المستشار عبدالعزيز مكي يكتب: اطمئنوا.. مصركم القوية بكم حاضرة قادرة
وتعافوا سوء الظن والأباطيل قبحا، ولا تخافوا للمحن شبحا، ولا للريح الهوجاء عصفا، ولا للفقر شظفا، ولا لكيد كائد بائد، ولا لغدر غادر جاحد في الصدر أو في الظهر، ففي الوجه أعين يقظىَ على البر تطيل النظر، وفي الظهر عيون تحظىَ بلظىً قاهر، وفي كل جوف الأرض التليدة حضور غير ظاهر للأعين، وفي الطور المباركة نور، وفي عنان السماء صقور، وفي سعف النخيل وفي التمور سر، وفي أحشاء البحر المسجور كر وفر، وفي شغف الليل حشد حاشد مستقر دون نَصَب وشعور هادر، وعقيدة الكتاب المسطور والبيت المعمور راسخة لا تَمُور، وقد سَبقنا العصر منذ مدة فقمنا بموفور القيم وحشدنا العدة وشحذنا الهمم المستعِدة، ولم يثنينا عن الهدف حدة الظرف ولا قصير الذيل ولا وحيد القرن أو المبتَلىَ بضعف البصر مقروح الجفن قعيد وضيع يتوهم أنه جسور قد سلب الروح وكَسب المعركة ولا إمرأة خليع من القواعد تَلف وتدور حول القواعد ..
عزائم الرجال عندنا لا تبور
وإن يتملكنا الغضب من شدة الجور الردي كنا على الأعداء البغية ولكل من جاء عشية أو في الفجر ليعتدي سوء مآل وويل وثبور وعظائم أمور
فعزائم الرجال عندنا لا تبور.. لا نعتدي على أحد، ونبغض هونا ونصفح عن التائب ولا نستجدي عونا من أحد،
فمن يمنح .. يربح معنا وينتصر .. ومن يمنع ويختصر .. فكتائب العزة لا تنكسر.
وما لنا والقواعد إياها من حولنا شؤمها .. فحكمها لمن سَوَاها ولم يخاف عقبَاها وطَمَس هويته بيد أهل الغدر وقَدَر فيها حمايته وسيادته وسلطانه والظهور والفخار والاعتزاز وبشَعر أملس مستعَار، وجسد من فخار له خوَار اشتراها بمال جم وعِنَاد ورقص على كل الحبال
فهل نغتَال منها إن قسىَ ولم يصمد وتمرد عليه قفلها أو نَسىَ .. ولم يحمد البته لأهل الشَعر المجعَد معروف بذل ولا سواعد فضل أوتاد
ولا حتى اهتم بمنمنمِ زَجلٍ ملفوف على خَجلٍ فَحوَاها أن احذر الإبتزاز حَالّ حَال وإفقار طويل الأجل بملمس من حرير لا محالة مفقره
واحتلال ودمار وزوال .. مجنون من يحَذِر فقير مفلس محتال غير أمين .. فكل المال لمن صدَر من أهل الشمال ولاة الأمر حلال مُحضره ..
وذر الرماد في العيون والحصى لأهل اليمين بالكاد .. ورءوس العباد الأحباب لا تنحني إلا لرب الأرباب .. أستغفره .. عَلّني في كابوس.