الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : مرابطون على الحدود !!

عصام عمران
” من رحم الألم يتولد الأمل ، من وسط الظلام يخرج النور ، وكل ليل يعقبه نهار” أمثال شعبية وأقوال مأثوره أراها تتجسد يوميا ، بل كل لحظة وسط الأحداث الدامية التى تتعرض لها المدن الفلسطينية وفي القلب منها قطاع غزة طوال الأسابيع الثلاثة الماضية وتحديدا منذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى” التى نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الجاري ، وما أعقب ذلك من مجازر ارتكبها الكيان الصهيونى في حق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل مما أودى بحياة أكثر من ستة آلاف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء ، علاوة على إصابة قرابة عشرين ألفاً آخرين.
ورغم قسوة المشاهد ودمويتها التى يتابعها العالم أجمع الا أن هناك العديد من المواقف والمشاهد التى تدعو إلى الأمل وتخفف من وطأة مناظر سقوط آلاف الشهداء والجرحى ، ولعل فى مقدمة ذلك مشاهد صمود الأشقاء الفلسطينيين أطفالاً وشبابا و شيوخا ، بل و نساء أيضا وتمسكهم بأرضهم وعدم النزوح منها ، فى الوقت الذى نرى ونتابع هروب الآلاف من أبناء الكيان الإسرائيلي إلى المخيمات خوفاً من قذائف وصواريخ المقاومة الفلسطينية.
ورب ضارة نافعة كما يقولون ، فرغم قسوة و بشاعة مناظر القتلى والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم ، إلا أنه أعاد القضية الفلسطينية من جديد إلى سطح الأحداث ليس في المنطقة العربية فقط وانما فى العالم أجمع ، والأجمل أنه وحد الشعوب العربية والإسلامية ضد الكيان الصهيونى ونزع ورقة التوت عن عورات الغرب وكشف انحيازهم المفضوح لدولة الاحتلال !! .
و من المواقف والمشاهد المفرحة أيضا صمود ومرابطة أولئك الشباب والفتيات المصريين الذين ذهبوا مع قوافل المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء في فلسطين عند معبر رفح البري وظلوا مرابطين على الحدود حتى تم السماح بدخول قوافل المساعدات ضاربين أروع الأمثلة في الشجاعة والفداء ومعهم كذلك سائقو الشاحنات والمعدات والاطقم الطبية ، و لسان حالهم جميعا يقول أنهم ليسوا أقل شجاعة ولا وطنية من ابطالنا فى القوات المسلحة والشرطة الذين يحمون حدود وأرض الوطن ويدفعون عنه أى خطر قد يهدد أمنه واستقراره .