الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : شكرا يا ” نتن ” !!
هناك قول مأثور أو مثل شعبى يقول ” جزى الشدائد عنا خيرا ، فإنها كشفت لنا العدو من الحبيب ” ، ويقولون أيضا ” رب ضارة نافعة ” ، ومن وسط العتمة يخرج الضوء ، ومن رحم الألم يتولد الأمل ” .
تذكرت تلك الأمثال و الأقوال المأثورة وأنا أتابع ما يجرى من مجازر وحرب إبادة جماعية يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل فى غزة والضفة الغربية منذ انطلاق عملية” طوفان الأقصى ” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي .
فرغم قسوة المشاهد ودمويتها التى خلفت حتى الآن أكثر من ١٢ ألف شهيد وقرابة الثلاثين ألف جريح فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء إلا أن صمود المقاومة وبسالتها كان بمثابة الصدمة للكيان الإسرائيلي ، بل وأعوانه من دول الغرب الاستعمارية ، وفى القلب منها الولايات المتحدة الأمريكية ، ذلك الشيطان الأعظم الذي يحمى قتلة الأطفال والنساء في غزة والضفة وغيرهما من المدن الفلسطينية.
الشيء الآخر المهم ، والذى يجب أن نشكر عليه الكيان الصهيونى وقائده ” النتن ياهو ” أن المجازر التي ارتكبها طوال الاربعين يوما الماضية أعادت القضية الفلسطينية إلى سطح الأحداث وكشفت دموية المحتل الإسرائيلي وعدم إنسانيته ، خاصة في ظل الاعتداء السافر على المستشفيات والمواطنين المدنيين العزل ، وكذلك عدم السماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية والعلاجية وقطع مصادر الطاقة الكهربائية و البترولية وتعطيل وسائل الاتصالات في معظم المدن الفلسطينية.
وكما ذكرت في مقال سابق فإن عملية طوفان الأقصى كشفت أيضا زيف مدعى الحرية وحقوق الإنسان وأظهرت
الوجه الحقيقي لأولئك الذين يكيلون بمكيالين ويتبعون الازدواجية فى تطبيق المعايير ، فشتان الفارق بين تعامل
هؤلاء مع المعتدى ودعمهم اللانهائى له في الوقت الذي يتجاهلون سقوط آلاف الضحايا مابين شهيد وجريح في
صفوف أصحاب الأرض ، علاوة على مخطط التهجير القسري لأكثر من مليوني شخص.
وكذلك كشفت الأحداث التي شهدتها غزة مؤخراً المتخاذلين دولا وأفراد من الذين يجيدون “جهاد الحناجر” عبر
الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وأمام الميكروفونات و يغيرون جلودهم و آراءهم فى اليوم والليلة ألف مرة !! .