المستشار علاء سليم يكتب : لأنصرنك ولو بعد حين
بعد أن انتهت مفاوضات سد النهضه وما وصلت إليه من واحتفاظ القاهره بحق الرد لو مسها ضرر من السد الإثيوبي، اتصل بي احد الخبثاء من أصدقائي حدثني عن سد النهضه ، وعاتبني على السكوت بعدما كنت أصرخ في وجه كل من يتحدث عن اكتمال بناء السد .. العجيب أن صديقي هذا يرى أن ملف السد انتهى لصالح اثيوبيا وأن الصمت المصري ما هو إلا شهادة بأن مصر باعت القضية أمام نجاح اثيوبي منقطع النظير ، ولصديقي هذا أقول أن السكوت المصري عن قضية سد النهضه لم يكن بسبب الضعف او الإستسلام بما قامت به اثيوبيا في البناء بل الموضوع أكبر من كل هذه الأمور ، والمتغيرات الحادثة تجعل الصمت المصري أبلغ من الكلام .
أثيوبيا العظمى فشلت في توليد الكهرباء حتى الآن وحتى إذا نجحت في ذلك فهي لا تملك شبكة كهرباء حتى وقتنا هذا ومن الصعب بنائها اليوم في ظل أوضاع غير مستقره هناك وإفلاس ينتظر الحكومة الإثيوبية التي اصبحت عاجزه عن سداد أقساط ديونها ، مصر قامت ببناء السدود في افريقيا لتأمين حاجة الأشقاء في افريقيا من الكهرباء ،وحتى إذا انتهت اثيوبيا من انتاج الكهرباء لا تجد من جيرانها من يحتاج للشراء .
اثيوبيا حريصه على تعليه السد يدفعها إلى ذلك غرور الجهلاء ولم تحسب يوماً أن الأرتفاع في البناء وزيادة التخزين
يزيد من احتمال الضغط على جسم السد الذي تم بناؤه لاستيعاب ربع هذه السعه وأن الخطر من انهيار السد يتزايد ،
ومصر في صمت الظلام تعمل في افريقيا لشق قناة جونجلي في جنوب السودان وتحويل مجرى نهر الكونغو
مستخدمة نفس الحفارات التي قامت بشق الأنفاق اسفل قناة السويس ليضيف إلى مصر ضعف كمية المياه الواردة
من إثيوبيا .
بدأت مصر العمل على دراسة لربط بحيرة فيكتوريا جنوب القارة الأفريقية بالبحر المتوسط ما يجعل دول حوض النيل
تتمسك بالتنمية المستدامه التي تحققها لهم مصر بمباركة دوليه وتمويل عالمي في وقت يشهد فيه العالم متغيرات
كبيرة بعد حرب روسيا أوكرانيا وانقسام العالم وفقدان أمريكا جزء كبير من الهيمنه على بعض دول العالم النامي ،و
انكسار القارة العجوز مع نقص امدادات الطاقة التي تحاول مصر تعويض أوروبا بها بعد زيادة انتاج مصر من البترول والغاز
والكهرباء فمصر الآن أكثر تأثيراً على دول أوروبا تجاه قضية السد ، وذلك قد يضعف حتماً من الموقف الإثيوبي الذي
يصارع من أجل إخضاع مصر ناسياً أن مصر الكنانه على مر التاريخ لم تكن بهذه القوة من قبل .
لم يفهم صديقي جيداً قول وعد الله لنا بالنصر ، والدال على ذلك أن مصر لم تشهد زياده في حجم الوارد من نهر
النيل كما شهدته في العامين الماضيين ليصدق وعد المولى عز وجل حين قال لأنصرنك ولو بعد حين .