الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : قبل أن يسقط هذا القناع !
نتساءل هل هذه الوجوه حقيقية، أم أنها مزيفة ستذهب مع الريح بعيدا عن وجوه الحق لتتآلف مع من يشبهها ؟ فكيف نعرف ونميز تلك الوجوه الصادقةونحن نتعامل مع كل الوجوه ؟
علينا أن نتوقف ونتمهل ونراجع المواقف ونراجع العلاقة مع أصحابها، سنرى حقيقة الوجوه عندما تحتاج إليهم، في ابتلاء أو ازمة أو مشكلة .. هنا القناع لا يسقط عن وجوه الذين يدرسون حساباتهم في علاقاتهم من أجل مصالحهم التى يحصلون عليها مع الوقت
البعض الآخر يستمتعون بمعاناتك وبمتابعتك بغش ونفاق لأسباب نفسية مدفونة بقلوبهم .. أما النوع الثالث فهم أصحاب أغراض وأهواء في أنفسهم .. مثل هؤلاء البشر يلبسون أقنعة من ورق كارتون ملون تمزيقه لا فائدة منه ولا يؤدي إلى نتيجة تعود علينا بالخير .. بل يفضل اجتنابهم بذكاء .. والسيطرة على أسلوبنا معهم حتى نتجنب عواقب التعامل معهم ،
بالتأكيد سوف نشعر بعد معرفتنا و إكتشافنا لهم بالحزن ونتألم نفسيا .. ومع ذلك بعد وقت يتم التعافي والشفاء و نعود أفضل .. فالأوجاع قد تصيبك بسبب لطمة من اليد التي كنت تتوقع أنها هي التي ستكون يد العطاء والنقاء بصدق وإخلاص، وبعد أن تظن أنها ستكون عنوانا للدفء الإنساني المحترم.. ولكن تنكشف الأقنعة حينما يتخلى عنك كل من كانت له مكانة في قلبك وثقة في نفسك!! و تقرر أن تدخل غرفة نفسك وتفتحها للإفاقة و الإنعاش و تتناول المحاليل للعلاج من فيروس أقنعة تحتها الغش والخداع والزيف من أجل تسيير الأمور التي تعنيهم فقط دون اعتبار للآخرين الواثقين عن طيب خاطر وتسليم بالسجية الأصيلة وحسن النوايا الصافية من شوائب الميكروبات الهدامة للعلاقات السوية .. !! فلماذا وكيف يرتدون أقنعة تخفي تحتها الكذب والغل والضغائن ؟ وهل نكشف حقيقتهم أم نتجنبهم ونلتزم الصمت ؟!!
عندما نتغلب على التآمرات و التتبع لإمورنا أثناء همومنا وتعسر الأمور الحياتية القاسية في المحن و الشدائد تكون الَفاجعة حيث تسقط الأقنعة المزيفة أمامنا وهذا نكتشفه بعلامات وملامح غير ظاهره .. ولكنها محسوسه ومحسوبة داخلنا..
فمن الموكد تسقط الثقة فى من هم حولك، فبعد أن كنت تقدم نفسك بكل خير و حسن المعاملة ، أصبحت تتفحص الوجوه علك تكتشف الحقيقة قبل أن يسقط هذا القناع، وهكذا تتبدل أمورك في الأساليب المتنوعة المختلفة على كافة المعاملات والعلاقات من قريب أو بعيد وهذا لا يعني تغيير ما تحمله نفسك من سلوكيات ومشاعر صادقة ممتلئة بالخير لمن حولها متيقنة بأنها ستلتقي بكلمة ما ترمم شرخها ذات يوم ضمن الكلمات التي تقدمها للآخرين برضا وهدوء وسكينة نفس.
اما شعورنا بأن الابتسامة تكون مزيفة من البعض .. بالفعل هي قناع ، ولكنه يكون احيانا أعظم قناع قد يستخدمه بعض الناس الأقوياء الذين يكتمون بداخلهم أحزان وألآم وهموم لا يشعر بها سواهم، هنا أنت ستبتسم وسترسم على ملامحك السعادة لتحافظ على مشاعرهم حتى لا يشعرون بشفقتك عليهم وكشف الشعور المسجون داخلهم ، وتراعي ابتسامتهم المجروحة، هؤلاء لهم أجر علي صبرهم و قوة تحملهم لأوجاعهم المسجونة خلف هذه الابتسامة،
اما الابتسامة الخبيثة التى تراها و تقرأها في العين وعلى الوجه فهؤلاء أصحاب القلوب المظلمة الظالمة والأقنعة الجريئة المتلونة المتغيرة، حرصا منها على الإنسانية التى لا يعرفوها!!
وأذكر قناع هام يرتدي أسلوب بعض الحجج في شكل أعذار مثل الإنشغال والظروف الصعبة التي تؤدي إلى اللخبطة والنسيان..والتجاهل لبعض الأمور التى تسبب سوء تفاهم ونضطر الي استخدام هذا القناع لنتعامل به مع اقرب الناس لنا كي نريح قلوبهم من الضيق والتوتر والقلق ونأخذهم الي حوار هادئ هادف لكي نبعدهم عن المشكلة التي يكون لها آثار سلبية ..
هنا يكون قناع شفاف نقي يجب أن نرتديه عندما نريد الراحة والمودة والرحمة والشعور بالأمان و الاطمئنان مع من نتعامل ونتواصل معهم ونعيش بينهم وتربطنا بهم روابط اجتماعية وأسرية صافية.. فيشعروا اننا بخير واستقرار وهدوء، وهذا الأسلوب لا يتبعه إلا أصحاب القلوب الجميلة الصافية الصادقة الودودة المحبة لمن حولها.
أخيرا.. النفوس البشرية مختلفة والقلوب متقلبة والعقول عميقة.. فعلينا الانتباه لنفهم من حولنا وندرسهم جيدا لكي نستفيد من ما نمر به من أزمات الغش والخداع و المؤامرات والمصالح غير السوية والكذب والحقد والضغينة والهدم..
فكل هذه المعاني الصعبة القاسية تحملها نفوس وعقول وقلوب البشرية.. فعندما ننظر إلي الأسر نجد فيها الكثير من هؤلاء .. وهكذا المجتمع بكل مجالاته..
أما على المستوى العالمي فنحن نشاهد ما يوجعنا ويؤلمنا في فلسطين وباقي البلاد العربية التي يتم تدميرها ومع الأسف من داخلها وبأبنائها تكون بداية الخراب والدمار لهم.
علينا أن ننتبه مع من نتعامل وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي فلابد من الالتزام بالتفكير الصحيح وعدم التسرع والدقة مع الاحترام.