” يا أيُّها العربيّْ ” .. قصيدة للشاعر محمد الشرقاوي
يا أيُّها العربيُّ ماذا ضيَّعَكْ ؟!
والدينُ والرحمنُ يا هذا معكْ
يا أيُّها العربيُّ كيفَ خصومُنا
هدموا الديارَ وأنتَ تلزمُ مخدعَكْ ؟!
طعنوا الكرامةَ والشهامةَ والفِدا
صنعوا الفسادَ بكُلِّ دربٍ أوقعَكْ
جعلوكَ في عينِ الكلابِ فريسةً
تلهو بها جهرًا وتكسرُ أضلُعَكْ
صِرتَ الأسيرَ وما رأيتُكَ غاضبًا
أو فاعِلًا شيئًا يغيِّرُ موضعَكْ
قل لي بربِّكَ يا فتَى ماذا جرى ؟!
نحو السقوطِ من العلا ما أسرعَكْ !
خاصمتَ أمجادَ العصورِ قتلتَها ،
والنورُ حينَ رآكَ تلعبُ قاطعَكْ
صاحبْ ظلامَكَ يا جهولُ اهبطْ هُنا
في القاعِ إنِّي لن أعودَ وأسمعَكْ
أبمثلِ هذا الذلِّ تأكلُ مطعمًا ؟!
والبيتُ يرقصُ إن علا مَنْ أوجعَكْ ؟!
وبناتُ صهيونٍ بعريٍ فاضحٍ
يأسِرنَ قلبَك واليدينِ ومضجعَكْ ؟
أفلستَ مِنْ كُلِّ الشجاعةِ راضيًا ،
هتكُ المحارمِ هاهُنا ما أفزعَكْ !
والطفلُ أشلاءٌ تقولُ شهادةً
انظر تجد صهيونَ ينهبُ مرتعَكْ
ويصولُ في طولِ البلادِ وعرضِها
يمحو الشريفَ مكافئًا مَنْ خادَعَكْ
زعمَ النجاةَ مِن الهلاكِ بصمتِنا
وأنا أقولُ لصمتِنا ما أوضعَكْ !
سِيقَتْ بلادُ العُربِ خلفَ عصاتِهم
مثلَ القطيعِ وما بعزمٍ شجَّعَكْ
صوتُ الرياضةِ في المدائنِ قاتِلٌ
يرميكَ سهمًا لا يخالفُ مصرعَكْ
فوجدتَ نفسَكَ في الملاعبِ سائحًا
ناديتَ لصًّا كي يفوزَ ويصفعَكْ
وممثلاتُ العهرِ تلك جيوشُهمْ
تُملي عليكَ الأمرَ تُسقِطُ مَرجِعَكْ
تلكَ المفاتنُ كالقنابلِ يا فتَى
قالت أتيتُك عاجلًا ما أبرعَكْ
فاخلع ثيابَ الدينِ واجلس عاريًا
واغرقْ بلا صوتٍ يُؤرِقُ مَسمَعَكْ
واحضنْ وعودًا بالسلامِ اهتفْ لها
صبحًا وليلًا كي تسودَ وتنفعَكْ
لكِنَّ صوتَ العقلِ يسألُ غاضبًا
يا فارسًا دون الورى ما أبعدَك ؟!
أين العهودُ مع النبيِّ وصُحبةٍ ؟!
أين الوفاءُ وكيف تقتلُ صحوتَكْ ؟!
أحذفتَ سيفَ اللهِ من تاريخِنا ؟!
أم صرتَ تعشقُ كلَّ وغدٍ قاتلَكْ ؟!
أم كان عقلُكَ حينَ تُبصِرُ غائِبًا ؟
ورضا الأعادي باتَ حقًّا مطلبَكْ ؟
أم صرتَ تطمعُ في سرابِ وعودِهمْ ؟!
إنْ كنتَ ذاك فما بحقٍّ أجهلَكْ !
ارجع إلى التاريخِ تعرفْ يا أخي
فالجهلُ يا ابنَ الأرضِ وِزرٌ عاصرَكْ
صهيونُ كالثعبانِ يرشقُ سُمَّهُ
جهرًا وحلفُ الشرِّ عاد وحاصرَكْ
فامدُدْ يديكَ إلى أخيكَ مصافحًا
واجمع شعوبَ العُربِ تضمنْ نُصرتَكْ
أدركْ بني الإسلامِ ساند صوتَهمْ
في كلِّ أرضٍ دع جهولًا جادلَكْ
فالعزُّ أن تحيا بلادي قوةً
والعزُّ أن تحيا بِدِينٍ أكرمَكْ
والفخرُ أن تبقى بأرضِكَ صامِدًا
فكتابُ تاريخي هُنا لن يرحمَكْ
مِنْ قلبِ مكةَ جاء نورٌ خالدٌ
ليقولَ للأقصى هُنا ما أعظمَكْ
يا مَحشَرًا عند الحسابِ ومَنشَرًا
يا قبلةً للنورِ ربُّكَ أظهرَكْ
فوق الطغاةِ وإنْ تمادى بغيُهم
لكِنْ جنودُ اللهِ تمسحُ أدمُعَكْ
فِئةٌ هنالكَ لا تبالي مَنْ طغَى
وأبو عبيدةَ في يقينٍ بايعَكْ
زرعَ القلوبَ حماسةً وبطولةً
فسعى لها جيشُ الملائكِ أيَّدَكْ
ترمِي دعاةَ الشرِّ لكِنْ قبلَها
يرمِي الإلَهُ ظلامَ ليلٍ أنكرَكْ
أبشِرْ فنصرُ اللهِ باتَ مُؤكَدًا
يمحو الشرورَ وما بيومٍ أحزنَكْ
فالكونُ مِلكُ اللهِ تلكَ حقيقةٌ
والحكمُ بالقرآنِ يرفعُ هامتَكْ