الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : توم كروز فى شوارع القاهرة !
فجأة بقدرة قادر أصبح عندنا فى المحروسة بلد العجائب ملايين توم كروز الممثل الأمريكى الشهير صاحب أشهر سلسلة أفلام الأكشن فى هوليود Mission Impossible انفجرت فى بلدنا الطيب ماسورة موتسكيلات ( درجات بخارية ) وتكاتك أغرقت الشارع المصرى فى حالة فوضى عارمة ،
كل راكب موتسكيل أو سكوتر بيعتبر نفسه فى مهمة مستحيلة أنتحارية ، يتقمص دور توم كروز وهاتك يا حركات بهلوانية فى الطريق ، كاسراً لكل قواعد المرور ، وهو الشخص الوحيد الذى تسمح له أدارة المرور بكسر كل القواعد والقوانين المرورية ، بداية من تعدى السرعة المقررة ، وكسر الإشارات المرورية التى أصبحت بالنسبة لهولاء زينة تزين بها الشوارع والميادين ، والسير عكس الأتجاه ، وركوب أرصفة المشاة إلى أن تصل إلى أشاعة الفوضى وعدم الأمان فى الشارع ،
منذ أيام قليلة إعلامية زميلة بقطاع الأخبار قتلت غدراً على يد أحد راكبى الموتسكيلات على كورنيش النيل ، وزميل أخر يعمل رئيساً لتحرير أحد البرامج المهمة بالفضائية المصرية أصيب بأصابات بالغة لولا ستر ربنا كان هو الآخر قد أسلم الروح ،
أذكر أننى كان لى صديق فرنسى أسمه أيفان وتقابلنا فى القطاع الفرنسى بجنيف السويسرية ، وكان يملك أسكوتر
أو حسب تعبير أيفان ( موتور ) ، وأراد أن يأخذنى فى جولة أشاهد فيها معالم المدينة ، لكنه حذرنى أن قوانين المرور
هنا لا تسمح بركوب أثنين على الموتور
ولأنى أبن شارع قاهرى لا يعرف الأنضباط أو تطبيق القانون، ركبت معه بدون أى إكتراث ، وخُضنا المغامرة تحت تأثير
سن الشباب ، وماهى الا لحظات حتى أستوقفنا شرطى المرور ليصادر الموتور ويتركنا فى قسم البوليس فى حبس
أنفرادى على أساس أننا مجانيين نغامر بحياتنا ولم يتركنا الا بعد التوقيع على تعهد بالذهاب إلى طبيب نفسى ، هذا
بالعلاوة على غرامة محترمة دفعها إيفان
المرور عندنا صديق لراكبى الموتسيكلات فعلى سبيل التقارب يتركهم يعيثون فساداً فى الشارع المصرى ، كأن هناك
أتفاق ضمنى بين راكبى الدرجات البخارية بشوارع مصر المحروسة ورجال المرور ، هم يفعلون ما يشاؤن ورجال المرور
يغضون الطرف
شئ عجيب حقيقى أكثر من مرة أضبط سيادة الأمين يتغاضى عن مخالفة كبيرة مثل السير عكس الأتجاه لأن
مرتكبها من الفئة المستثناه من أحكام القوانيين ، أصحاب الذوق الرفيع وأخلاق القيادة الحميدة ليس لهم مكان فى
مجتمعنا العجيب
بل بالعكس هم الذين يحاسبوا وتطبق عليهم القوانيين بدقة شديدة ، شئ محزن أن تضرب الفوضى العارمة الشارع
المصرى ، ولا مجيب لمناشدة المواطن بعودة الأنضباط إلى الشارع ، المجانيين فى الشارع المصرى مكانهم الطبيعى
فى العباسية
يجب أن تكون هناك دراسة أجتماعية من المؤسسة الرسمية للبحث فى أسباب أستهتار هؤلاء بحياتهم وبحياة
الآخرين وموافقة رجال الأمن والمرور على ذلك ضمنياً ، وتقدم هذه الدراسة إلى الجهات المعنية لأتخاذ قرارات
حاسمة لظاهرة أصبحت تشوه وجه مصر السياحى والأجتماعى بشكل مريع وتهدد أمن المواطن المحترم .