الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : على الأصل دور !!
فى نهاية حقبة التسعينيات من القرن الماضي أقام عدد من الأثريين والمفكرين دعوى قضائية ضد الفنان فاروق حسني وزير الثقافة آنذاك يطالبون فيها بوقف خروج المعارض الأثرية المصرية إلى الخارج ليس فقط لكونها تكون عرضة الخطر ، ولكنهم كانوا يرون أن خروج الآثار المصرية إلى دول العالم المختلفة سوف يؤثر سلباً على حركة السياحة الوافدة إلى مصر.
وبعد سلسلة من المداولات والمعارضات تم رفض الدعوى واستمر خروج المعارض الأثرية إلى مختلف أنحاء العالم ، الغريب أنه تم إجراء دراسة بعد خروج أحد هذه المعارض في جولة بعدة مدن يابانية وكانت المفاجأة أن عدد السائحين القادمين من اليابان الى مصر زاد بشكل كبير بعد انتهاء مدة المعرض !! .
وفي مطلع الألفية الجديدة وتحديدا نهاية عام ٢٠٠٣ أراد رجل الأعمال الأشهر في ذلك الوقت الراحل دكتور أحمد بهجت أن ينشئ منطقة طبق الاصل من مقابر وادي الملوك والملكات الموجودة في البر الغربي بالأقصر فى منتجع أو مدينة دريم لاند بالسادس من اكتوبر ، وبالفعل تم عقد ورشة عمل مشتركة في العاصمة البريطانية لندن ضمت
خبراء وآثريين مصريين بقيادة الراحل دكتور جاب الله على جاب الله الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مع نظرائهم
الإنجليز ، وبعد مناقشات مطولة تم رفض الفكرة علمياً واقتصادياً وقيل إنها لن تكون مجدية لأن السائح أو الزائر يريد
الذهاب إلى المكان الأصلى للأثر أو المقصد السياحى مهما دفع من أموال او قطع من أميال رافعين شعار ” على
الأصل دور ” !! .
تذكرت هاتين الواقعتين وأنا أتابع ما أثير مؤخرا حول إقامة الأشقاء في المملكة العربية السعودية نموذج مصغر أو
مستنسخ لاهرامات الجيزة وأبو الهول ضمن فعاليات موسم الرياض ، ورغم عدم موافقتى على الفكرة للأسباب التي
شرحتها فى البداية ، الا أننى أراها غير مؤثرة بالمرة سواء على قيمة وقامة أهم عجائب الدنيا السبع، بل والعجيبة
القديمة الوحيدة الباقية حتى الآن تتحدى الزمن ، أو حتى على زوار وعشاق آثار وتاريخ مصر الضارب في أعماق
الزمان لأكثر من سبعة آلاف عام .