الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : لا عزلة بعد اليوم

عصام عمران
تابعت باهتمام بالغ وسعادة غامرة الحلقة الرائعة التى قدمها الزميل العزيز والإعلامى الكبير احمد موسى من داخل أرض سيناء الغالية مساء السبت الماضي عبر فضائية “صدى البلد” ، وذلك كبداية للاحتفال بمرور خمسين عاما على انتصار أكتوبر المجيد وتحرير أرض الفيروز من الإحتلال الإسرائيلي.
وسر السعادة التي غمرتنى وأنا أتابع الحلقة المهمة يكمن فيما آلت إليه الأمور في سيناء من تعمير وتطوير بعد سنوات طويلة من العزلة ولا اقول الإهمال والنسيان ، علاوة على أعمال التخريب والدمار الذي تعرضت له تلك البقعة المقدسة من ارض مصر بفعل أهل الشر وأعوانهم خلال الفترة الماضية ، وتحديدا في سنة حكم الجماعة الإرهابية السوداء للبلاد وما أعقب ذلك من تدمير و حرق طال العديد من محافظات الجمهورية ، وفي القلب منها سيناء الغالية.
نعم عانت سيناء وأهلها ولعقود طويلة من العزلة والنسيان سواء إبان الاحتلال الصهيوني أو حتى بعد التحرير ، وكانت الطامة الكبرى بعد اندلاع أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ ووصول الإخوان ورئيسهم الفاشل إلى سدة الحكم واستغلال ذلك في دخول آلاف الإرهابيين إلى مصر بصفة عامة وسيناء على وجه الخصوص ، حيث كانوا يخططون ويدبرون لتحويلها إلى إمارة إرهابية لإيواء العناصر الشيطانية من شتى بلدان العالم ، ولكن الله سلم و سخر لنا جيشنا العظيم وشرطتنا الباسلة وقائدنا المخلص والذين انحازوا جميعا لملايين المصريين الذين خرجوا في ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو رافضين حكم الجماعة الإرهابية ونجت مصر وشعبها من هذا المصير المجهول.
وبعد إزاحة الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل خاضت الدولة المصرية حرباً قوية ضد الشر وأهله من الجماعات
الإرهابية والمتطرفين وتحديداً على أرض سيناء لا تقل شراسة عن مواجهة العدوان الإسرائيلي ، بل هي أصعب
وأخطر نظرا لتعدد الأعداء والمتأمرين من الداخل قبل الخارج ، ولكن بسالة وشجاعة أبطالنا فى الجيش والشرطة
ودعم أهالينا من أبناء القبائل المخلصين حسم المعركة لصالح مصر وشعبها وتم دحر إرهابهم وبات من الماضي كما
ذكر الرئيس السيسى فى أكثر من مناسبة.
ومع تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم في البلاد تغيرت نظرة الدولة المصرية فى التعامل مع الأمور في شتى
المحافظات لا سيما سيناء ، حيث فطنت القيادة السياسية الى أن التعمير والتنمية الحقيقية هي حائط الصد المنيع
وخط الدفاع الأول لأى محاولات لاختراق بوابة مصر الشرقية ، فانتشرت المشروعات التنموية العملاقة في شتى مدن
وقرى سيناء شمالا وجنوبا وتم شق أنفاق ” تحيا مصر” بجانب نفق الشهيد أحمد حمدي لتقضي تماما على عزلة
سيناء عن الوطن الأم ، علاوة على مد شبكة عملاقة من الطرق والمحاور التى تخدم أغراض التنمية والعمران في
سيناء مع تطوير وتوسعة ميناء العريش البحرى وكوبرى الفردان وكذلك مطار العريش الذى يعود إلى الخدمة ويستقبل
الآلاف من الزوار والسائحين ورجال الأعمال المصريين والأجانب خلال الفترة المقبلة.
المؤكد أن التنمية والعمران في سيناء لم يقتصرا فقط على الطرق والموانئ وانما شملا أيضا توفير الوحدات السكنية
وإحياء مشروع ترعة الشيخ زايد علاوة على إنشاء أكبر محطة لتحلية مياه البحر بمنطقة بحر البقر لاستغلال ذلك في
الزراعة والرى ومنها استصلاح وزراعة ٤٠٠ الف فدان بشمال سيناء .