جهاد شوقي تكتب : شعوب تحت الحصار !

جهاد شوقي
جهاد شوقي

استفاقت شعوب العالم العربي يوم السابع من أكتوبر على هجمات حركة التحرير الفلسطينية “حماس” على قوات الاحتلال الإسرائيلي وعلى رشقاتها الصاروخية على بعض المدن المحتلة,

ووجهت شعوب العالم نظراتها الى تلك الرقعة المنسية من العالم من جديد, واصطفت الأسر العربية وبالأخص الأسرة المصرية حول القنوات الإخبارية لمعرفة المزيد من الأحداث, واستيقظ داخل الناس الحلم العربي القديم في رجوع الأرض إلى صاحبها وكسر شوكة العدو ووهمه بأنه لا يقهر، وتزامنت هذه الأحدث مع ذكري انتصارات اكتوبر المجيدة، مما دفع الشعوب إلى تذكر كيف قام الشعب المصري باسترداد الأرض وعدم استحاله رجوع أرض بيت المقدس إلى أحضان الوطن العربي من جديد, ولكن تحول حلم الأجيال إلى كابوس يصعب الاستيقاظ منه. فقامت قوات الاحتلال الصهيونية بقذف كل ما هو حي وقتل كل معانى البشرية وحقوق الإنسان.. قتلت الأطفال والنساء والشيوخ, بل قامت بجرائم حرب ممنهجة في ظل صمت دولي ومساعدة أمريكا لها لارتكاب هذه الجرائم الوحشية في صمت تام من منظماتها الحقوقية, وقامت بقذف مستشفى المعمداني حيث كان يتداوى المرضى والجرحي وساحة المستشفى التي كانت تؤوي الأطفال العزل, والتي قادتنا لتذكر دماء أطفالنا في بحر البقر، فليس بجديد عليهم قتل الأطفال بدم بارد,

وحاصرت قطاع غزة وقطعت عنهم الماء والطعام والوقود والدواء في أكبر عقوبة جماعيه تفرض على البشرية.

المجازر على مرأي ومسمع العالم

وأصبحت المجازر على مرأي ومسمع العالم من خلال القنوات الإخباريةالتى تتابع الأحداث أولا بأول، وصارت الأسر العربية

تذهب إلى أعمالها وتمارس حياتها المعتادة ثم تعود لمتابعة آخر الأخبار والتطورات في انتظار وقف إطلاق النار،

ولكن دون جدوي, فقد اجتمعت الدول الكبري على مساعدة إسرائيل في مجازرها ضد البشرية في معادلة ظالمة وغير إنسانية،

ممن يدعون دائما إلى الحفاظ على حقوق الإنسان, فاشعلت صدور الإنسانية للانتفاضة ضد هذا الإجحاف والظلم،

وأمتلأ العالم بالمظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية رغم محاوله إسكات البشرية من قبل الكيان الصهيوني ومساعديه،

وإزالة الفيديوهات التي تدين الصهاينة من جميع المنصات،

ولكن صوت الحق وصل إلى شعوب العالم التي على الرغم  من عدم توحد حكوماتها على قرار في الشأن الفلسطيني،

توحدت تحت قرار واحد وهو وحشية المحتل الصهيوني، فنجد مظاهرات في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بل بعض اليهود يطالبون إسرائيل بوقف وحشيتها ضد العالم العربي حتى لا تشعل الكراهية ضدهم من شعوب العالم.

وقامت الدول العربية بالخروج من سباتها الطويل مطالبة بفتح المعابر لمساعدة إخوتنا في فلسطين، والوقوف بجانبهم واصطف الشباب

على معبر رفح مطالبين بأسقاط اسرائيل، وقامت الأسر المصرية بمقاطعة المنتجات الأجنبية في محاولة لتكبيدهم خسائر اقتصادية،

وإيصال صوتنا لهم.

وعلى الرغم  من محاوله الرئيس السيسي والجانب المصري الذى كان دائما داعما للقضية وقدم دماء أبنائه في سبيلها،

ومحاولاته المتكررة لوقف العدوان وإدخال المساعدات ومطالبة الشعب بالخروج لدعم القضية الفلسطينية ورفض الطلب المتبجح من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلى بتهجير سكان قطاع غزة إلى أرضنا الحبيبة سيناء، حتى لا تضيع القضية الفلسطينية, إلا أن أعمال العنف لم تتوقف

رغم كل هذه الجهود.

وأصابت الخيبة الأسر العربية، فهم يشاهدون المناظر المروعة ليل نهار، وهم مكتوفي الأيدى ويريدون الانقضاض على هذا العدو، فلم يعد هنالك سبيل لتقبل ما تسمية الحكومات “بالتنديد” و”الشجب” وما إلى ذلك من عبارات لحفظ ماء وجه بعض الدول, بل آن أوان التكاتف ووضع الخلافات على جانب، والبحث الحقيقي في إيجاد حل سريع لإيقاف إسرائيل عند حدها، حتى لا تطول النيران كل الدول وتقضى على كل ما يحمل كلمة “عربي”.

فليست المساندة فقط بالعبارات العنترية ومطالبة جانب واحد بالتحرك والتصدي لهذا العدوان، فمصر قدمت ومازالت تقدم

كل غال ونفيس حتى تتصدى لخطط هذا العدو, أما آن الأوان حتى نقف ونتحد حتى لا نفنى جميعا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.