عبد الناصر البنا يكتب : طوفان الأقصى .. الكف السابق غالب !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية

فى عرف ولاد البلد دايما يقولوا ” الكف السابق غالب ” أيا ماكانت النتيجة ، والحقيقة أن عملية ” طوفان الغضب” حتى وإن كانت قد لاكتها الأقلام فى مشارق الأرض ومغاربها ، إلا أن فيها الكثير من الدروس والعبر ، ويكفى أنها صفعة جديدة تضاف إلى صفعة عمرها ” نصف قرن ” من عمر الزمان ، عندما قصفت قواتنا المسلحة الباسلة حصون ” خط بارليف ” وكبدت العدو درسا سوف يقف التاريخ طويلا أمامه مهما مر عليه من زمن !!

طبيعى أو مقبول أن تجد ” مستوطنا ” إسرائيليا عملها على روحه من الخوف ، لكن ليس طبيعيا أن يكون يكون من فعلها جندى أو ضابط فى جيش الإحتلال ، أن يتداول رواد التواصل مقاطع مصورة لضابط فى جيش الإحتلال ” يصرخ ” رافضا الذهاب لـ غلاف غزه ، أن تشاهد ” أحمد طه ” على قناة الجزيرة مباشر وهو يمسح بكرامة ” أفيخاى أدرعى ” المتحدث بإسم جيش الإحتلال الارض ، وهو يجبن أن يقول له كم عدد أسراهم لدى المقاومة ، وهو ماتكرر على قناة الحدث !!

بلغة ولاد البلد تقدر تقول إحتمال أنك تشوف واحد ” بيتثبت ” وياخدوا منه عربيته ، إنما طاقم ” دبابه ” يتثبت وياخدوا دبابتهم دا الجديد ، والجديد لما تشوف المقاومة تصول وتجول وإن شئت قل ” تعربد ” فى العمق الإسرائيلى ، وتشوف مشاهد الرعب فى أعين المستوطنين وهم يهربوا كما تهرب ” الجرزان ” ، ان يتم إختراق السياج الحديدى الذى تكلف مايقرب من الـ ” مليار دولار ونصف ” وإستغرق بناءه 3 سنوات وبشهادة مجنده مراقبه فى جيش الإحتلال خدمت فى وحدة غزه خلال معركة ” كسر الصمت ” فى 2014 تقول : مستحيل مجرد الإقتراب منه .

وتضيف كنا نجلس فى الملاجىء لـ 4 ساعات لا عمل لنا سوى مراقبة الشاشات لدرجة أنه لو مرت حمامة أو طائر أو حتى مر ” صرصور” بجواره نكون على درايه به .. وتتعجب كيف دخلوا بالجرافات ؟ القبه الحديدية التى صدعتنا إسرائيل بها وإفتخر جيش الإحتلال أنها فخر الصناعة الإسرائلية ، لماذا فشلت فى صد وابل صواريخ القسام التى أطلقت فى العمق الإسرائيلى ، لماذا لم ترصد أجهزة الردار الطائرات الشراعيه أو ” الخفاش الطائر” التى غطت سماء الأراضى المحتله . والأهم من هذا وذاك أين جهاز الإستخبارات الإسرائيلى الذى قيل وقيل عنه !!

إسرائيل أكذوبة ” كبرى ” صدقونى ، ولسوف تبقى أكذوبه كبرى ، حتى وإن سوت بقطاع غزه الأرض ، حتى وإن كال العالم لها بمكيالين ، وإن أطقأت باريس أنوار ” إيفل “، وإن تعهد ” ريشى سوناك” بمسانده ودعم بريطانيا العظمى لإسرائبل ، وإن حركت أميركا أسطولها وبوارجها وحاملات طائراتها !!

إن من عوامل نجاح ” طوفان الأقصى ” إلى جانب عنصر المفاجأه ، التخطيط الجيد لها ، والتوقيت ودعم إيران والعزيمة

الصلبة لمقاتلى حماس ، وكتائب عزالدين القسام ، وتطور وسائل الهجوم حتى وإن جاء توقيت الهجوم تقليديا مع أول

ضوء ، النجاح فى جعل العملية سرية لايعلم توقيتها إلا نفر قليل ربما ثلاثة ، والسب شرحه يطول لأن عدد ليس

بقليل من قيادات حماس موظفين لدى الموساد .. وهذا ليس موضوعنا ، الهجوم برا وبحرا وجوا من خلال الدراجات

النارية والطائرات الشراعية ، والغنائم من الآليات والمعدات، والأسرى وفى هذا الشأن لنا وقفه .

التلويح بقتل المستوطنين على الهواء إن لم يتوقف جيش الإختلال عن ضرب غزه ، وفقا لتصريحات قيادات حماس هو

خطأ كبير “جرائم حرب” للعديد من الأسباب ” كونها خرق لإتفاقيات دولية قد تكون إسرائيل قد خرقتها فى حرب

67 بتصفية وقتل أسرانا ، ولم تعاقب على تلك الجريمة حتى اليوم ـ أيضا كون هذا التصرف يمكن أن يفقد فلسطين

تعاطف العالم مع قضيتهم ونحن نعلم أن شعوب أوربا أو الرأى العام هو الذى يحرك متخذ القرار ، أى ما كانت قرارات

الساسه ــ هذا فضلا من أنها عملية لاتتماشى مع ديننا الحنيف فى معاملة الأسرى .

بثت القناه 12 الإسرائيلية مقابلة إمرأة إسرائيلية أم لطفلين دخل على بيتها مقاتلى القسام تحكى القصة تقول :

سمعت صوت الباب يفتح ، وسمعت كلام باللغة العربية ، حاولت إحكام غلق باب الملجأ وتقول لم أنجح أمام سته

أفراد أطلقوا طلقه نحو الباب ، ونجحوا فى فتحه ومرت الطلقة بجانبنا بدون أن تصيبنا ، وقلت لهم لدى ولدين معى

أطفال ، دا أول شىء قلته لهم ، ردوا على ” لاتقلقى ” نحن مسلمون .. لن نؤذيكم !!

تقول هذا فاجأنى من جهة ، ومن جهة أخرى طمأننى ، هذا بخلاف مقاطع الفيديو التى بثتها كتائب القسام تطمئن

الأسرى أنها لن تؤذيهم ، بل ونسمع من يقول أسترها ، وآخر يسأل عمن يتحدث العبرية ليطمئنها وطفلها ، جميل

أن يتم تصدير هذه الصورة لوسائل الاعلام العالمية حتى يكسبوا تعاطف الشعوب على أن يتم اللعب بورقة الأسرى

فيما بعد للإفراج عم الآلاف من الفلسطينيين المحتجزين فى السجون الإسرائيلية كما حدث مع المجند ” جلعاد

شاليط ” الذى إستبدل ” بألفى ” أسير فلسطينى ، وأن يكون سلاح الأسرى ورقة ضغط على حكومة ” بنيامين

نتنياهو ” بعد أن تضع الحرب أوزارها .

تقدير وإجلال لموقف القيادة المصرية التى هبت منذ بداية الأزمة ، ومتابعه الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه

للموقف العام للأحداث فى غزة من مركز إدارة الأزمات الاستراتيچي ، وتصريحات مصر التى تؤكد مواقفها الثابته فى

دعم القضية الفلسطينية ، ومن كشف المؤامرة الكبرى على مصر المتمثله فى إشعال الحدود المصرية ، وقد أعلنتها

” رويترز ” صراحة على لسان متحدث عسكرى إسرائيلى ” ينصح ” فلسطينى غزة بالتوجه نحو مصر

مخطط صهيو أمريكى بريطانى قديم بدأت فصوله فى ليبيا ، والسودان ، بعد فشل سيناريو الإرهاب والشائعات

وحقوق الإنسان ، وكلها محاولات يائسه لـ إرباك مصر بإشعال الحدود فى هذا الظرف شديد الخصوصية ، أيضا لموقف

الأزهر الشريف الراسخ فى مثل هذه المواقف ، تحية واجبة للرئيس الروسى ” فلاديمير بوتين ” الذى حذر أمريكا

صراحة إذا دخلت فى حرب فلسطين وإسرائيل فإنه سوف يساعد فلسطين بشكل علنى !!

وفى النهاية أيا ماكنت النتيجة لايسعنى إلا أن أقول على لسان الفنان سعيد صالح فى مسرحية مدرسة

المشاغبين ” مرسي إبن المعلم الزناتي أتهزم يا رجالة .. وبالانجليزى كمان !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.