تمخض الجبل فولد فأرا ، هذا المثل هو الذى ينطبق على الخطاب الذى ألقاه السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله أمس الجمعه فى لبنان ، تعقيبا على المعارك التى تدور رحاها على الأرض الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة . وجدير بالذكر أنه منذ وقت وقت عملية ” طوفان الأقصى ” فى الـ 7 من اكتوبر ، وأمين عام حزب الله الجناح العسكرى لـ إيران فى لبنان حسن نصر الله . ملتزما الصمت ، وبعد أن سكت نصر الله دهرا ، نطق كفرا ، لـ يغسل يد إيران من عملية طوفان الأقصى .
حسن نصر الله قال : إن جبهة لبنان إستطاعت أن تجذب ثلث الجيش الإسرائيلي ومنها جزء مهم لقوات النخبة وهو ماخفف الضغط على غزة وقال : إن الجبهة اللبنانية أجبرت عشرات الآلاف من سكان المستعمرات الحدودية على النزوح ، وتم إخلاء 43 مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة بسبب تلك العمليات . وأن حزب الله الآن في حالة تأهب قصوى في لبنان ، ووعد بأن تخرج “حماس” منتصرة في حرب غزة رغم الدمار والخراب ،
كعادة نصر الله فى خطاباته .
خطاب حسن نصر الله الذى سبقته بروبجندا كبيره وترقبته لبنان بقلق وحذر ، كما ترقبته الأوساط السياسية التي كانت تنتظر موقفاً ” من شأنه أن يحدد معالم التطورات الأمنية في الجنوب ” جاء مخيبا للآمال فقد توقع البعض أن يعلن نصر الله رفضه لـ” سحق حماس” ، وأن يطالب بإيقاف الحرب الدائرة في قطاع غزة ، وهو مالم يحدث . والخطاب فى مجمله هو محاولة ” لثنى” إسرائيل عن توجيه ضربة إستباقية لـ حزب الله فى لبنان ،
أما رد فعل القيادة فى إسرائيل جاء عقب خطاب نصر الله ، حيث هدد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بأن أي خطأ سيكون ثمنه باهظا .
واهم من يعتقد أن “إبران” يمكن أن تلعب دورا فى هذه الحرب ، لـ قرابة الـ ثلاثين عاما ونحن نستمع إلى أمريكا وإسرائيل وهى تهدد بضرب إيران ولم تضرب . هل إستطاعت إيران أن تخدع العرب بعداوتها لـ إسرائيل ؟ قل : نعم بالفم المليان ، وإلا بالله عليك هل لديك تفسير لـ بقاء حسن نصر الله الأمين العام لـ ” حرب الله ” الذراع العسكرى لـ ” إيران ” فى لبنان ، على قيد الحياة حتى اليوم ، وإسرائيل تعلم مقاس غياراته الداخلية ، وطائراتها تحوم يوميا فوق بيته فى ضاحية بيروت .
إيران وإسرائيل رأسين فى طاقية واحده ، أو كما يقول المثل العامى الذى لايصح ذكره ، تقول ” يديعوت أحرونوت ” ان
حجم الإستثمارات الإسرائيلية فى إيران تجاوزت الـ 30 مليار دولار ، قول سبحان الله وأنت ترى الإعلان الرسمى عن
عداوات متبادلة بين الطرفين ، وهناك 200 شركة نفطية إسرائيلية على الأقل تقيم علاقات تجارية مع إيران ،
وتستثمر فى مجال الطاقة ، وتجاوز عدد يهود إيران فى إسرائيل الـ 200 ألف يهودى من رجال المال والأعمال وقيادات
فى الجيش ، وفى إيران مايقرب من الـ 30 ألف يهودى ؛ وهى أكبر دولة تضم تجمعات لليهود خارج إسرائيل ، اليهود
يقدسون إيران أكثر من فلسطين ، وهى مكان مقدس يحج إليه اليهود من كل العالم .
كيف إستطاعت إيران أن تخدع العرب بعداوتها لـ إسرائيل وشركات إسرائيل لها الأفضلية فى الإستثمارات داخل إيران
، وأن ” ثلثى” الجيش الإسرائيلى هم من يهود إيران ، وأكبر المستوطنات فيها يهود إيران وهى تعتبرهم
مواطنين مهاجرين .
يخطىء من يعتقد أن الحرب لاتدق طبولها علينا ، فالحرب اليوم على باب مصر ، ونحن لها ، وعلى أهبة الـ إستعداد ،
وثقتنا فى الله كبيرة ، وأكبر من دعم دول نفضت يدها عن مصر ، مصر وبفضل الله هى الـ أقوى من غدر العرب ، ومن
الحصار المطبق الذى يفرضه ” البنك الدولى” عليها ، ومن شروطه التعسفية المجحفة التى يمليها بغية تركيعها
والإذاعان لـ قبول ” الصفقة ” وتهجير الشعب الفلسطينى إلى سيناء ، مقابل إسقاط 160 مليار من ديون مصر ، إضافة
إلى مائة مليار أخرى لـ إنعاش الأوضاع الإقتصادية فى مصر .
والوضع ميدانيا معقد جدا ، إسرائيل التى أحكمت تطويق حصارها لـ غزة تعترف أن الخسائر فادحة فى صفوف جنودها
وفى المال والعتاد ، ورغم ذلك هى ماضية فى غيها ، خسائر إسرائيل اليومية تتجاوز الـ ” ربع مليار ” دولار ، أكثر من
400 ألف ممن إستدعوا من إحتياطى جيش الإحتلال هم فى الأصل موظفين فقدوا وظائفهم ـ السياحة توقفت ،
إقتصاد إسرائيل فى وضع صعب .
أمريكا ودول الغرب هى التى تدعم وتقف فى ظهر إسرائيل ، وهى التى تقوى شوكتها وتمدها بالعدة والعتاد
وتساعدها على تنفيذ جرائمها دون وازع من ضمير أو إنسانية ، ونحن نرى بوارجها وأساطيلها وقواعدها العسكرية
فى الشرق الأوسط والبحر المتوسط على أهبة الـ إستعداد لصد أى إعتداء . اليوم نرى مسيرات USA تجوب سماء
غزة ، تستطلع أماكن وجود الأسرى والرهائن ، نرى دعم إستخباراتى غير محدود من الـ FBI ، نرى قوات المارينز
ودلتا والقوات الأمريكية الخاصة بتحرير الرهائن فى صفوف الجيش الصهيونى ، نرى مقاتلات الـ f_ 35 تعززها مقاتلات
ال f_15 و ال f_16 لضمان إتاحة مختلف الخيارات ، حسبى الله ونعم الوكيل .
متى يستيقظ ضمير العرب ويفيقوا من غفوتهم ، وقد إرتكبت إسرائيل كل جرائم الحرب والإبادة الجماعية والإنتهاك
لكل القوانبين والأعراف الدولية ، ولم تكتفى إسرائيل أن تخرج للعرب لسانها ، وإنما أرخت سروالها وكانما تقول : هذا
الذى تستحقونه . إن واقع العرب من ” الخليج إلى المحيط ” هو واقع مزر ، واقع مخز ومحزن بل ومحبط ، وأعتقد أنه
لافائدة من الإطالة .
أنا على ثقه أن قيادتنا السياسية تعلم أبعاد المخطط جيدا ؛ وتعلم كيف ومتى تتعامل معه ؛ وتعلم أن السيناريو
القادم بعد أن تحكم إسرائيل قبضتها على شمال قطاع غزة ، هى عملية نزوح جماعى إلى كعبر رفح ؛ والدفع
بالنساء والأطفال والمسنين فى مقدمة الصفوف حتى يصبح أمرا واقعا يتيح لهم الدخول ، وتعلم أن سيناريو عودة
العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة وارد للصغط على مصر لـ قبول صفقة القرن برضاها أو بدون .
أما سيناريو الحصار الاقتصادى فهو سيناريو نعلمه جيدا ونعيش تحت وطاته ؛ ولا نملك إلا أن نستحمل ونصبر لهذا
الحصار المحكم الذى تفرضه USA وحلفاءها على مصر من أجل الإذعان بقبول الصفقه ، يقول الله تعالى ” كُتِبَ عَلَيْكُمُ