بدأت التصفيات الوطنية النهائية للمشروع الوطني للقراءة في موسمه الأول، في استباق تنافسي يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة المغربية، حيث يتنافس قرّاء المغرب على لقب “التلميذ(ة) المثقف(ة)” و”القارئ(ة) الماسي(ة)” و”الأستاذ(ة) المثقف(ة)”. ومؤسسات ثقافية ومجتمعية وتربوية وتعليمية وإعلامية تتنافس على لقب “المؤسسة التنويرية”.
قال د. عبدالقدوس الكليدار: ينظّم المشروع الوطني للقراءة بالمملكة المغربية، التصفيات الوطنية الختامية لتحديد الفائزين والفائزات في الأبعاد الأربعة للمشروع، وذلك بالتعاون والتنسيق بين مؤسسة البحث العلمي ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وقد تأهل للتصفيات النهائية- بعد ثلاث تصفيات وعلى المستويات كافة 156 تلميذا وتلميذة في بعد “التلميذ(ة) المثقف(ة)” من مختلف جهات المملكة، باعتبارها منافسة في القراءة خاصة بتلاميذ المدارس من المستوى الدراسـي الأول الابتدائي حتى السنة الثانية بكالوريا؛ يتنافسون على لقب التلميذ(ة)
المثقف في منافسات المشروع الوطني للقراءة، من خلال إتمامهم لقراءة 30 كتابا وتلخيصها وفق آليات ومعايير محددة، وقد تم تخصيص جوائز لهذا البعد بقيمة مليون درهم مغربي لمجموع الفائزين فيها.
أما فيما يتعلق ببعد “الأستاذ(ة) المثقف(ة)” فيتنافس على لقبه 39 أستاذا وأستاذة من مختلف جهات المملكة، باعتبارها منافسة في القراءة خاصة بالأساتذة، وتشمل جميع أساتذة التلاميذ من المستوى الدراسـي الأول الابتدائي حتى السنة الثانية بكالوريا، حيث يتنافس الأساتذة على قراءة 30 كتابا وتلخيصها وفق آليات ومعايير محددة على لقب “الأستاذ المثقف”، كما تم تخصيص جوائز بقيمة نصف مليون درهم مغربي لمجموع الفائزين فيها.
كما تأهل للتصفيات الوطنية في بعد “القارئ(ة) الماسي(ة)” 28 طالبا وطالبة من الجامعات والمعاهد العليا ومراكز التكوين بالمملكة، باعتبارها منافسة بين جميع طلبة الجامعات وتشمل طلاب مؤسسات التعليم العالي غير التابعة للجامعات، ويعد هذا البعد مكمِّلا لما تم تحقيقه في البعد الأول، وضمانا لاستكمال المشهد القرائي المغربي واستدامته؛ حيث يتنافس طلاب الجامعات على قراءة 30 كتابا وتلخيصها وفق آليات ومعايير محددة على لقب “القارئ الماسي”، كما تم تخصيص جوائز بقيمة نصف مليون درهم مغربي لمجموع الفائزين فيها.
أما في البعد الرابع فقد ترشَّحت 16 مؤسسة من بين أكثر من 60 مؤسسة لخوض التصفيات الوطنية النهائية في بعد “المؤسسة التنويرية”، باعتبارها منافسة خاصة بالمؤسسات التربوية والثقافية وذات الخدمة المدنية والإعلامية وكذلك دور النشر، وتهدف إلى تشجيع المشاركات المجتمعية الداعمة للقراءة، حيث تتنافس المؤسسات المترشحة على لقب “المؤسسة التنويرية” وفق آليات ومعايير محددة، كما تم تخصيص جوائز بقيمة نصف مليون درهم مغربي لمجموع المؤسسات التنويرية الفائزة.
وفي هذه الأجواء التنافسية التي تشهدها جميع المستويات المعرفية في المجتمع المغربي تنظم التصفيات النهائية للمشروع الوطني للقراءة على نهر أبي الرقراق لتشهد الرباط مرحلة انتهاء التنافسية في عام قرائي كامل، وولادة سفراء القراءة الجدد.
كما ستوفر الإقامة الكاملة والرعاية والتكريم لجميع المتنافسين والمتنافسات من التلاميذ والمدرسين ولاسيما الذين
جاءوا من جهات بعيدة، ويجري التحكيم عبر لجان تضم مختصين من مؤسسة البحث العلمي ووزارة التربية الوطنية
والتعليم الأولي والرياضة، تمهيدا لإعلان الفائزين الأوائل والفائزات على مستوى المملكة في جميع المنافسات في
الحفل الختامي.
وكانت الانطلاقة الأولى للمشروع في 14 نوفمبر عام 2022 والذي يهدف إلى إحداث نهضة في القراءة وتتماشى مع
الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين بالمملكة المغربية ،2030 وتتوافق مع النموذج التنموي الجديد
للمملكة ،2035 والذي ركَّز على ضرورة بناء الرأسمال البشري كمقوّم من مقوّمات جعل المغرب من ضمن الدول
الصاعدة، وتتمثّل رسالة المشروع الوطني للقراءة في جعل القراءة أولوية لدى فئات المجتمع، تسهم في تصدّر
شبابنا وأطفالنا ثقافيا من خلال إثراء البيئة الثقافية مما يعزّز الحس الوطني ويزكّي الشعور بروح الانتماء عبر دعم
المشروع للقيم الوطنية والحضارية والإنسانية ،كما يؤسس إلى العناية بكتب الناشئة عبر إثراء المكتبات ورفع جودة
المحتوى والإخراج، وتشجيع المشاركات المجتمعية الداعمة للقراءة، عبر تقديم مشروعات ثقافية نموذجية مستدامة.
كما يعنى هذا المشروع الثقافي المستدام- من خلال خطته العشرية- بتشجيع جميع تلاميذ المدارس وطلاب
الجامعات والأساتذة ضمن التراب الوطني على القراءة باللغتين العربية والأمازيغية، وبمستوياتهم التعليمية كافة،
بالإضافة إلى تعزيز فاعلية دور المؤسسات المجتمعية في دعم القراءة ومشاريعها المساندة،
ويعد المشروع مساهمة فاعلة في التحول نحو الريادة في المشاريع القرائية وتنمية قدرات الأجيال نحو استدامة
الثقافة الأصيلة والمعرفة الشاملة المتنوعة، لتعزيز مكانة المغرب في المنافسة والصدارة في هذه المجالات عربيا