د. ايناس بهى الدين* تكتب: جيشنا المصرى العظيم

الجيش المصرى منذ فجر التاريخ هو جيش وطنى لديه عقيدة راسخة ألا وهى الدفاع عن الوطن ضد أى خطر يتهدده،
والجيش المصرى هو أول جيش نظامى عرفته البشرية منذ أكثر من 5 ألاف عام، عندما قام الملك مينا نعرمر بتكوين جيش لتوحيد القطرين لتصبح مصر أول دولة فى تاريخ الإنسانية، ثم كان الدور العظيم لجيش أحمس الأول الذى استطاع أن يقهر الهكسوس الغزاة ويطردهم من أرض مصر ولاننسى دور الجيش المصرى بقيادة القائد العظيم حورمحب، الذى استطاع تأمين حدود مصر الشمالية حتى سوريا، وكذلك جيشنا المصرى بقيادة الملك رمسيس الثانى فى معركة قادش.
الصخرة التى تحطمت عليها أحلام الغزاة
وهذا الجيش هو الصخرة التى تحطمت عليها أحلام الغزاة من التتار والصليبيين ونابليون وكذلك الإنجليز
الذين عانوا خلال احتلالهم لمصر حتى خروجهم بعد توقيع اتفاقية الجلاء مع قيادات ثورة يوليو.
إنه الجيش الذى وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه خير أجناد الأرض، لأنه الجيش الوطنى الغيور على تراب وطنه.
وخلال العصر الحديث وفى منتصف القرن العشرين وبمؤامرة عالمية تم إعلان دولة اليهود على ارض فلسطين العربية
لتبدأ الحروب العربية الإسرائيلية عام 1948م ثم العدوان الثلاثى على مصر 1956م وأعقبه نكسة يونيه 1967م
التى انتهت باحتلال المزيد من الأراضى الفلسطينية وهضبة الجولان السورية وسيناء المصرية، لكن الجيش المصرى لم يدع العدو يهنأ
فكانت حرب الاستنزاف التى كبدت العدو خسائر فادحة حتى توقفت بناء على مبادرة روجرز التى قبلها الرئيس عبدالناصر قبل وفاته بأيام.
خطة الخداع الاستراتيجى
ومع بداية عصر السادات استطاعت مصر إعادة تدريب وتسليح جيشها تمهيدا لمعركة العبور التى خطط لها الرئيس السادات بحكمة ودهاء
وبخطة خداع استراتيجى محكمة أوهم بها قيادات اسرائيل المتغطرسة بعجز مصر وجيشها عن خوض أى حرب حيث قام السادات
بطرد الخبراء الروس وتسريح الآلاف من المجندين، كذلك تصريحاته بأنه لن يغامر بدخول أى حرب ضد إسرائيل قبل أن يمتلك جيشه الالكترون
كما قام السادات منذ يناير وحتى بداية اكتوبر 1973م بعمل تعبئة عامة 22 مرة، كان يقابلها طوارئ وتعبئة عامة فى إسرائيل
كلفتهم أكثر من 200 مليون دولار وهو مبلغ باهظ بحسابات ذلك الزمان.
وبناء على خطة الخداع الاستراتيجى التى رسمها السادات وصل قادة اسرائيل الى قناعة تامة بأن الجيش المصرى لن يقدر
أو يفكر فى خوض أى حرب ضد إسرائيل قبل عدة سنوات حتى باغتهم جيشنا العظيم فى نهار العاشر من رمضان
بضربة جوية وكبارى وجسور عبرت فوقها المركبات والدبابات وزوارق تحمل الجنود لينهار السد الترابى ويحطم جنودنا الأبطال خط بارليف الحصين
وكانت صيحات جنودنا “الله أكبر”
تهز الارض من تحت أقدام العدو وتنتصر مصر وتستعيد أرضها وتسقط أسطورة الجيش الذى لايقهر ويحقق جيشنا أعظم انتصاراته فى العصر الحديث.
وها هو جيشنا العظيم يساند ثورة الشعب فى 30 يونيه 2013م للتخلص من الحكم الفاشى، ثم يبدأ مرحلة جديدة فى عهد الرئيس السيسى
بتحديث منظومة التدريب والتسليح من خلال تنويع مصادر التسليح وحصول مصر على أحدث الطائرات والغواصات وحاملات الطائرات،
وإنشاء القواعد العسكرية مما جعل الجيش المصرى يصل إلى المرتبة التاسعة فى ترتيب الجيوش الأقوى عالميا منذ عامين،
ليظل الجيش المصرى درعا وسيفا للوطن
* أستاذ الآثار والتاريخ الفرعونى