبائل المجاورة وكان العرس بدويا فلكلوريا انشدت فيه اهازيج

البدو واختلطت بعاداتهم وتقاليدهم في الافراح بداية من تجهيز العروس والعريس مرورا بالرقص والغناء انتهاءا بتسليم

العروس لعريسها . ….. اسبوعان مرا علي الزوجين … وقد نسي البطل ما قام به من عملية أخيرة وقرر ان يترك

زوجته العروس ليختفي شهرا او شهرين كما قال لها وهو يضمر في نفسه تنفيذ عملية اخري … وافقت زوجته التي

لا تقل عنه وطنية بالرغم من انه لم يسر لها بما يسره ويكتمه وطلبت فقط ان تزور والدها قبل ان يرحل زوجها فلبي

طلبها وبعد ان عادا لمنزلهما وفي الساعة الثانية ليلا حاصرت المخابرات الاسرائيلية المنطقة الموجود بها منزله ….

فلقد نجا احد ركاب الاتوبيس ووصف للمخابرات شكل السواركة ، وما كان من المخابرات إلا إقتحام المنازل التي لا

تتعدي العشش الصغيرة المتناثرة في قلب الصحراء والاعتداء علي اهلها وقتل من يعترض طريقهم حتي انهم شقوا

بطن امرأة حامل لتصل الرسالة للسواركة انهم سيجدوه حتي لو عاد لبطن امه … كما تم القبض علي الاثنين

المشاركين معه وبالفعل تم القبض عليه وزوجته وعمه ( حماه ) وقامت المخابرات الاسرائيلية بتعذيب الزوجه العروس

وأبيها المسن أمام عينيه ليعترف علي نفسه او يعترفا عليه … ولكن العم المسن الذي لا يقل وطنية كان يدرك في

فترة سابقة خطورة ما يقوم به السواركة فكان يرفض ان يحكي له السواركة تفاصيل العمليات التي يقوم بها حتي لا

يضطر للبوح بها إذا ما تعرض للتعذيب وايضا حتي يتدرب السواركة علي كتمان سر عملياته … فلهذا الرجل المسن

دور بطولي في تجنيد الفدائيين من ابناء سيناء وقد اختار إبن اخيه دون أن يدري ورشحه للعمل الفدائي لدي

المخابرات المصرية دون علم السواركة نفسه وظل هذا السر حتي دفن مع الرجل المسن …. كان لتعذيب الزوجة أثرا

إيجابيا علي شخصيتها الجديدة كزوجة لبطل فدائي فمن تلك اللحظة عظمت مكانة زوجها أكثر وزادت احتراما وتبجيلا.

وتم الافراج عن الزوجة والعم المسن دون ان يحصلا منهما علي اي شيء ودخل السواركة مرحلة تعذيب دامت اثنين

وعشرين عاما بدأت داخل العريش بوضعه في المياه الساخنة ثم المياه المثلجة لمدة خمسة ايام متتالية ثم تم

ارساله الي غزة ورغم التعذيب الذي لاقاه الا انهم لم يخرجوا منه بكلمة واحدة فأرسلوه الي معتقل اشكلون وتركوه

في غرفة مساحتها متر × متر وربطوه علي كرسي به مسامير وبعد ساعات طويلة من الصمت المخيف ادخلوا عليه

كلبا ضخما وقالو له ( جز عليه ) اي هب عليه وبدأ الكلب يلحس وجهه ولم يستطع المقاومة لأن يداه مربوطتان

وجاءته فكرة لعله يدافع بها عن نفسه فعندما كرر الكلب لحس وجهه امسك السواركة لسان الكلب بأسنانه وعض

عليها بقوة حتي قطع منه جزءا فوقع الكلب علي الارض واخذ يعوي ويصرخ فدخل ستة من رجال المعتقل

الاسرائيليين واخذوا يثأرون لكلبهم بضربه بأقدامهم لعدة ساعات حتي تعبوا ولكنه فقد سبع اسنان وكسرت اصابع

يده ثم عاد الي غزة بعد 75 يوما من التعذيب والتحقيق بلا فائدة وفي غزة ربطوا رجليه بالسلاسل وبقي لمدة اسبوع

معلقا م ا من قدميه

ثم كانت مرحلة اخري من التعذيب بالكهرباء والكي والضرب ، وكان اخر تعذيبهم شد سرته للخارج لتكون سببا في

اجراء عملية جراحية وهمية وبالفعل اجروا له سبع عمليات في بطنه فقد بسببها القدرة علي الطعام ولم يستطع

اكل شيء الا الزبادي لمدة اثني عشرة سنة …. كما جعلوه حقل تجارب لطلبة كلية الطب بمساعدة الدكتور جولد

بلوم المتخصص في اجراء التجارب علي المعتقلين …. خلال اثنين وعشرين عاما لم يري إبنته الا مرتان

وسنعرف فى القادم ان شاء الله كيف ومتى قابل ابنته الرضيعه وزوجته؟ وما هو رد فعله بعد هذه المقابلة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.