لقد بات واضحًُ للعيان إتساع هوة الخلاف والتباين بين أطراف المستويين السياسي والعسكري للكيان الصهيوني وتناقض التصريحات في المؤتمرات الصحفية ودحرجة الإتهامات على الأجهزة العسكرية والأمنية والإستخباراتية والسياسية فيما بينهم .. والتي تجسد فيها الشتات والعداء بينهم تحت الأضواء ورفض وزير الحرب يوآف جالانت أن يجمعه مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حكومة الحرب نتانياهو وتفتيش حرس الأخير لرئيس أركان الجيش هرتسي هليفي عبثا بأغراضه الشخصية بحثا عن أجهزة إليكترونية أو جهاز تسجيل دقيق قبيل دخوله لإجتماع حكومة الحرب في مقر وزارة الدفاع فمن لا يثق في نفسه لا يثق في غيره .. ناهيك عن التضارب ما بين كلام المتفائل الساذج الذي يفترض أنه قد حقق النصر الموعود .. وبين المعترض على الخطط والخرائط على الورق .. وسير العمليات المرتبك .. وصمود المقاومة بكل إستبسال .. وكم الخسائر الواقع للكيان المتشظي .. في المعدات ونفوق ضباطه والجنود .. وتردي الأحوال بما يفوق كل الوصف والمعاني .. والواقع الغالب على الأرض يؤكد بما لا يدع للشك مجال بأن جيش الإحتلال لا يزال الجيش الأسوأ أخلاقا على وجه الأرض يستعرض قوته في إزهاق أرواح الأطفال الأبرياء ألف من بعد ألف آلاف والنساء .. مجردا من أي مبدأ وقصف المباني بالقنابل الأمريكية التي تزن الواحدة منها ألفي رطل بقوة تدميرية تزيل مربعات سكنية بالكامل ووابل القنابل الفسفورية المحظورة وقنابل الدخان والرغوة ومضخات المياه العملاقة المُزمعة لإغراق الأنفاق .. الأنفاق التي تفوق أنفاق قطار مترو لندن بكثير على من فيها وتدمير خان يونس بحثا عن السنوار القائد العام للمقاومة ومحمد ضيف القائد العسكري بصفتها مسقط رأس الرجلان .. فلا إستدعاء لواء كفير لغزة بكتائبه الخمسة من مشاة النخبة والمرابط في الضفة الغربية منذ مدة ليدمر فتحات عشرات الأنفاق إن نجح في أن يفك ما خفيَ من شفرة النفق ولا في تحرير الأسرى ولا زودته المسيرات البريطانية الحديثة الزنانة بالمعلومات المقنعة ..
اللهم إلا زحزحة وحشر مئات الآلاف من المدنيين العزل في رفح تحت القصف في ظروف شديدة القسوة وحال مُذري
ونقص في كل مقومات الحياة تمهيدا للتهجير القسري عبر الحدود لشمال سيناء رغما عن الكل وليتضرر من يتضرر ..
فذلك مبلغ قادة الكيان من الجهل .. فمبلغ العلم فيه أن ما فات عليهم من زمن الهزيمة المُذِلة والصَغار والهُون قد
يتكرر أكثر من مرة ولعلها الأخيرة هذه المرة لتكون نهاية الوجود للكيان