عبد الناصر البنا يكتب : وهل من لقب بعد .. ” شوال الرز ” ؟

فى ناس ربنا جعل فيها القبول والحب ، وناس تانيه عليها غضب ربنا ، لدرجة أنك لما تسأل حد عنه يقول لك أعوذ بالله أنا بأكره الشخص دا لله فى لله ، وربنا إذا حب عبد حبب فيه الناس ، كمان فى ناس بتحسن النعمة وتصونها وتحافظ عليها ، وناس تانيه ماتعرفش تصونها ، وفى واحد يقال عنه أنه قليل أصل وطلته قريبه ، والعامة بيقولوا عليه ” محدث نعمه ” والصعايدة بيقولوا عليه ” قليًل ” وهى كلمة قليلة الحروف لكنها كثيرة المعانى ، أى أنها جامعة مانعة للشخص الواطى ، ويدخل فيها الأصل على فكرة .

اليومين إللى فاتوا إنقلب الشارع المصرى رأسا على عقب لـ حديث دار على الملأ إتكلم فيه تركى آل الشيخ وسط جمع من الناس مع عمرو أديب بكلام يدل على أنه إنسان يفقتقد للكياسة فى الحديث ، حديث هو أقرب للفشخرة الفاضية أو النفخة الكدابة ، والتباهى ، وفاته أن عمرو مواطن مصرى ، وإللى يجرح عمرو أو يقلل منه كأنه جرح أو أهان الشعب المصرى كله !!

وحتى على فرض أنك كنت ولي نعمته ، ودا مؤكد أنه غير صحيح علشان عمرو هو إللى عمل للقناة السعودية إسم ولولا برنامجه مكانش حد شافها ، وبعدين ياخى كنت تتعلم من الشيخ صالح كامل رحمه الله ومن دماثة خلقه . عمرك شفت الشيخ صالح طلع فى لقاء قال أنا إللى عملت هاله سرحان مثلا ، أو عملت فلان ولا فلتكان ، أبدا والله ماحصل ، عمرك شفت حد من اصحاب القنوات الخاصة فى مصر ” د. محمد الأمين رحمه الله ، أو محمد أبو العينين ، نجيب ساويرس ، م.أحمد بهجت ” شفت حد منهم طلع وإتفشخر أنه عمل فلان .. لا والله أبدا ماحصل ، عارف ليه .. علشان دى ناس عيونها مليانة وشبعانة من أصلها ، مش شبع بعد جوع !!

طيب لازمتها إيه أنك مصصم تهين عمرو أديب فى لقاء على الهواء وتحسسه أنك إنت إللى عملته ، عاوز أقولك دا إسلوب رخيص جدا ، مايفعش يصدر من شخص سوى على الأقل من الناحية النفسية ، وخلى بالك أسلوبك وطريقتك كرهت الشعب المصرى فيك أكتر مابيكرهك ، ياخى وهل من لقب بعد ” شوال الرز ” هيقولوا إيه عليك تانى ؟

وأكيد أنت عارف وفاهم سيكولوجية الشعب المصرى لما بيقلب على حد ، ودا معروف أنه شعب مالوش كتالوج شعب أصغر واحد فيه واخد فرقة فى المسخرة والتريقة ، أقسم بالله ياتركى يكرهوك إسمك . يعنى لو أنت كنت إبن بارم ديله الشعب دا هيقلب عليك ، فبلاش استفزاز أكرم لك !!

كتبت فى مقال سابق أنه منذ أن حط تركي آل الشيخ على أرض المحروسة وهو موضع إثارة لـ أزمات متتالية ، فجأة وبدون مقدمات فرض آل الشيخ نفسه على كل وسائل الـ إعلام فى مصر ، حتى وسائل التواصل الإجتماعى والـ Social Media وكان متصدرا الـ ” تريند ” فيها . وفى ليلة حالكة السواد ليله غاب فيها القمر حل علينا تركى آل الشيخ ، ولا أدرى من أى باب من أبواب القاهرة دخل هذا الـ تركى ، وأيا ماكان الأمر فمصر كما قال إبراهيم ناجى هى المحراب والجنة الكبرى ” . دخل تركى آل الشيخ مصر وليته سلك مسلك الأمراء أولاد الملوك ، ليته كان قد قرأ فصيدة الأمير خالد الفيصل التى يتغزل فيها فى النيل ويقول ” يا اسمر النيل عـــاودني عليك الحنين ــ من ثلاثين عام ما تغير هواك ـ ساري بي غـرامك ما طوته السنين ــ كلما قلت أبا أنسى زاد عندي غلاك .. إلخ

دخلت مصر ، وإستقبلوك أهلها ، وفتحوا لك أبوابها ، وعاملوك بإحترام ، وعلى فكرة ليس حبا فيك وإنما حبا فى بلد الحرمين الذى أتيت منه ، والتى تربطها بمصر أواصر أخوة وصداقة ونسب ومصاهرة ، ولكنك للأسف لاصنت نعمه ، ولا حسنت عيش وملح ، دخلت الرياضة فأفسدتها وقلبت الدنيا رأسا على عقب ويشهد الله أنك أفسدت الكرة والأندية فى مصر بالرشاوى ، وإستمالة النفوس الضعيفة ، وفضايح مابعدها فضايح ، ماكان لـ يسمح بها فى أى بلد .

أفسدت الفن ووقعت عن عمد ” عقود إحتكار ” مع نجوم الفن والغناء فى مصر بعد أن أغريتهم بالمال وفرضت عليهم شروطا جزائية مبالغ فيها . وأنت من أنت ؟ هل أنت جن مصور خلقه الله لـ خراب الكون ؟ حتى فى سلوكك وتصرفاتك وحياتك الخاصة لم تسلك مسلك الأسوياء ” تتزوج وتطلق كما تشاء ” ، وتخرب بيت إللى يختلف معاك ، ضيعت مستقبل آمال ماهر بعد مانلت مرادك منها ، والدور على أنغام .. والبقية تأتى ، أنت والله العظيم غير سوى ، نصيحة لك خالصة لوجه لله تعالى ” روح إعرض نفسك على طبيب نفسى ” لعل وعسى أن يأخذ الله بيدك ويصلح لك حالك .

يا أخى إنت فى بلدك قريب جدا من الأمراء وولاد الأصول ، وللأسف أنك من عيلة محترمة لها مكانتها فى المجتمع السعودى ، شوف الأمراء حولك بيتصرفوا إزاى ، وأعمل زيهم ، شوف مجلسهم ، طريقة كلامهم ، وفى لبسهم ، وبص لنفسك فى المراية وقارن ، شوف حطة الشماغ على دماغك وأنت قاعد ” مجعوص ” غير موقر لـ كبير أو صغير !!

إتق الله ياتركى ، فى نفسك ، وفى بلدك ، وفى مصر ، ربما يأتى عليك يوم لاينفع فيه الندم ، فأنت .. أنت فى بلد الحرمين أطهر البقاع على وجه الأرض ، شوف عملت فيها إيه ، شوف موقف الهيئة العامة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر منك ، وشوق بيقولوا عليك إيه ، وبينظروا لك إزاى ، شوف رد فعل الفئة المحافظة فى المجتمع السعودى إيه على إللى بتعمله ” هيئة الترفيه ” والعرى إللى عيشت المملكة فيه !!

لا اريد أن أطيل فقط أود ان أقول لك يمكن عمرو أديب فى ناس كتير مش بتطيقه وأنا واحد منهم ، لكن وقت الجد عندنا مثل فى الصعيد بيقول ” كلب العمدة .. عمدة ” ماعرفش ح تفهم معنى المثل دا ولا لا ، ماقصدت أن أقوله لك أن عمرو أديب مواطن مصرى ، وإللى يهين واحد مصرى كأنه أهان الشعب كله ، وأصدقك القول لو فى مصر إعلام قوى كان رد عليك رد ماخلاكش تسوى “بصلة” لكن الأيام دول .

وأصدقك القول أيضا لو أن ” عمرو أديب ” لديه مثقال ذره من كرامة كان قلب عليك وعلى أمثالك الترابيزة ، والأرزاق بيد الله ، مفيش حد رزقه على حد ياتركى ، الرزق دا بتاع ربنا يهبه لمن يشاء ، ولعمرك .. أن تتخيل لو أن هذا الكلام كان موجها لواحد ” بلدياتنا ” أكيد أنت عارف النهاية ح تكون إيه ؟ !!

كل ما أود أن أقوله لـ تركى آلـ الشيخ وأمثاله قصيدة كتبها الشاعر الكبير كامل الشناوى فى عام 1964 إسمها على باب مصر وغنتها أم كلثوم وتقول كلماتها : على باب مصر، تدق الأكف ، ويعلو الضجيج جبال تدور ، رياح تثور ، بحار بحار تهيج ، وكل تسائل فى دهشة ، وكل تسائل فى لهفة ، أين ، ومن ، و كيف إذن ، أمعجزة مالها أنبياء ، أدورة أرض بغير فضاء .. إلخ القصيده

وفى النهاية لابد أن أذكر تركى آل الشيخ بقول مأثور للعقيد معمر القذافى ” رحمه الله ” عندما حدثت الـ إنتفاضة على حكمه فى عام 2011 إمتدادا لما سمى بثورات الربيع العربى ، وهو ” من أنتم ” .. مات الكلام !!