في منتدى الثلاثاء الثقافي: إنشاء حلف الإنسان السوي .. لمواجهة الشذوذ

كتب مصطفى ياسين :
دعا خبراء علم النفس والاجتماع والتربية إلى إنشاء “حلف الإنسان السوي” لمواجهة الاتجاهات والتيارات المتنامية لنشر الشذوذ الجنسي في العالم.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الباحث والأكاديمي د. عبدالله البريدي، في منتدى الثلاثاء الثقافي بالسعودية تحت عنوان “وقفات مع كتاب امبريالية الشذوذ: النموذج التفسيري لظاهرة الشذوذ الجنسي” بحضور نخبة من المثقفين والشخصيات الاجتماعية، وأدارتها الأخصائية النفسية نادرة الحمدان.
بدأ د. البريدي حديثه بالإشارة الى أهمية النماذج التفسيرية في الأبحاث الاجتماعية بدلا من التعريفات المقفلة وخاصة في مجال تعريف الظواهر، حيث أن ضيق العريفات تحد من القدرة على معالجة شبكة العوامل المؤثرة في الظاهرة.
وأكد أهمية مقاربة النموذج التفسيري للواقع كي يكون أكثر قدرة على التعرف على مختلف عوامل التأثير.
وتساءل، في حديثه حول ظاهرة الشذوذ الجنسي، عن أسباب الحماسة لنشرها عالميا، مشيرا إلى أن البحث عن
اللذة ليس تفسيرا شاملا لانتشار هذه الظاهرة، مستعرضا دراسة في المجتمع الأمريكي تشير إلى أن التحكم
الشديد في الفرد يولد شعورا بالانسحاق لديه مما يدفعه للتمرد والاحتجاج على السلوك الاجتماعي العام.
وطالب بضرورة عدم القبول بالتطبيع مع هذه الظاهرة عبر اطلاق مسميات ذات مدلولات مخففة عن كونها شذوذا،
وناقش العديد من المفاهيم والآراء التي طرحها المفكر د. عبدالوهاب المسيري الذي كان من الأوائل الذين تنبؤوا
بهذه الظاهرة.
وناقش في ورقته أسباب انتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي، معللا ذلك بأسباب دافعة برانية كالسلعنة والغايات
السياسية ودوافع جوانية نشأت بعد انطلاق الإعلان عنها وتطبيعها حتى تحولت لحالة تنطلق ذاتيا.
كما طرح السيناريوهات المستقبلية لظاهرة الشذوذ كزيادة معدلات الاستغناء الجنسي، وزيادة سلعنة الشذوذ مع
انتشار الفضائيات والشبكات المظلمة، وروحنة الشذوذ الجنسي، وفرضه في الفعاليات الدولية.
وناقش مسارات الحلول المقترحة ومن بينها المسار الديني الأخلاقي، والمسار التربوي المجتمعي، والمسار
التشريعي القانوني، والمسار السياسي.
شملت فعاليات الندوة عرض فيلم قصير بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، وكلمة للفنانة سميرتي سينغ التي
أقامت معرضا فنيا لها في المنتدى، وتكريما للنهام محمد السنونة لمحافظته على الموروث الشعبي، وعرض وتوقيع
كتاب “نجوم السماء” للكاتبة نجفية حمادة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.