كعادته دائما منذ توليه مسؤولية قيادة البلاد قبل 9 سنوات كان الرئيس عبد الفتاح السيسى صريحاً وواضحا فى كلامه الذى وجهه للمصريين خلال جلسات مؤتمر ” حكاية وطن بين الرؤية والانجاز” ، حيث قدم الرئيس شرحا مفصلا و وافيا لما تم في مصر خلال السنوات الأخيرة ، وتحديدا في أعقاب أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تلاها من وقائع ومؤامرات كادت أن تعصف بالبلاد والعباد.
الرئيس السيسى كشف العديد من الحقائق والأمور ، بل والتحديات والصعاب التى واجهت الدولة المصرية خلال تلك الفترة ، ولعل فى مقدمتها غياب الأمن والاستقرار خاصة بعد وصول الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل الى سدة الحكم ومحاولاتهم الشيطانية لتقسيم الوطن وتفتيت مؤسساته الوطنية وطمس هويته ولكن الله سلم و وكانت ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ وخروج الملايين من المصريين الذين هبوا لإنقاذ وطنهم رافضين حكم الجماعة و افشلوا مخططات أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج ، وبالفعل نجت مصر بفصل من الله الذي سخر لها جيشا قويا وشرطة وطنية وقائدا مخلصاً انحازوا جميعا لملايين المصريين وتمت إزاحة الجماعة ورئيسها الفاشل.
الرئيس أكد في حديثه أن الأمور فى البلاد لم تكن في أفضل حالاتها حتى بعد إزاحة الجماعة الإرهابية ، حيث كان التحدي الأكبر للدولة المصرية فى ذلك الوقت وهو مواجهة موجات العنف والإرهاب التى لجأت إليها تلك الجماعة واعوانها بعد القضاء على حلمهم أو وهمهم المزعوم بأحياء دولة الخلافة التى كانوا يخططون ويدبرون لاستمرارها ٤٠٠ عام ولكنهم استيقظوا على كابوس خروج الملايين في الثلاثين من يونيو وضاع حلم الخلافة فى اقل من عام واحد !! .
وهنا كان دور ابطالنا فى الجيش والشرطة الذين تصدوا لجماعات الإرهاب وقدموا أرواحهم الطاهرة فداء للوطن والمواطن وسقط في سبيل ذلك أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وإصابة الآلاف حتى تستقر البلاد ويعود إليها الأمن والأمان وبالفعل بات الإرهاب من الماضي كما ذكر الرئيس السيسى مؤكداً أنه من الجحود بفضل هؤلاء الأبطال وذويهم أن نفرط نحن فيما ضحوا هم من أجله.
وفى نفس الوقت الذى كانت الدولة المصرية تواجه فيه خطر الإرهاب ومؤامرات أهل الشر وأعوانهم ، كانت تخوض
معركة البناء والتنمية والعمران في شتى ربوع الوطن والبداية كانت بحفر قناة السويس الجديدة كمشروع قومى التف
حوله المصريون واعاد إليهم الثقة في النفس وفي الدولة بعد ما عانوه من فوضى ومؤامرات عقب أحداث ٢٥ يناير ،
وهى معركة كانت أكثر شراسة من مجابهة الإرهاب خاصة في ظل تراجع الاقتصاد وندرة الموارد وتوقف شبه تام
للحياة في البلاد خلال تلك الفترة ، ولكن المصريين أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية وتحدوا الظروف ، بل وقهروا
المستحيل وتم الانتهاء من حفر القناة الجديدة في عام واحد وتم التغلب على مشكلة نقص الطاقة الكهربائية والمواد
البترولية وحدثت طفرة كبيرة في شتى المجالات خلال سنوات قليلة وهو ما شجع القيادة السياسية على اتخاذ
القرار الصعب لإجراء الإصلاح الاقتصادي في نوفمبر ٢٠١٦ وكانت التجربة المصرية مثالا يحتذى ومثار اعجاب وإشادة
من المؤسسات والمنظمات الدولية المتخصصة.
وحتى عندما حلت على العالم جائحة كورونا وتوقفت الحياة في معظم بلدان العالم وتضررت كل الاقتصاديات العالمية
المتقدم منها قبل النامى كانت مصر من قلائل الدول الناجية ، حتى اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية قبل عامين
تقريبا وهو ما أضر بجميع دول العالم ومع ذلك لم تتوقف الدولة المصرية عن تنفيذ مشروعها التنموى الذى بدأته قبل
عشر سنوات.
الرئيس لخص الحالة المصرية فى عبارة أو جملة واحدة في معرض حديثه خلال جلسات المؤتمر حينما طالب
المصريين بأن يكون حلمهم كبيرا والا يقتصر ذلك الحلم على ” لقمة العيش” أو حتى شق طريق أو إقامة كوبرى ،
فمصر دولة عظيمة ويجب على أبنائها أن يضعوا ذلك نصب أعينهم ويضحوا حتى تحتل بلدهم المكان والمكانة اللائقة
بها بين الأمم.
ونحن بدورنا نقول للقائد والرئيس بعدما استجاب لرغبة جموع الشعب وقرر الترشح لفترة رئاسية جديدة إننا معاك
وفي ظهرك حتى نحقق حلمنا الكبير الذي بدأناه معكم وطموحنا أكبر وأملنا عظيم في الله سبحانه وتعالى أن يكلل
جهودكم ومسعاكم للنهوض بالدولة المصرية وإنقاذها من الأزمة الإقتصادية العالمية والعبور بها الى بر الامان تماماً
كما فعلتم حينما أنقذتم البلاد والعباد من براثن جماعات الشر وأهله.