قالوا عنها حرة ، ومنهم من قال أنها نزيهة ، وتحدثوا عن إقبال غير مسبوق ، فرح البعض ، والبعض أصابتهم الصدمة .. أحاديث جانبية كثيرة وثرثرة ، ووسائل إعلام ومتابعين أجانب وكلام كثير قيل ويقال عن إنتخابات الرئاسة المصرية 2024 .
وخلونا نتفق م البداية على أن مصر اليوم تشهد تحولا ديمقراطيا غير مسبوق ، يتمثل فى إنتخابات الرئاسة المصرية 2024 ، وهى إنتخابات تتسم بالحيادية والنزاهة والشفافية ، ويحكمها الدستور والقانون ، وتديرها هيئة مستقلة تخضع لـ إشراف قضائى كامل ، ووفقا لـ إجراءات وضوابط وقواعد ومواعيد محددة سلفا ، إضافة إلى ذلك هى تخضع لـ متابعة جهات ومؤسسات إعلامية وحقوقية محلية ودولية . وأن هناك ” أربعة ” مرشحين إستوفوا شروط الترشح وتأهلوا لـ خوض سباق الإنتخابات الرئاسية ، وأن لكل منهم نشاط وندوات ومؤتمرات فى محتلف محافظات الجمهورية ، دون أن يضيق عليهم أحد ، أو يحد من حريتهم .
وحاصل القول أن ماتشهده مصر اليوم هو ” عرس ” ديمقراطى بكل مانحمله الكلمة من معانى . ودعونا أيضا نتفق على أن العبء الأكبر فى العملية الديمقراطية والتحول السياسى الذى تشهده مصر ، يقع على المواطن ومشاركته فى العملية الإنتخابية ، بعيدا عن الدعوات المغرضة والتشكيك وعدم الـ إنسياق وراء الدعوات التى تحاول أن ” تسبط ” الهمم بحجة أن الإنتخابات محسومة سلفا .. إلخ .
ودائما وأبدا يقال أن تقدم الأمم يقاس بمشاركه مواطنيها فى ممارسة حفوفهم السياسية ، وأصدقكم القول أن ” العلم ” هو مقياس تقدم الشعوب وأن الشعوب المتأخرة هى التى يخيم عليها ” الجهل ” دوما ،
الأصل فى إنتخابات الرئاسة المصرية أنها محكومة بالدستور والقانون ، ووفقا لنص المادة 140 من الدستور ” يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة 6 سنوات ميلادية ، تبدأ من اليوم التالى لانتهاء مدة سلفه ، ولا يجوز أن يتولى الرئاسة لأكثر من مدتين رئاسيتين متتاليتين ، وتبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بـ120 يوما على الأقل ، والحقيقة أن المدة الزمنية المعلنة لإتمام العملية الانتخابية جاءت فى توقيتها المناسب للغاية ، وإختيار التوقيت الذى أجريت فيه الإنتخابات كان موضع دراسة وإختيار بعناية من قبل الجهات السيادية . لـ أسباب عدة
لعل أهمها وأبرزها هو إجهاض المخططات الخارجية التى سرعان ما تكشفت بعد عملية ” طوفان الأقصى ” وهى العملية المقدرقة مخابراتيا بالورقة والقلم بين حركة حماس وجهاز الإستخبارات الإسرائيلى ، ومنتهاها تهجير أهالى مدينة غزة إلى سيناء على ثلاثة مراحل ، وفقا لوثيقة مسرية لـ وزيرة الإستخبارات فى إسرائيل ونشرتها صحيفة Calcalist الإسرائيلية . المرحلة الأولى إنشاء مدن من الخيام فى سيناء جنوب غرب قطاع غزة
والثانية إنشاء ممر إنسانى لمساعدة السكان ، والثالثة بناء مدن فى شمال سيناء ، وبحسب الخطة تقام منطقة عازلة بعرض عدة كيلو مترات بداخل مصر جنوب الحدود مع إسرائيل حتى لايتمكن أهالى غزة المهجرون من العودة ، وأعتقد أننا نعرف جيدا بقيه القصة !!
ورأينا موقف القيادة السياسية الذى أجهض هذا المخطط رغم الضغوط التى تعرضت لها مصر ترغيبا وترهيبا بشىء
لايصدقه عقل ، ولعل من الأسباب أيضا محاولات قوى الشر والظلام أن تفسخ الجبهه الداخلية بإشاعة الإحباط
واليأس بين العامة من الناس ” الكتلة الحرجة ” للتحرك فى الشارع وإشاعة الفوضى مستغلة الظروف الإقتصادية
الصعبة التى يمر بها المواطن المصرى ، بل والتشكيك فى كل شىء صغيرا كان أم كبيرا ، فى ظل تراجع كبير “جدا”
لدور الإعلام فى مصر ، بالقدر الذى يمكننا القول أنه نال من شعبية الرئيس ، ثم جاءت الحرب على غزة ” المخطط
الذى أحيك بليل ” ضد مصر لـ يقلب الموازين رأسا على عقب ، فأى عناية تلك التى ترعى هذا البلد ” إنها عناية الله “
جاءت إنتخابات الرئاسة المصرية 2024 مخيبة لكل آمال المشككين والمتربصين سواء كانوا فى الداخل أو الخارج ؛
والبداية جاءت من أبناء مصر فى الخارج وكانت ملحمة حب وعطاء ، إكتلمت بأبناء مصر فى الداخل الذين رسموا
ملامح مظاهرة حب حقيقية من شعب محب لبلده ، صورة جميلة جدا ماكان ينبغى على الأحراب أن تفسدها بأن
تضع عليها لمساتها الأخيرة من اجل ان تاخذ اللقطه . خاصة وأن حب الوطن عدوى ، وإذا مادعى داعى الندى لبى
الجميع النداء ، شكرا لكم وشكرا لـ تجويدكم أحزاب مصر .
فى تسريبات من البيت الأبيض على لسان ” جو بايدن” موجهة إلى رئيس وزراء إسرائيل ” بنيامين نتنياهو ” الذى
يصر على القتال حتى آخر جندى ، على الرغم من الهزائم الموجعة التى منى بها فى هجومه البرى على قطاع غزة
، وآخرها الخسائر التى أوقعتها المقاومة فى صفوة الصفوة من قواته فى حى الشجاعية وغيرها . وعلى الرغم من
الرأى العام الإسرائيلى الذى يطالب بمحاكمه رئيس الوزراء لفشله وضرورة وقف الحرب .. إلخ .
تقول تسريبات بايدن ” السيسى خلص” ومعنى كلامه أن الجبهة الداخلية فى مصر متماسكة ، والدليل أن العملية
الإنتخابية تمت بدون وجود قوات فض الإشتباك ” الأمن المركزى ” وبدون نزول الجيش لـ الشوارع لتأمين المنشآت
خشية أى إنفلات أمنى ، خاصه فى ظل وجود اكثر من 40 مليون ناخب فى الشوارع وفقا لـ أقل التقديرات ، نزلوا من
أجل الإدلاء بأصواتهم فى العملية الإنتخابية !!
معنى ذلك ان الرئيس السييسى أنهى كل شىء وأحكم قبضته على الجبهه الداخليه “على حد كلام بايدن” .
ولذلك لاداعى لـ أن تستمر إسرائيل فى عنادها ، نظرا للخسائر التى منيت بها بإعتراف وزير الدفاع الإسرائيلى وثانيا
لأن السيسى أجهض الخطة برمتها ، حتى الخيط الأخير ، وهو حدوث فوضى أثناء العملية الإنتخابية ، وإن إستمرت
إسرائيل فى عنادها فإنه لن تبقى هناك دولة تسمى إسرائيل . فمصر بعدتها وعتادها تقف اليوم على الحدود “
بالطائرات والمدفعية والدبابات ” فى إنتظار صافرة البداية .. حفظ الله مصر .