العلاقات المصرية الأذربيجانية فى “أوج عظمتها”.. والعام الجديد يشهد المزيد
احتفالا بعام حيدر علييف ومئوية ميلاده.. بمكتبة مصر العامة
– أخوة الزعيمين السيسى- علييف..رسخت تقارب البلدين
كتب مصطفى ياسين :
أكد د. إلخان بولوخوف، سفير أذربيجان بالقاهرة، أن العلاقات المصرية الأذربيجانية تعيش حالة من الازدهار والتشبيك على كل المستويات والأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، خاصة فى أعقاب الزيارات المتبادلة فيما بين الزعيمين عبدالفتاح السيسى وإلهام علييف، حيث كانت زيارة الرئيس السيسى فى يناير الماضي كأول رئيس مصرى يزور أذربيجان، بعد استقلالها وتأسيسها على يد الزعيم الراحل حيدر علييف عام ١٩٩١، فضلاً عن الوفود الرسمية والشعبية، بما ينعكس إيجاباً على تقوية وترسيخ العلاقات المشتركة.
واعلن بدء تشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة وباكو، يناير المقبل مع بداية العام الجديد، وهو نتيجة مباشرة لنجاح العلاقة والتفاهم المشترك بين البلدين الشقيقين، ولزيادة التبادل السياحى تحديداً.
أشار إلى أن مسئولى البلدين يركزون على العلاقات الثقافية لما لها من تأثيرات إيجابية على باقي المناحى الحياتية، هذا فضلا عن وجود مشروعات تنموية شاملة مازالت تحت البحث والدراسة، وإن كانت قيمة العلاقات التجارية بلغت ١٠ ملايين دولار، إلا أنها غير كافية ونتطلع لزيادتها وتعميقها خلال العام الجديد، خاصة بعد أن التقى الرئيس السيسى وكذا الرئيس إلهام علييف، مع رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين لإقامة المزيد من المشروعات الاستثمارية المشتركة، ونتيجة لذلك فإن رجال الأعمال الأذربيجانيين سيأتون إلى مصر يناير المقبل لبحث التعاون، خاصة في المنطقة الصناعية لقناة السويس، وهناك مشاريع كبرى مع مجموعة المقاولون العرب على سبيل المثال، مستشهداً بحضور وزير دفاع أذربيجان، على رأس وفد للمشاركة فى الدورة الثالثة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية (إيديكس 2023)، حيث تم تباحث أوجه التعاون بين البلدين.
جاء ذلك خلال مناقشة كتاب “العالم العربي والإسلامي في فكر حيدر علييف”، لمؤلفه أحمد عبده طرابيك، الباحث في شئون آسيا الوسطي والقوقاز، عن دار “مركز الكتاب للنشر”، بمناسبة مرور 100 عام علي مولد زعيم أذربيجان الوطني حيدر علييف، بمقر مكتبة مصر العامة بالجيزة، برئاسة السفير رؤوف الريدة، وبحضور عدد كبير من السفراء والمهتمين وعلى رأسهم السفير التركي صالح موتلو سين، المستشار السياسى بالسفارة رامز ولييف، وأدار اللقاء وترجمه راسم رامز.
الأب الروحي
أثنى السفير رضا الطايفى، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، على الكتاب ووصفه بأنه “قيم عن الزعيم التاريخي ورائد سياسة مد جسور التقارب مع الدول العربية وخاصة مصر” ، وقال: نحن المصريين نحب الزعيم الراحل حيدر علييف لدوره التاريخى فى استقلال وبناء أذربيجان على كل المستويات والعودة بها الى جذورها وهويتها الإسلامية، فاستحق لقب الأب الروحي لاذربيجان، وزادت الصداقة بين البلدين تعمقا لما بين الزعيمين عبدالفتاح السيسى وإلهام علييف من أخوة وتفاهم وتبادل زيارات.
عام حيدر علييف
وأوضح الباحث أحمد عبده طرابيك، مؤلف الكتاب أنه صدر بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد الزعيم الراحل حيدر علييف وتخصيص عام ٢٠٢٣ بإسمه فى أذربيجان التى تعرضت لمحو الهوية في العهد السوفيتي، رغم دورها الكبير فى الحضارة الإسلامية وحفظ الاسلام من الاعتداءات الخارجية، وبعد استقلالها عام ٩١ على يد الزعيم حيدر وربطها بالشعوب والدول العربية والإسلامية، عادت لحضن العالم الإسلامي ودورها الحضاري والثقافي.
أشار إلى أن الكتاب يتناول بعضًا من جوانب حياة زعيم أذربيجان الوطني حيدر علييف، من خلال علاقاته بالعالم العربي والإسلامي، واهتماماته بتوطيد علاقات بلاده مع الدول العربية والإسلامية في مختلف المجالات، حيث كان يري أن أذربيجان وشعبها جزء من هذه الأمة بثقافتها وحضارتها من خلال عقيدته الإسلامية وتقاليده وقيمه الشرقية واسهاماته في بناء الحضارة الإسلامية من خلال ما أنجبته أذربيجان من علماء من بينهم الفقيه والمحدث ابن باكويه. إلي جانب القادة الذين حملوا علي عاتقهم الدفاع عن الأمة الإسلامة ومقدساتها ومن بينهم صلاح الدين الأيوبي. وقد وصل حيدر علييف إلي أعلي المناصب في مراكز صنع القرار في الاتحاد السوفيتي، وشاهد عن قرب ما كان يعانيه شعب أذربيجان وجميع الشعوب الإسلامية الأخري في الجمهوريات التابعة للاتحاد السوفيتي من تضييق وكبت فيما يتعلق بممارسة شعائرهم الدينية وذلك بهدف طمس ومحو الهوية الإسلامية لهذه الشعوب، ولذلك فقد كان من أولوياته بعد أن تولي مقاليد الحكم في أذربيجان، هو استعادة شعبه لهويته الإسلامية، والعمل علي ربط شعب أذربيجان بالشعوب العربية والإسلامية، لأنه كان يؤمن بأنه عندما يفقد الإنسان هويته فإنه يفقد معها شخصيته وكيانه، وعندما تفقد الأوطان هويتها فإنها تفقد مستقبلها.
وعمل حيدر علييف، طوال فترة حكمه علي توطيد علاقات بلاده بالدول والشعوب العربية والإسلامية وتعزيز الوحدة والتضامن مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، علي اعتبار أن ذلك التضامن هو السبيل الوحيدة للتنمية والإزدهار والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية العادلة. كما كان يري أن أذربيجان بحكم الجغرافيا تشكل جسراً بين آسيا وأوروبا، وبين الحضارتين الشرقية والغربية، ولذلك كان يسعي لصناعة هيكل تنمية مثالي بشكل مستدام لأذربيجان مع العالم العربي والإسلامي.
فرص واعدة
وأشاد السفير يوسف الشرقاوى، سفير مصر السابق باذربيجان، ٢٠٠٤ ٢٠٠٧، بدور الصندوق الفنى للتعاون مع دول الكومنولث التابع لوزارة الخارجية المصرية، بجانب المؤسسة الدينية وعلى رأسها الأزهر والأوقاف، لما تقدمه من البعثات والمنح التعليمية وتعتبر جسراً قوياً لتعميق العلاقات وترسيخها، وزارة التعاون الدولى التي قدمت في عهد فايزة أبو النجا، ومازالت تقدم، مشاريع تعاون فكانت اول حديقة مصرية بالخارج فى أذربيجان ، ومقابلها حديقة اذربيجانية فى القناطر الخيرية، وبناء أول مصنع للأدوية بالخارج في أذربيجان، العديد من الدارسين المصريين في أذربيجان، تلك الدولة المتطوة التى تتفوق على النمور الآسيوية بسبب حيدر وإلهام علييف، الذي حارب الفساد وطور التعليم، بجانب المساهمة المصرية الأساسية، وهذا يساعدنا لأن نبنى على هذا الأرضية والفرص واعدة لتحقيق دفعة قوية للعلاقات بعد الزيارة المتبادلة بين الرئيسين، مشيراً إلى أنه قام بإنشاء اول مدرسة عربية على أرض اذربيجان انضم لها ٩ طلاب، وقبل انتهاء فترة تكليفه الدبلوماسي وصلت ٥٠ طالبا، وأنه كان يحرص على إقامة المناسبات الثقافية المتبادلة أما الفرقة الفنية فكان يجعلها مناصفة بين المشاركين من البلدين لتعميق الانسجام بينهم خاصةً وأن التشابه بينهما كبير جداً.
حب مصر
وعرض د.سيمور نصيروف، رئيس جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية، لمسيرة العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن الاتحاد السوفيتي أراد إبعاد أذربيجان عن الجذور الإسلامية لكن بعد الاستقلال اعادنا حيدر ، بعد أن كانت معرضة للتقسيم، فقام بتوحيد الصف واعاد الامن.
وأكد د. سيمور أن الشعب الأذربيجاني يكن كل الاحترام للشعب المصري حتى أنهم يسمون أبناءهم “مصر”، ومنهم وزير التعليم، حتى جيش مصر له مكانة عند كل اذربيجانى، وهناك ملحمة اذربيجانية مشهورة، تؤكد العشق الأذربيجاني لمصر حين انتهى المواطن الأذربيجاني من صناعة أعظم سيف أطلق عليه اسم السيف المصري، ولدينا أكثر من ٧٠٠ عالم اذربيجانى جاؤوا إلى مصر ودرسوا واشتهروا، ولدينا ٦٠٠ طالب حالياً بالجمعية، نصفهم مصريين، يدرسون القرآن الكريم والخطوط واللغة العربية والاذربيجانية، وكل العلوم المختلفة.
وأشار د. جلال الحفناوى، الأستاذ بآداب القاهرة، إلى أنه ساهم فى إدخال اللغة الأذربيجانية إلى مصر، مشيداً بجهود جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية باعتبارها مؤسسة شاملة، تهتم بتعميق التواصل وتستقبل كل الباحثين والصحفيين والمهتمين بالشأن الثقافي.
مدرسة الاستعراب
واستعرض د. شريف جاد، رئيس جمعية الصداقة المصرية الروسية، مدير النشاط الثقافي بالمركز الروسى، تجربته الدراسية في الاتحاد السوفيتي السابق، وكيف أن هذه الفترة شهدت صعود نجم الزعيم الراحل حيدر علييف كأحد القادة البارزين مع احتفاظه بأصوله الإسلامية التي اكتسبها من انتمائه لاذربيجان المسلمة، رغم وقوعها تحت الاحتلال السوفيتي، وكان هو الأساس في استعادة اذربيجان لهويتها الإسلامية وعلاقاتها بالدول العربية والإسلامية، مشيداً بجهود مدرسة الاستعراب فى اذربيجان، وبدور جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية بقيادة د. سيمور، حيث تعد مؤسسة شاملة لكافة الجوانب الحياتية، ويمكن البناء على جهودها لمزيد من تعميق العلاقات الأخوية.
جسر متين
وعرض الكاتب الصحفي مصطفى ياسين، مدير تحرير عقيدتى، لجوانب من الحياة الأذربيجانية التى عايشها على الطبيعة والواقع مدة أسبوع زيارته اذربيجان ومدى التقارب الشديد بين الشعبين الشقيقين فى العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، متمنيا مزيداً من توثيق العلاقات بين البلدين خاصة من خلال التبادل الثقافى والزيارات المتبادلة بين طلاب البلدين في الجامعات والمدارس، ثم بين المراكز الثقافية مثل مكتبات مصر العامة، فهذا هو الجسر المتين لبناء العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، فالشباب هم عمد تلك العلاقات.