الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ” أطفال خدج .. وكبار سذج !! “

الكاتب الصحفي
عصام عمران
رغم سقوط قرابة ١٤ ألفاً و٥٠٠ شهيد فلسطيني و اكثر من خمسة و ثلاثين ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء ضحايا لمجازر الكيان الإسرائيلي منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي ، إلا أن مشهد تعرض عشرات الأطفال حديثي الولادة
” الخدج” لخطر الموت بسبب قصف العدو الصهيوني للمستشفيات فى غزة يعد الأصعب على القلوب و الأبصار ، لا سيما مشهد الطفل المصاب بجرح قطعي بحاجب العين ومكتوب في بطاقة التعريف الخاصة به ” الأهل .. شهداء ” فى إشارة إلى استشهاد جميع أهله و ذويه و يا لها من عبارة مؤلمة وهو ما دفع السلطات الفلسطينية لمناشدة دول العالم بضرورة التدخل العاجل من أجل إنقاذ هؤلاء الأطفال الأبرياء وكعادتها دائما في وقت الشدة كانت مصر حاضرة تلبى النداء .
نعم يا سادة تحركت مصر على الفور و بتوجيهات من الرئيس الإنسان عبد الفتاح السيسى وبادرت باستضافة براعم
غزة وأرسلت وحدات إسعاف مجهزة بأحدث التقنيات والوسائل الطبية الحديثة التي تتناسب مع مثل هذه الحالات ،
ولا أخفيكم سرا أن المشاعر والأحاسيس اختلطت و تباينت بداخلي وانا اشاهد عملية استقبال هؤلاء الأطفال عند
معبر رفح البري مابين الحزن على حالتهم الصحية و وصولهم بمفردهم بعيدا عن والديهم فى هذه السن الحرجة وما
بين الفرحة بنجاتهم من الموت اختناقا داخل حضانات المستشفى بعد نفاد الوقود و انقطاع الكهرباء بقطاع غزة ،
و كان مشهد وحدات الإسعاف المصرية وهى تصطف عند معبر رفح لاستقبال هؤلاء الأطفال ” المبتسرين ” رائعا ،
خاصة فيما يتعلق بتوفير احدث الأجهزة الطبية اللازمة لإسعاف وإنقاذ مثل هذه الحالات ونقلها إلى المستشفيات
المناسبة لكل حالة.
وبين قسوة المشهد وروعته طوال خمسين يوما مرت على انطلاق طوفان الأقصى وما تلاها من أحداث ومجازر خلفت
وراءها استشهاد أكثر ستة آلاف طفل دون ١٥ عاما ، يبقى موقف هؤلاء ” المتنطعين” الذين يرون أن ما يفعله الكيان
الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل مجرد حق مشروع للدفاع عن النفس وهو ما ينم عن سذاجة فى
التفكير و شذوذ وعنصرية في النظرة للأحداث و ازدواجية في معايير التعامل مع طرفى النزاع ، فشتان الفارق بين
مقاومة أصحاب الأرض عن وطنهم رافضين مخططات التهجير القسري ، وما تقوم به العصابة الاسرائلية وأعوانها من
قتل وتدمير يخالف كافة القوانين الدولية والأعراف الإنسانية وسط صمت رهيب ، بل و مريب من كل القوى السياسية
العالمية كبارها وصغارها !! .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.