المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : كُن فطِن كُن حذِر من كل كذاب أشِر
لم تكن الحرب الروسية الأوكرانية إلا حلقة من حلقات مسلسل الغرب الجائر بُغية الدمار والتفتيت والتشتيت
في كل الأنحاء مسلسل الجحيم الموعود ليعيش الغرب بعد فناء الكل ويسود ولكن خاب الظن وسقطت كل الحسابات وإنقلب السحر على الساحر فلا روسيا إنهزمت وأمست في دمار ولا إقتصادها قد إنهار ولا جموع الشعب قد خرجت في غضب ضد إمبراطور الكرملين ولا الملايين من الشعب قد تشردوا صرعىَ في ظلمات الدروب ولا جنرالات الجيش قد تمردوا وشقوا الصف من الخلف أو من الأمام ..
ومن رقص على سفح الحدث في زمن الحرب مساوما سقط ومات .. ولا خلا مكان أقدام في الصوامع من جوامع
الحبوب ولا حتى الأنعام قد جف بها المرعىَ ولا ناقلات النفط والغاز عبر البر والبحر قد توقف سعيها واللبيب الفطِن من
أحسن إستغلالها وربح لأمته واكتسب وساهم في أن تدور على الباغي الدوائر وتنقلب عليه الأمور رأس على عقِب
حيث غارت قرارتهم وإنهارت إقتصادياتهم أو أوشكت وخرجت عليهم شعوبهم في إضرابات وإهتزت عروشهم وراح كل
منهم يتبادل التهم اللئيمة وإنزاح غطائهم وتمردت عليهم مستعمراتهم القديمة التي ظنوا طويلا بأنها دُمىَ والبقية
كثير والحراك غير ساكن والتغيير مستمر للأفضل في أماكن وللأسوأ في أماكن
ولو أن فلوديمير زيلينيسكي الرئيس الأوكراني قد أحسن التفكير والتدبير لاستجاب على الفور وقتها وحتى يناير
٢٠٢٢ لدعوات روسيا للإنضمام لروسيا الإتحادية شأنه في ذلك شأن إثنين وعشرين دولة وأربعة وثمانين كيانا إتحاديا
أكبر دولة في العالم من حيث المساحة لا ليلهث خلف الناتو والإتحاد الأوروبي متمردا على أبناء جلدته كافرا بالتاريخ
ليكون خنجر الغرب المسموم في صدر أمته ..
والغرب عما قريب سيحمل جثته فحاكموه شعب أوكرانيا المظلوم قبل أن يقتلوه … فالغرب من سيسعى لطلب
السلام من روسيا صاغرا حسب ما يصدر عن بعضهم من تصريحات على الملأ بعدما تمكنت روسيا من شرق وجنوب
أوكرانيا بشكل شبه كامل وذلك حفاظا على أمنها القومي وفضائها الإستراتيجي من أطماع الغرب الذي دأب على
إمتطاء الضعفاء والذي سيجبر على الإنحناء أمام الأقوياء …
والآن فقد بات من المهم بما كان أن تستوعب الشعوب الدرس الشفي بألا تلتف من حول مغامر مقامر عميل غير
وَفيِ ممثل يتوهم أنه يمثل في عرض مسرحي دراماتيكي صنعه أعداء الوطن في الخارج والداخل كروبوت إصطناعي
حديث غاوي مُتهاوي ليس له تاريخ ..
وللوطن العزيز القوي الذي يُقاس عليه التاريخ لمن يقيس أعداء ليكون الثمن الدمار والتخبط في المخالف والسير في
الممنوع والرجوع للوراء والدماء وأرواح الأبرياء والنهاية وبئس النهاية لمن يكرر سالف الأخطاء