الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : دولة المجازر .. وجهاد الحناجر !!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
أعاد قصف الاحتلال الاسرائيلي لمستشفى فلسطينى بغزة و استشهاد مئات الأبرياء والمرضى والأطفال إلى الأذهان المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيونى طوال خمسة وسبعين عاماً ، لا سيما ما حدث فى مدرسة بحر البقر إبان الاحتلال الإسرائيلي لسيناء الغالية ، وهو ما يعتبر جرائم حرب تمارسها سلطات الإحتلال الإسرائيلي، مرفوضة إنسانيا ودوليا.
ورب ضارة نافعة ، فرغم سقوط آلاف الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق منذ انطلاق ” طوفان الأقصى” قبل اسبوعين تقريبا إلا أن رد الفعل العربي ، بل والعالمى تجاه الجريمة البشعة و المجزرة الكبرى ، والتي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بقصف المستشفى الأهلي المعمداني بغزة ، واستشهاد أكثر من ٥٠٠ فلسطيني أغلبهم من المدنيين و الأطفال والعزل كان قوياً و مؤثرا و كاشفا لعملية استمرار العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال في تحد سافر لكل القوانين الدولية التي تمنع استهداف المدنيين والمستشفيات والمدارس.
وأمام هذا التعنت والتحدى السافر ، وربما المتعمد من الكيان الإسرائيلي تم الغاء القمة الرباعية الدولية قبل ساعات من انعقادها بالمملكة الأردنية وكان مزمعا مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأمريكي بايدن إضافة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله مع تحميل الاحتلال الاسرائيلي، بل وكل الدول الكبرى التي تقف داعمة لجرائمه ومجازره ضد الشعب الفسلطيني، جميعا مسؤولية ما يحدث في أرض فلسطين وضد الشعب الأعزل من ممارسات أثبتت تخلي العالم عن دوره وإنسانيته على مدار الأيام العشرة الماضية من الوحشية المفرطة دون تحرك يذكر من كل الدول الكبرى أصحاب القرار ، والتى ظهر تحيزها لإسرائيل حينما رفضت تمرير قرار مجلس الأمن الدولي بالوقف المؤقت لإطلاق النار للدواعى الإنسانية والعلاجية.
وكان موقف مصر واضحاً وقويا تجاه تلك المجزرة الإسرائيلية البشعة ، حيث كتب الرئيس السيسى على صفحته
الرسمية على الفيس بوك رافضاً العدوان الغاشم على المستشفى الأهلي بغزة ، والذي تجاوز كل الأعراف والقوانين
الدولية والإنسانية ، وكان الرد من الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد مباحثات مع المستشار
الألماني ، معلنا رفض مصر لفكرة أو مخطط تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار
، خاصة مصر والأردن ، مؤكدا أن ذلك سيعقد الأمور ويقضي على فرص تحقيق السلام بالمنطقة ، وهذا الأمر مرفوض
على كافة المستويات ، قيادة وحكومة وشعبا ولو استدعى الأمر سيخرج المصريون بالملايين في الشوارع والميادين
ليعلنوا رفضهم لأى إجراء يخل بسيادة دولتهم على كامل أراضيها ، وفي القلب منها ارض سيناء الغالية.
الغريب في الأمر أن هناك بعض الأشخاص و الكيانات السياسية الوهمية ممن يجيدون الجهاد عبر الفضائيات ومواقع
التواصل الاجتماعي يخرجون علينا بين الحين والآخر يوجهون الانتقاد للدولة المصرية ويتهمونها بالتقصير تجاه الأشقاء
في فلسطين متناسين عشرات المعارك والحروب التي خاضتها مصر وجيشها وقدمت خلالها آلاف الشهداء والمصابين
من أجل القضية الفلسطينية التي وصفها الرئيس السيسى بأنها ” قضية القضايا” لمصر والمصريين ، بل ولكل العرب
والمسلمين حول العالم ، ولكن هناك فارقا كبيرا وكبيرا جدا بين مواقف وقرارات الدول المسؤولة وبين مجاهدى
الحناجر ومواقع التواصل الاجتماعي !! .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.