” بشائر النصر ” .. قصيدة للشاعر محمد الشرقاوي
وأقسمُ أنَّهم أحرار
برغمِ القصفِ والأخطارْ
عزيمتُهم لهم زادٌ
وهم راضون بالأقدارْ
يخافُ الليلُ صولتَهم
ويهربُ مسرعًا كالفارْ
وتسقطُ مِنْ مسامِعِنا
مزاعمُ قالها الأشرارْ
وأوهامٌ لهم طارت
تقولُ بأنَّهم إعصارْ
أساطيرٌ أذاعوها
وقالوا جيشُهم جرَّارْ
وحاملةٌ وطائرةٌ
تحلِّقُ دونما طيارْ
ومدفعُهم بصاروخٍ
يحطمُ أمنعَ الأسوارْ
وأمريكا لهم ظَهرٌ
تعوِّضهم عن الأضرارْ
وكُلُّ الغربِ يمنحهم
ويلعبُ أقذرَ الأدوارْ
وصمتُ العالمِ الهاوي
إلى مستنقعٍ من عارْ
رجالُ المسجدِ الأقصى
جنودُ الواحدِ الجبَّارْ
فما ضعفوا وما لانوا
شبابُ الجنةِ الأطهارْ
فأيُّ عزيمةٍ حازوا ؟!
وأيُّ كرامةٍ في الدارْ ؟!
وأيُّ بطولةٍ كتبوا ؟!
وفيهم عقلُنا يحتار
ظلامٌ كلُّها الدنيا
ولكن أرضُهم أنوارْ
غباءٌ كلُّها الدنيا
ولكن عندهم أفكارْ
يموتُ الطفلُ مبتسِمًا
فيقتلُ فرحةَ الكفارْ
وتبدو الأمُّ صابرةً
وتزرع خلفه الأشجارْ
فتثمِرُ في الغدِ الزاهي
أسودا سيفهُم بتَّار
يحطِّمُ حُلمَ صهيونٍ
ويلقي جسمَه للنارْ
يصلي الشيخُ في ثقةٍ
يرى فِردَوسَهُ أنهارْ
ولا يهتزُّ إن غابت
ملوكُ النفطِ في المزمارْ
وخانوا عهدَ خالقِهم
وباتوا في الورى أصفار
كفيفٌ صار قائدُهم
يقودُ العميَ بالإجبار
إلى حاناتِه يرجو
رضا الخنزيرِ في إصرار
وترقصُ كلُّ غانيةٍ
على وترٍ مِن الأوتار
تهيمُ بها جماهيرٌ
تدقُّ بمجدِنا مِسمار
ولكن غزةُ العظمى
تقاومُ سطوةَ التيار
فحبلُ اللهِ موصولٌ
بكلِّ عجائبِ الأسرارْ
سفينتُهم ستنجيهم
بإذنِ الواهبِ القهار
فهم أبطالها حقا
وهم خبراءُ في الإبحار