الشاعر محمد الشرقاوي يكتب : شعار ( اركب الموجة ) واللعب بعواطف الشعوب .
لأننا شعوب تحكمها العواطف ولا نجد العقل إلا نادرا وهذا ما أدركه العالم أجمع عن طبيعة الإنسان المسلم وخاصة المسلم العربي ، لذلك ترى كل أصحاب المصالح يتلاعبون بمشاعرنا تجاه القضايا المصيرية حتى يضمنوا البقاء واستمرار مصالحهم تلك ، وشعارهم الخفي عن الغالبية العظمى من البشر يكمن في كلمتين ( اركب الموجة ) ولكنه شعار مكشوف لأهل البصيرة الذين أودع الله في قلوبهم الثبات وفي عقولهم الحكمة الرصينة الثابتة والتي توجب عليهم أن يوضحوا ذلك لكل الناس على اختلاف ثقافاتهم ومستوى تفكيرهم بما يضمن نجاح هذا التوضيح بالأسلوب المناسب لكل متلق ومخاطب .
والأمثلة على ذلك لا تحصى ولا تعد وهي واضحة للجميع ، تطل علينا صباحا ومساء فنجد أنفسنا قد نسينا الصورة الذهنية السابقة والخصال القبيحة والأفعال السيئة والمواقف الغير إنسانية لهذا الشخص أو الكيان أو المؤسسة ، نعم ننسى ذلك سريعا ونتعاطف بقوة معه أو معها ثم نرفع كليهما إلى درجة الفضلاء الذين يستطيعون إنقاذ الأمم ، وتلك أعجوبة الأعاجيب .
فمثلا هناك الممثل الساقط الذي لا يتوانى عن تدمير الأخلاق لدى الشباب والأطفال من خلال أعماله التى تعتبر أشد فتكا من القنابل النووية ، يظل يفسد ويدمر ثم يدغدغ مشاعر الشعوب بكلمة مثلا عن القضية الفلسطينية فتجد الجميع ينسون له التاريخ الأسود ويرفعونه لطبقة العظماء ، وهناك أيضا فرق الكرة وخاصة الأجنبية التي تساند الي هود بكل قوة وتقدم لهم المليارات التي يقتلون بها الشعب الفلسطيني العربي رجالا ونساء وشبابا وأطفالا وشيوخا ، لا يرحمون أحدا ، هذه الفرق وهولاء اللاعبون بمجرد أن يرفعوا علم فلسطين أو يضعون فوق أكتافهم شملة فلسطين إلا ونجد كل الشعوب تمدحهم وتفخر بهم وتشيد بدورهم وكأنهم سيحررون فلسطين ، لا أدري بما أصف هذه المشاهد وهذه العقلية المختلة ، إنه العبث الحقيقي في منظومة الفكر ، إنه القتل المتعمد للتاريخ ، إنها الغيبوبة التي طال أمدها ولا يعلم نهايتها إلا الله سبحانه وتعالى . وأشد ما يؤلمني هو سقوط المثقفين في هذا الفخ ، كيف ذلك ؟ وتلك أعجوبة أخرى ، فهل نسينا التاريخ ؟ وهل نجهل عدونا عندما يرتدى ثوب الطهارة زيفا وزورا ؟ أتمنى أن يستيقظ الجميع قبل فوات الآوان .