عبد الناصر البنا يكتب : من مصر إلى فلسطين .. أخى جاوز الظالمون المدى !!
المناظر التى تتناقلها وسائل الـ إعلام فى مختلف دول العالم لـ وحشية إنتهاكات قوات الإحتلال الإسرائيلى وقوته الغاشمة تجاه الفلسطينيين العزل فى قطاع غزة ، تمثل إنتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية ، وهى جرائم حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان !! .
ودعونى أصدقكم القول رغم كل مايحدث فى قطاع غزة إلا أنى أكاد أن أرى ضوءا شاردا فى نهاية هذا النفق المظلم ، هذا الضوء يوشى بأن هناك إنفراجة فى الأزمة ، بعد بدأ العالم يستفيق من الـ إدعاءات الكاذبة للآلة الإعلامية الإسرائيلية ومن على شاكلتها مثل الـ CNN وأيضا الـ BBC وتقاريرا صحفية مأجورة فى بعض كبريات صحف الغرب .. إلخ .
والواقع أن الإعلام الغربى” المأجور ” بالغ فى تزييف الحقيقة من أجل كسب تعاطف الرأى العام ، بل وتبرير إنتهاكات إسرائيل للقانون الدولى . لـ درجة أن الرئيس الأمريكى ” جو بايدن ” متخذ القرار لدى USA أمن على تلك الأفعال ضد الإنسانية ، وأكد أنها جاءت دفاعا عن النفس ، وسار على دربه عدد كبير من قادة الدول العظمى ، وهو ما أعطى الضوء الأخضر للآلة العسكرية الإسرائيلية أن تمضى فى عدوانها غير مبالية لـ أى نداء سواء كان نداءا للعقل أو الضمير الإنسانى .
التصريحات الصادرة من الرئيس الأمريكى ” جو بايدن ” إزاء الأزمة توحى بأنه رجل يعانى من داء الخرف ، البداية جاءت بتقارير إخبارية كاذبة بإيعاز من أفراد للجيش الإسرائيلى بثتها قناة “I24″ الإسرائيلية تفيد بأنه تم العثور على أطفال رضع مقطوعى الرأس ، وأن هناك شباب وفتيات مقيدين وقد أطلق مسلحو حماس الرصاص على رؤسهم ، وذَبحوا أو أحرقوا أحياءا ، بعد إغتصاب الفتيات أثناء عملية ” طوفان الأقصى ” ، وهى الكذبة تبنتها وروجت لها وسائل إعلام الغرب وسرعان ماتبين كذبها .
وهنا أعود لكى أأكد على أن الخبر الصادق دائما يستند على تصريح صادر عن مصدر مسئول أو مصدر مطلع ؛ وأن يكون مشفوعا بالصوت والصورة ، وهو ماعجزت القناة اتيانه ، وأعتقد أن الحرب التى تدور فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة لم يشهد التاريخ موجة من الـ تضليل العنيفة والأخبار الكاذبة ، بل والزائفة التى تناقلتها وسائل إعلام الغرب ، كما حدث فى تلك الحرب !! .
الإدعاءات الكاذبة سرعان مابدأت تتكشف من خلال شهادات أهالى المستوطنات أنفسهم . فى مقابلة تليفزيونية تقول إحدى السيدات أن مقاتلى حماس عندما دخلوا بيتها هدءوا من روعها وقالوا لها ” نحن مسلمون لن نؤذيكم ” . كما تابعنا شهادات الأسرى المفرج عنهم ، وقد تناقلت وكالات أنباء مشاهد لـ أسيرة أمريكية مفرج عنها وهى تصر على مصافحة يد مختطفيها .
ذكرت أن هناك ضوءا شاردا فى نهاية النفق المظلم ، ولدى قناعتى ، عندما تيقنت أن الشارع الغربى بدى أكثر ميلا وتعاطفا مع القضية الفلسطينية ، ومع أهل غزة الذين يتعرضون لـ أبشع الجرائم على أيدى قوات الإحتلال الإسرائيلى ، على عكس المواقف السياسية المعلنة لقادتهم والمساندة لـ إسرائيل ، شاهدت تظاهرات تخرج لأول مرة فى الكونجرس الأمريكى ، وفى مدن وشوارع ” لندن” التى تتسم بالبرود إزاء تلك المواقف ، وتظاهرات أخرى فى المدن والجامعات والمؤسسات والبرلمانات الغربية مؤيدة للفلسطينيين .
شاهدت من يقول أن إسرائيل قد تجاوزت فى ” الرد” ، وأنها غالت فى إستحدام حق ” الدفاع عن النفس” ، وأنها إنتهكت الفانون الدولى عندما قتلت الأطفال والمدنيين العزل ، وأن هناك ضغوطا غير عادية من أجل صدور قرار بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة الطبية إلى أهالى غزة ، رايت أصواتا تنادى بضرورة حل القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية ، وتبنى مبادرة سلام عالمية تقوم على مبدأ ” حل الدولتين ” وهذا ليس ببعيد .
على أرض الواقع هناك تغييرا يمكن أن يحدث فى الموقف السياسى الغربى إزاء حرب غزة تحت ضغط الشارع الذى بدأ يفيق ويتعاطف مع القضية الفلسطينية ، ويرى ضرورة الوقف الفورى لـ إطلاق النار ، وأيضا تحت ضغط المشاهد المؤلمة التى ترد من قطاع غزة خاصة بعد محاولة إسرائيل القضاء على كل مظاهر الحياة فى هذا القطاع .
المشهد فى العالم العربى يصيب بالغثيان ، ويكفى أن رئيس هيئة الترفية السعودية ” تركى آل الشيخ ” يرد على ” التافهين ” الذين وصفوا إنطلاق “موسم الرياض” على وقع حمام الدم فى غزه ” بالرقص على الجراح ”
أما فى مصر ، على المستوى الرسمى مصر موقفها ثابت من الفضيه الفلسطينية منذ عام 1948 حتى اليوم ؛ وهو ماتؤكد عليه مصر مرارا وتكرارا ، والموقف الرسمى للقيادة المصرية أجهض مخطط ” صفقة القرن الصهيو ـ أمريكيه ” وحذر من خطورة تهجير أهالى غزة إلى سيناء على الأمن القومى المصرى ، وعلى تصفية القضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها .
أما الموقف المصرى على المستوى الشعبى ، كنت أتساءل هل هناك من لم يلتقط له صورة بالكوفية الفلسطينية ، والحق أقول : حتى الآن لم أفهم أو أجد تفسيرا لـ معنى ذهاب فنانى مصر إلى معبر رفح ، على العموم كانت هناك مواقف مشرفة لـ بعض فنانى مصر ممن ألغوا حفلاتهم تضامنا مع أهل غزة ، وأنا لست مع الـ دعوات المتصاعدة لـ “مقاطعة ” بعض المنتجات والشركات بدعوى ” دعمها لإسرائيل في حرب غزة . واتساءل : هل فكر أصحاب تلك الدعوات فى ” تأثيرها على الاستثمارات الوطنية وعلى العمالة المحلية التى تعمل فى هذه الشركات ” ؟ .. حفظ الله مصر .