الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: رسالة ” الفايد” !!
قبل ربع قرن من الزمان تقريبا جمعتنى الظروف بلقاء الملياردير المصري الأشهر في ذلك الوقت محمد الفايد ، حيث كان في زيارة لمصر مع أسرته ، ولما كانت تربطه علاقة قوية بالكاتب الصحفي الكبير سمير رجب متعه الله بالصحة والعافية فوجئت به يطلب منى مرافقة الملياردير الفايد وأسرته خلال زيارتهم لأهرامات الجيزة وترتيب لقاء مع نجم الآثار زاهى حواس .
وخلال الجولة دار حوار سريع بينى وبين الملياردير الشهير ، حيث سألته عم ينقص مصر لتصل الى الإعداد السياحية التي تذهب الى دول لا تمتلك ربع ما تحويه مصر من كنوز أثرية ومقاصد سياحية متعددة ، وكانت الإجابة المفاجأة والمفاجئة فى نفس الوقت ، حيث قال ” الفايد” سوف تتجاوز مصر هذه الأعداد من الزائرين عندما لا يحتاج السائح أو الزائر الى ٤ ساعات كما حدث معي ليصل من المطار الى الاهرامات وهى نفس المدة التي استغرقتها لأصل من لندن الى القاهرة !! ، فلا بد من وجود وسيلة مواصلات سريعة ومباشرة تربط المطار بالاهرامات ، وياحبذا لو تم إنشاء مطار خاص قريب من المواقع الأثرية الكثيرة بهذه المنطقة الفريدة ، وهو ما فعلته الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى مؤخراً بمد خطوط القطار السريع والكهربائي وكذلك المترو حتى مطار القاهرة، علاوة على إنشاء مطار سفنكس الدولى على بعد كيلومترات قليلة من الاهرامات وآثار الجيزة وسقارة.
درس آخر تعلمته خلال مرافقتى الملياردير المصري الأشهر ، حينما كان يشترى العاديات والهدايا التذكارية من الباعة المنتشرين بمنطقة الاهرامات ، فكان يدفع فى الهدية التي لا يتجاوز ثمنها في ذلك الوقت عشرة جنيهات مائة جنيه وكأنه يقول للبائع أنا لا أعطيك حسنة وفي نفس الوقت لا ادفع أموالا دون الحصول على مقابل ، ويالها من رسالة إنسانية واقتصادية فى ذات الوقت.
تذكرت ذلك وأنا أطالع خبر وفاة ورحيل الملياردير المصري الأشهر عن عمر يناهز ٩٤ عاما بعد حياة حافلة بالتحديات والانجازات ، فثروته تتجاوز ملياري دولار وكانت بينه وبين الانجليز صولات وجولات ويكفي أنه رفض التنازل عن الجنسية المصرية مقابل الحصول على الجنسية البريطانية ، وهو ما جعلهم يتعنتوا معه وعدم منحه الجنسية في الوقت الذي منحوا إياها لأشخاص كل مؤهلاتهم خيانة أوطانهم !! .
ومن منا ينسى عماد الفايد أو “دودي” الذي لقى مصرعه في حادث مأسوى برفقة أميرة القلوب ” ديانا” فى باريس حيث كانت تربطهما علاقة عاطفية كانت حديث العالم في ذلك الوقت لدرجة أن البعض تحدث عن حمل الأميرة ديانا من ابن الفايد فكان الحادث الذي يرى الكثيرون أنه كان مدبرا !! ، رحم الله الفايد الأب والابن .