عبد الناصر البنا يكتب : قمة القاهرة للسلام .. رؤية مغايرة !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية

قد نتفق أو نختلف فى ما هو آت ، لكن خلونا فى البداية نتفق على أن دى وجهة نظرى الشخصية ، وأنا لست محللا سياسيا أو خبيرا إستراتيجيا أو متخصصا فى الأمن القومى والدفاع .. إلخ .

إنما أنا مواطن مصرى مشغول وإن شئت قل ” مهموم ” بقضايا وطنه ، أراقب مثل بقية المصريين الأحداث عن قرب ، وأدلى برأيى الشخصى حسب قناعاتى الشخصية ورؤيتى للأحداث ، وما أكتبه على مسئوليتى الخاصة .

فى مثل عامى صعيدى بيقول ” أمه ساكته .. ومرات أبوه مطينه ” وهذا ينطبق على مصر كدولة ، وأنا هنا أقصد الموقف المصرى من القضية الفلسطينية مقارنة بالموقف الفلسطينى ، وما يجرى فى غزة والأراضى المحتلة ، ولعل القاصى والدانى يعلم موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى اليوم .

فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر إعتبرها جزء من الأمن المصرى ، وليست مجرد قضية فلسطين ، وكل رئيس حكم مصر تعامل معها بطريقة مختلفة واضعا القضية نصب عينيه .

ولو إستعرضنا الدور والمواقف المصرية حكومة وشعبا من القضية الفلسطينية منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم وإرتباط مصر بقضية فلسطين لايكفينا مجلدات ، لان إرتباط مصر بالقضية هو إرتباط دائم وثابت تمليه إعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين .. وإن شئت قل !!

إذن لايمكن لأحد أن يزايد على أن مصر خاضت حروب 48 و56 و67 وحرب الإستنزاف وحتى تحقق النصر فى أكتوبر 73 من أجل فلسطين ، وتحملت ، وبالمناسبة المواقف ثابتة ، والتاريخ يحفظها، ويحفظ لمصر أنها بذلت الغالى والنفيس لنصرة أهل فلسطين .. ولا داعى للإطالة .

السؤال الذى يراودنى دائما إذا كان هذا هو موقف مصر فأين فلسطين ؟

وعن أى فلسطين أسأل . هل أسأل عن فلسطين المنقسمة التى لا تجتمع تحت راية واحدة ؟ أم عن فلسطين الحناجر التى تملأ الدنيا ضجيجا بلا طحين ؟ أم فلسطين ” فتح ـ وحماس ” المتناحرتين والتى فشلت كل جهود الوساطة المصرية فى لم شملهم ؟ وقد بذل رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق اللواء خالد فوزى جهودا مضنية من أجل تحقيق هذا الهدف ، ومن بعده القيادة الحالية لجهاز المخابرات .. ولم يتوحدوا !! .

وأين قادة حماس ؟

فين خالد مشعل ـ وإسماعيل هنيه ؟ فين يحيى السنوار والرنتيسى والمقادمه وشحاته وعوض الله .. إلخ ؟

كلهم أحياءا يرزقون ولكن فى فنادق قطر وتركيا يجاهدوا بطريقتهم الخاصة !!

وإن كانت إسرائيل قد قضت على الصف الثانى من قيادات فلسطين بدعم من حماس أمثال ” خليل الوزير ” أبو جهاد

فى تونس 1988 ، وأبو نضال والقائمة طويلة حتى الرجل المقعد احمد ياسين إغتالته إسرائيل بصاروخ موجه بإيعاز من

حماس ، بل أن الرئيس ” ياسر عرفات ” نفسه رحمه الله ، لم يمهلوه حتى يأتى أمر الله ، ومات مسموما .

كم من قائد وقيادى لدى “حماس” إكتشف أنه عميل لـ الموساد وقبض عليه أو هرب إلى إسرائيل ، كم من كادر

عسكرى فى حماس قبض عليه فى لبنان كونه عميل للموساد القائمة أيضا طويلة ، حتى الرئيس الفلسطينى

محمود عباس ” أبو مازن ” المنتهيه ولايته منذ عام 2009 رجل لاحول له ولاقوة ، لايملك إلا أن يشجب أو يدين فزمام

المبادرة ليس فى يده ، وإنما قى يد حماس . وهى التى تخطط وتنفذ ” بأوامر ” من إسرائيل ، وكلما هدأت الأمور ،

تجر شكل مع إسرائيل “بإيعاز” من إسرائيل ” مصالح مشتركه ” .. ونشيل إحنا الطين !!

الموقف العربى ” باهت ـ وبايخ” بعنى إيه محمد بن سلمان يبعت وزير خارجيته ممثلا له فى القمة ؟ يعنى إيه أمير

قطر ينسحب ؟ يعنى إيه تونس ماتحضرش ؟ يعنى إيه هذا التمثيل ” ذر الرماد فى العين من المغرب والجزائر ” .

محمد بن زايد ــ وبن سلمان مواقفكم أظهرت نواياكم ، على الأقل كان يجب أن تقفوا إلى جانب مصر قولا حتى

لا عملا ” نحن .. ندعم أو نساند موقف مصر ومع ما إنتهت إليه ” وهذا أقل القليل . وبكل صراحة أقولها لكم مصر دولة

قوية بكم او بدونكم ، راجعوا مواقفكم ، أنتم بدون مصر فى خطر شديد ، لاتغركم فلوسكم وخلوا بالكم ” إللى متغطى

بأمريكا عريان ” حتى وإن كانت القمة قد فشلت فى إصدار بيان ختامى لـ مواقفكم المتخاذله أو لـ موقف الغرب المؤيد

والمساند لما تفعله إسرائيل ، إلا أنه أظهر ثقل مصر وحجمها الحقيقى فى المنطقة .

ساعات معدودة ويبدأ الغزو البرى على قطاع غزة لـ يصب النار على الزيت ، الهجوم البرى لـ ضغط الشارع فى

إسرائيل والرأى العام على تحرير الأسرى لدى حماس ، وأيضا لما يروج له إعلام الغرب من إنتهاكات قامت بها حماس

أثناء عملية ” طوفان الأقصى ” ذرائع وأكاذيب وحجج واهيه ما أنزل الله بها سلطان .

مؤامرة قذرة ترصدها مصر جيدا ، وتعلم بل وتمسك بكل خيوطها ، دعونا ننتظر نهاية اللعبة بين حماس وإسرائيل

وأقول ” اللعبة “وقد يعتقد البعض أنى أغرد خارج السرب ، لا هى لعبة وبمقابل على الأقل لـ ضمان تدفق الدعم لـ

قيادات حماس فى دول المهجر الطوعى . تقول مجندة مراقبة فى جيش الإحتلال الإسرائيلى : خدمت فى وحدة غزة

خلال معركة ” كسر الصمت ” فى 2014 . مستحيل جتى مجرد الإقتراب من الجدار العازل المراقب ألكترونيا ، وتضيف

: كنا نجلس فى الملاجىء 4 ساعات لاعمل لنا سوى مراقبة الشاشات لدرجة أنه لو مرت حمامة أو طائر حتى مر ”

صرصار ” بجواره نكون على دراية به .. وتتعجب كيف دخلوا !!

إحنا مش ح نحارب إسرائيل لـ أجل حماس ، لاهو خوف ولا جبن ، وإنما بمنطق العقل وبمنطق ” الزيت أن عازه البيت

.. حرم على الجامع ” نحن نحمى ولا نعتدى ، وبعدين هو إحنا لايمكن أن ننسى لـ حماس مافعلوه فى أبناء الجيش

والشرطة فى سيناء ، ولا معاناة مصر فى حربها بالوكالة ضد الإرهاب نيابة عن العالم ، بتخطط وتدبير من قيادات

حماس . لاننسى السلع الغذائية والبنزين والمواد التموينية التى كانت تهرب إلى حماس أيام الإخوان ، وآلاف

السيارات التى سرقت وتم تهريبها فى الأنفاق إلى غزة ، الإغتيالات التى دبرت لها ونفذتها حماس .

الأنفاق التى تغاضت عنها مصر لكسر ” حصار غزة ” ، وإدخال المساعدات ، رأينا كيف أصبحت خنجرا فى يد حماس لـ

تطعن به مصر فى خاصرتها ، رأيناها وهى تمد الإرهابيين بالعتاد والسلاح ، نحن لاننسى ولكن نعفو ونسامح ” والعفو

عند المقدرة ” من شيم الكرام .

أقولها وبكل صراحه ” إحنا عملنا كل إللى علينا وزيادة ” وإللى حضر العفريت يصرفه ، وأقول لـ ” ابن زايد ” رحم الله

أبوك المحب لمصر ” وابن سلمان ” أطال الله فى عمر أبيك ، لا الإرتماء فى حضن إسرائيل ، ولا مسانده أثيوبيا فى

بناء سدها ، ولا التواطؤ على تفريغ مصر من العملة الأجنبية ، ولاحتى عمل طريق جديد بديل عن قناه السويس ،

سوف يضغف مصر ، أو ينال من قوتها . لأن مصر محفوظة فى كتاب الله ، وعين الله هى التى ترعاها ، ولاتنسوا أنها ”

خزائن الأرض ” ربما تكون التخمة قد انستكم الماضى ، ودمتم سالمين !!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.