د. شوقي السيد يكتب: الصهيونية العالمية.. عدو لكل الإنسانية
الناظر إلي تاريخ نشأة الصهيونية وتطورها.. نظرة فاحصة.. يجد أن لها خطا استراتيجيا ثابتا علي مدى أكثر من قرن.. استطاعت خلاله تحقيق أهدافها تماما، فلقد بدأت وجودها بصراع صهيوني عالمي .. وبانتهاء الحرب العالمية استطاعت أن تكسب العالم (أو تبتزه).. وتحيده. ليبقي الصراع الصهيوني العربي.. أو كما تعارف عليه بعد ذلك: الصراع العربي الإسرائيلي.
ثم استطاعت إسرائيل أن تحيد العرب تماما.. بعد جولات الحرب والسلام والتطبيع. لتجعل الصراع فلسطييني/ إسرائيلي .. ثم استطاعت بعد إيهام الفلسطينيين بالتوهم الدرامي لسلام غير موجود .. وغير مقصود أو منشود.. أن تحيد الضغة الغربية، فيصبح الصراع إسرائيلي / غزاوي !!.
تقطيع أوصال غزة
والآن هي تقطع أوصال غزة.. من بيت حانون و بيت لاهيا إلي خان يونس ورفح الفلسطينيه، ليصبح الصراع اسرائيلي مع شمال غزة فقط. وتدفع الجنوب للانفجار.. في سيناء المصريه !!!.
وبذلك تذويب قضية الاحتلال تماما.. وإنهاء وجود شعب وقوميه فلسطينيه أصلا.. وابتلاع المنطقة برمتها، ولا اقول فلسطين فقط.
مستعينة فى ذلك طبعا بنجاحاتها السابقة.. في تحييد العالم، ثم العرب.. ثم تقطيع فلسطين والفلسطينيين.
ولقد استطاعت الاستراتيجية المصرية منذ فترة أن تلمح هذا الخط فأخذت تعمل في عكس اتجاهه، لتعيد الأمور إلي نصابهها، فحاولت أن تجمع الفلسطسينيين علي قلب رجل واحد، .. وكذلك نبهت العرب بعدم الانخراط فيما يسمي التطبيع،.. لحين قيام سلام كامل وشامل وعادل.
وايضا.. أعادت إلي العالم.. الذي تم تحييده.. صورة الصهيونية البغيضة التي أشعلت عدة حروب عالمية، ليتخذ حذره.
ولكن هل تستطيع مصر تحقيق النتائج المرجوة بإعادة الصهيونية العالمية كعدو لكل الإنسانية؟!
مجرد خيالات شتوية، قد تكون مؤذية.