عبد الناصر البنا يكتب : الفساد فاق التوقعات !!
شيطان الكتابة عن الفساد ظل متلبسنى ويلح علىً وأنا أجاهد لأجل أن أصرفه ، ونحن نعلم حساسية الظرف الذى تمر به بلدنا ، لكن إبن الـ .. إنتصر فى النهاية ، ولم أعد أملك زمام قلمى الذى إنفلت منى بعد أن تواترت أخبار عن صيد ثمين فى وزارة التموين للمرة الكام .. ولا متعدش !!
لم تهدأ نارنا بعد من خبر القبض على 4 مسئولين فى وزارة التموين على رأسهم ” رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية ” السيد اللواء علاء فهمى ، ومدير مكتبه ، ورئيس قطاع المشتريات ، ومستشار وزير التموين للإتصال السياسى ، والمتحدث الإعلامى ، و 4 رجال أعمال ، وجروا معاهم رئيس المشتريات بالشركة القابضة للاغذية . فى القضية التى عرفت فى 2018 إعلاميا بإسم ” رشوة وزارة التموين ” .
البهوات كانوا مدورينها لحسابهم . ولما رجال الرقابة الإدارية وصلهم بلاغ من موظف فى إحدى الشركات أنهم طلبوا مبالغ ترضية ، ماكدبوش خبر وحطوهم تحت المراقبة لمدة شهر ، بعد إذن نيابة أمن الدولة العليا ، وإتضح انهم طلبوا مبالغ مالية ترضية يعنى “رشوة” لتسهيل عمليات بالأمر المباشر وطبعا تهمة قبول وتلقى رشاوى كانت ثابتة عليهم وإتحولوا للجنايات وحكمت عليهم بالسجن 10 سنوات .
النيابة قالت عنهم كلام يدرس بس للأسف نحن شعب بلا ذاكرة قالت ” لأحلام وطنهم هم سارقون ، ولعهدهم
وأمانتهم هم خائنون ، باعوا الهدى فأشتروا الضلالة ، أكلوا السحت ، فتنعموا بالرشي ، وتلذذوا بالمنكرات وأسهبت
فى الوصف . وفى المرافعة وصفتهم بأنهم ” ثله من المجرمين سرقت وطننا العظيم ، عصابة الباطل تلك قد تزعمها
رجل كان فى عليين ، مكنه الله فى الأرض ، مٌن الله عليه بمنصب لايقل شرفا ووقارا ، رئيسا للشركة القابضة
للصناعات الغذائية ، أمينا على قوت العباد ، فأبى إلا أن يكون ، يغدر حيث عوهد .. إلخ
أنا عاوز أقف شوية عند القضية دى ، وأنا هنا لا يهمنى أو يعنينى كونه لواء سابق أو شغل مناصب حساسة فى
الدولة .. إلخ ، وإنما على رأى أحد الظرفاء تعليقا على خبر القبض قال : إخص عليه 2 مليون وشوية فكة بس طلبها
الـ .. من شركة توريد سلع غذائية علشان يسند لها توريد سلع بالأمر المباشر ويسهل صرف مستحقاتها ، والنبى لو
رفع السماعة على أى شركة سكر من الـ 36 شركة إللى تحت إيديه كان حطهم فى حسابه فى البنك ولا من شاف
ولا من درى ، بس إنت عارف يابو خالتو : الراجل دا ربنا قاصد يفضحه ، علشان دى تلاقيها المرة الألف وربنا ستر عليه
. وعلى رأى المثل ” الجحش المتعنظز يوقع فى أهون التلاليس ” !!
بس أنا السؤال اللى دايما يراودنى ، هو الحاج على أبو مصيلحى فين من الحواديت دى ؟ قضية الفساد الجديدة
المرة دى فى المكتب إللى فى “ريحه” على رأى أخوانا بتوع وجه بحرى ، إللى هو مكتب مستشار سيادته للرقابة
والتوريد ، و 8 تانيين معاه .. يانهااار مش فايت ياجدعان ، أعتقد والله تعالى أعلم سببها الإرتفاع الجنونى فى أسعار
السكر ، وياما فى الجراب ياحاوى ، وياللى رايح كتر م الفضايح ، طيب ياعم الشيخ على علشان إنت راجل كباره
وقربت تدخل على الـ 75 والظاهر ماجابتكش ولاده ، الناس دى بقالها سنين فى مناصبها ماشمتش ريحه وحشه ،
ماسمعتش خبر مش كويس ، مالاحظتش عليهم لابسين هدوم جديدة ، لامؤاخذه ” جزم جديدة ؛ مفيش أى مظاهر
عز أو فشخره بانت عليهم !!
طيب يامعالى وزير التموين ، ياللى صدعتنا بمؤتمراتك ، وبكلامك المنمق الموزون ، ماسألتش نفسك سؤال فى بلد
فيها 64 مصنع سكر أعرف منهم 8 مصانع تابعين لشركة السكر والصناعات التكاملية ” أبوقرقاص ــ جرجا ــ نجع
حمادى ـ دشنا ـ قوص ـ إدفو ـ كوم أمبو ـ أرمنت ” بإجمالي طاقة إنتاجية نحو 7 ملايين طن ، وفقا لتصريحات السيد
اللواء عصام البديوي رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب ، لشركة السكر والصناعات التكاملية ، وبجوارهم مصانع
البنجر المنتشرة فى كل مكان فى مصر لتحتل مصر المرتبة الـ 12 عالميا فى إنتاج السكر .
طيب إذا كان دا إنتاجنا من السكر ، إيه إللى يخلى كيلو السكر فى بلد السكر ، إللى لو فتحوا مخازن السكر فيها
على النيل ، هتوصلنا ميته حلوه ، ونبقى مش محتاجين غير نسخنها ونحط عليها الشاى ، ليه الكيلو ينط لـ 50 جنيه
، وليه كيلو الرز يعدى الـ 35 فى يوم وليلة ، وسيبك م البصل والطماطم والخيار والبطيخ بطلنا ناكلهم ، ياناس إختشوا
على دمكم شوية ، على رأى الصعايدة ” مايزوا ” ، طب بعد النيابة ما قالت ” أكلوا السحت وتلذذوا بالمنكرات ” فى
كلام تانى يتقال ؟
فى كل مرة أتذكر صديقى السعودى ” سعد خلف العفنان ” لما قال لى إنتو أغنى شعب فى العالم يكفى أنكم
بتتسرقوا من أيام الفراعنة لغاية النهارده ولاقيين تاكلوا وتشربوا . هى البلد دى تكية ، ” قتة محلولة ” . من كان يوم
كنت فى حى الهرم والكلام جاب سيرة اللواء إبراهيم عبدالعاطى رئيس الحى الأسبق إللى برضه كان ممسوك
بفضيحة رشوة ، قالوا لى قضى بسلامة الله فترة العقوبة ، وهو يتنعم الآن بالملايين إللى لهفها ، لو رحت نادى الصيد
هتلاقيه لابس التيرننج وبيلعب راكيت .
ما أنتو عارفين المحليات بترفع شعار ” أبجنى تجدنى ” وهى إللى بدعت الدرج المفتوح ، ويا سيادة وزير التنمية
المحلية أرجوك روح الصعيد وشوف البلاوى فى تراخيص المبانى ، كل موظف عامل له قانون وماشى عليه ولارقيب
ولاحسيب وعلى عينك ياتاجر ” Cash and Carry ” . وأنا والله لا أكل أو أمل من تكرار مقولة صاحب العمارة إللى
أسكن فيها لما قال لى : أنا قبل الثورة دفعت رشوة لحى الهرم 300 ألف جنيه فوق الترابيزة علشان يخلونى أبنى
دور مخالف !!
البلد دى كل واحد ماسك له “عضمه” وبيمصمص فيها ، وياناوى على قوتى .. ياناوى على موتى ، لما ممدوح
البلتاجى مسكوه وزارة الإعلام وحب ينضفها ، كان كل خيط يمسكة ، يلاقى آخره عند صفوت الشريف ، مسكين الله
يرحمه دخل عش الدبابير برجليه ، وفى الآخر لبسوه الجلابيه وقعدوه فى البيت ، مع أنه قبلها كان أشطر وزير
سياحة جابته مصر !! .
مش عاوز أطول عليكم ، ماقصدت أن أقوله لو دورنا وراء كل سلعة إرتفع ثمنها بشكل جنونى هنلاقى وراها مسئول
فاسد ، وفى النهاية يحسب للرئيس السيسى تصريح قال فيه ” إللى كسر كوبايه هيتحاسب عليها ” وأنا عاوز اقول
له كلمة واقفه فى زورى بعد مانعدى الإنتخابات الرئاسية بسلامه الله ، لازم تعيد النظر فى كل المسئولين عن
المشاريع القومية الكبرى ، ونراجع حساباتهم بالورقة والقلم ، وأى حد حاد عن الطريق يتعلق فى ميدان عام ، لازم
ييقى فى “ردع عام” لكل من تسول له نفسه ، ولابد أن يأخذ موعظة من رأس الذئب الطائر ، ويكون فى ” ردع
خاص” يعنى على الأقل يتم تجريده من أملاكه هو وإللى خلفوه ويرجع شحات زى ماكان . وياريت نرجع تانى قانون ”
من أين لك هذا ” وقتها الكل هيرتااااح ” !!