الإعلامي محمود عبد السلام يكتب: يحبون اسرائيل ويكرهوننا
عدوك يتمنى موتك ، ما يفرض عليه احترامك هو قوتك ، كل ما يقال خارج هذة المعادلة هراء ، الشرق لم يجتمع يوماً أبداً مع الغرب ، البون شاسع بين الغرب الأمبريالى القاتل التوسعى ، وبين الشرق الهادئ والوديع المؤمن ، عندما أمتلك الغرب الفائض الاقتصادى الكبير والعلم والسلاح المتقدم ، لم يضيع الوقت هباء ، ونظر بطمع الى ثروات الأخرين ، أنتشرت المستعمرات لأنجلترا وفرنسا والمانيا ودول أخرى حول العالم حتى أن أنجلترا كان لها أمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ، كناية عن حجم توسعها ،
الأحتلال الذى قام به الرجل الأبيض صاحب العيون الملونة والضمائر الملوثة قام على الأرهاب والقتل والدمار وبث الرعب فى نفوس شعوب الدول المغتصبة ،
عندما غادر الأحتلال الاجنبى العالم العربى على أثْرّ ثورات متعددة فى البلاد العربية والافريقية قادها جمال عبد الناصر ، ومن ثم تحررت غالبية الدول وبقى القليل ، قبلها بسنوات قليلة منحت أنجلترا فلسطين وطناً قومياً لليهود فى عام ١٩١٧ بوعد وزير خارجيتها بلفور ،
كانت أوربا تعانى من وجود اليهود بها فحاول هتلر القضاء عليهم بقتلهم ، واتبعت بقية الدول سياسة إبعادهم الى الخارج ،
توافق ذلك مع فكر ثيودور هرتزل الأب الروحى والمؤسس للدولة اليهودية الصهيونية ، فى أجتماعه الاول مع فصائل اليهود المختلفة حول العالم ببازل بسويسرا ، طالب بوطن قومى لليهود واقترح ثلاث اماكن لأقامة الدولة الصهيونية ، الارجنتين وأحد دول أفريقيا أو فلسطين بأعتبارها أرض الميعاد ،
وافق هوا الصهاينة فكر الغرب الأمبريالى الذى رأى أن من الضروري عند المغادرة أن يترك حليفاً له فى المنطقة ليحافظ على سيطرته حتى ولو من بعيد ،
أسرائيل لاتمثل للغرب وأمريكا مجرد دولة حليفة وأنما هى بمثابة الأبنة الصغرى لهذا الكيان الغاصب الأكبر ،
سارعت الدول الكبرى بالأعتراف بفلسطين وطناً قومياً لليهود الصهاينة مع أن ذلك يتعارض مع الشريعة اليهودية التى تعتبر أن تجمع اليهود فى مكان واحد بداية النهاية ، لكن المنظمة الصهيونية الأجرامية شئ والديانة اليهودية شيئاً آخر ،
نسج اليهود الصهاينة سياستهم القائمة على القتل وسفك الدماء وترويع الآمنين ، وأرتكبوا عدة مجازر أرهبت السكان الفلسطينيين المسالمين ، فتركوا مدنهم وقراهم وأحتلت العصابات الصهيونية ( الهاجناه ) الضفة الغربية ، ثم أقرت الامم المتحدة بقيادة أمريكا والغرب بقيام دولة أسرائيل ،
أصبحت الدولة الصهيونية أمراً واقعاً فى غفلة من الزمان ، وعملت أمريكا على حمايتها وتسليحها ، واهدت فرنسا أسرائيل أول مفاعل نووى فى المنطقة وباركت أمتلاك اسرائيل القنبلة الذرية وأمدتها بالخبرات والاموال اللازمة ، ولم يدخر الغرب جهداً الذى كان عينه على مصر بعد فلسطين ليفوز بالجائزة الكبرى ،
ومنذ اللحظة الأولى حاولت اسرائيل بمساعدة الغرب تهجير الفلسطنيين العزل نحو سيناء ، وابان العدوان الثلاثى على مصر من فرنسا وانجلترا واسرائيل أحتلت أسرائيل سيناء ثم عادت وأنسحبت منها ، لتحتلها مجدداً كاملتاً فى حرب ٦٧ ، التى انزلت الهزيمة بمصر بمساعدة امريكا والغرب ، حتى أستردها الزعيم الخالد انور السادات فى حرب اكتوبر ،
ولولا تدخل أمريكا لصالح أسرائيل لقضت مصر على الوجود الاسرائيلى تماماً ، أسرائيل تربطها علاقة عضوية بأمريكا والغرب فهى الأبنة وهم الأمهات المخلصات ، ولن يسمحوا أبداً بان يتفوق أحد على أسرائيل بالمنطقة لأنها تخدم مصالحهم ويجدوا فى وجودها مبرراً للتدخل فى الوقت المناسب فى المنطقة ،
عندما قرر السادات القيام بعملية السلام مع اسرائيل كانت رسالة موجهة لامريكا والغرب بانكم لستم فى حاجة اليوم الى خدمات اسرائيل فالسلام سيعم المنطقة وسيتم تبادل المصالح بيننا وبينكم دون الحاجة لوجود هذا الكيان المغتصب ،
لكنهم فى الحقيقة لا يريدون السلام ولا حل اقامة دولتين ، كل هذا أدعاء كاذب يروجون له لأستمرار التسويف لحين القضاء على المقاومة ومن ثم الأستسلام التام لمخططات الدولة الصهيونية بإقامة دولتهم من النيل الى الفرات ، المسالة مسألة وقت ليس الا ، لن يردع اسرائيل واعوانها الا القوة ، عندما تتألم أسرائيل ستتنازل عن أحلامها التوسعية ، وسيعمل الغرب الأمبريالى على وقف مساعداته لأسرائيل
،فلسفة أمريكا البراجماتية ستبحث عن مصالحها بعيداً عن أسرائيل ، القوة تبدأ بالحرية والديمقراطية وتبنى منهج علمى ومحاربة الفساد ورعاية العلماء وتحديد هدف قومى لكل دولة عربية وتصفية الخلافات ثم الاتحاد حتى ولو أقتصادياً فقط
، لقد حبا الله المنطقة العربية بتنوع فى الثروة كبير فقط نحتاج الى توظيفة بشكل أمثل ، ما تقوم به أسرائيل من مذابح فى فلسطين قامت به على مر التاريخ مئات المرات ، بداية من دير يس وبحر البقر وصابرا وشتيلا وقانا وصولا الى مقتل الطفل محمد الدرة وحروب غزة حتى الان ،
المقاومة فى عرف العالم أرهاب والمذابح التى تقوم بها اسرائيل كل لحظة ضد الفلسطنيين دفاعاً عن النفس ، هكذا يخلط العالم الأمور لأنه دائماً يأخذ صف الاقوى ، ماتفعلة اسرائيل الان فعلته امريكا قبل ذلك بأبادة الهنود الحمر السكان الأصليين لامريكا وفعله فى فيتنام والعراق وفى كل حرب دخلتها ، كذلك فرنسا فعلته فى الجزائر والدول الافريقية التى احتلتها
اما انجلترا فحدث ولاحرج لقد ذبحت الملايين من البشر فى مستعمراتها التى انتشرت حول العالم ، لم تتردد هذة الدول الثلاث عن الاسراع بتأيد اسرائيل والتعهد بحمايتها وارسال قواتها اذا ما تدخلت دول اخرى لانقاذ الفلسطنيين ، لدرجة تصريح وزير خارجية امريكا بلنكن انه هنا فى اسرائيل بصفته يهودى اولا ووزير خارجية امريكا ثانيا ، كان لسان حالهم يقول ، دعوهم حتى يفرغوا من قتلهم لاخر طفل فلسطينى ثم تدخلوا ، امريكا ارسلت قواتها دعما لاسرائيل لانها تعلم جيداً ان اسرائيل اكذوبة وانها اضعف من ان تواجه المقاومة فى غزة وجنوب لبنان وحدها ، هب اننا كنا نمتلك سلاحنا وغذائنا وعلومنا الحديثة ، كنا بالتاكيد استطعنا الوقوف امام هذة الغطرسة والمذابح التى يتعرض لها اهالينا فى فلسطين المحتلة ، لكنهم أقوياء لأننا ضعفاء ، سيظل نزيف الدم الفلسطينى ومن بعدة كثير من الدماء العربية بعد ان تنتهى اسرائيل من الاجهاز على الشعب الفلسطينى ، ستتحول لقتل ومص دماء شعوب عربية اخرى ، ولن تتوقف ابداً عن التهام لحمنا احياء الا لو كنا اقوياء فماذا نحن فاعلون ؟