الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : الزلزال السعيد !!
رغم أنني شرفت خلال السنوات الماضية بحضور العديد من الندوات التثقيفية التى تنظمها إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة ، ولكنني سعدت كثيراً بحضور الندوة الثامنة والثلاثين التى أقيمت مساء الأربعاء بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ليس لكون الندوة جاءت احتفالا بمرور خمسين عاما على انتصار أكتوبر المجيد وهو أمر عظيم وسعيد ولكن لأن هذه الندوة وهذا الاحتفال جاء بعد التحرير الثاني لأرض سيناء الغالية من جحافل الإرهاب وقوى الشر التى كانت تستهدف انتزاع أرض الفيروز وتحويلها إلى إمارة للإرهاب وأهله من مختلف بلدان العالم.
الحقيقة أن هذا الشعور بالسعادة لم يكن قاصرا على شخصى فقط ولكن رأيته في وجوه جميع المشاركين في الندوة المهمة بدء من القائد الأعلى للقوات المسلحة مروراً بابطالنا من الجيش والشرطة وصولاً إلى اصغر طفل حضر الندوة.
حتى فقرات وفعاليات الندوة جاءت مختلفة من حيث الشكل و المضمون ، لاسيما الجلسة الحوارية المهمة التي اداراها الاعلامى المتميز أسامة كمال وشارك فيها احمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الذى كشف العديد من المواقف والقرارات التي اتخذها الأشقاء العرب لدعم المشاركين في جبهات القتال ضد العدو الإسرائيلي وفي القلب منهم الجيش المصري حتى تحقق النصر المبين.
ولعل ما قدمه اللواء اركان حرب محمود طلحة الرئيس السابق لكلية القادة والاركان من شرح علمى واستراتيجي لما
دار قبل وخلال وبعد حرب اكتوبر داخل الجيش الإسرائيلي وتداعيات المعركة على معنويات الكيان الصهيونى خاصة
فيما يتعلق بإقالة العديد من قيادات جيشهم ثم الإطاحة برئيسة الحكومة ووزير الدفاع خير دليل على الصدمة القوية
التي فوجئت بها إسرائيل ، بل فوجىء بها العالم أجمع ظهر يوم السادس من اكتوبر ٧٣ ، وهو ما وصفته الفنانة
القديرة إسعاد يونس خلال الاحتفال بالزلزال السعيد !!
نعم كان انتصار أكتوبر المجيد بمثابة الصدمة التي أصابت العدو بالشلل العسكري والدماغى فى نفس الوقت والزلزال
الذى أسقط أكذوبة العدو الذي لا يقهر ودمر وهم خط بارليف المنيع .
فى المقابل كان النصر زلزالا سعيداً ليس للمصريين فقط وانما لكل العرب ، حيث حرك الروح الوطنية داخل النفوس
واعاد إليهم الثقة المفقودة وأعاد لقواتنا المسلحة الباسلة هيبتها بعد ٦ سنوات من نكسة يونيو التى لم تحارب فيها
من الأساس وشعرت الامة العربية بالسعادة لعودة الثقة لقلبها النابض ودرعها القوى وسيفها البتار … وللحديث بقية
إن كان في العمر بقية.