توصيات الملتقي العالمي للتصوف بإندونيسيا في دورته الرابعة

كتب مصطفى ياسين :
عقد المجلس الصوفي العالمي بدولة إندونيسيا مؤتمره الرابع في مدينة بكالونغان -جاوى الوسطى – تحت عنوان (العمل الصوفي المعاصر في عالم متجدد ) وعلى مدار ثلاثة ايام حيث شهد اليوم الجمعة انتهاء الفعاليات، وكان قد توالى العلماء والباحثون على القاء المحاضرات، وكان من أبرز المشاركين من مصر د. عبدالهادي القصبي رئيس المجلس الاعلي للصوفية، د. أسامة الازهري، المستشار الدينى لرئيس الجمهورية، د. يسري جبر من علماء الازهر ووكيل الطريقة الصديقية الشاذلية، والشيخ جابر بغدادي الداعية الاسلامية ووكيل الطريقة الجودية الخلوتية.
أوضح المجلس الصوفي العالمي بإندونيسيا في بيان له، إنه بدعوة كريمة من رئيس المجلس الصوفي العالمي الشيخ محمد لطفي بن يحيى بن علي، تم تنظيم فعاليات المنتدي الصوفي العالمي بالعاصمة جاكرتا، بحضور ورعاية رئيس جمهورية اندونيسيا جوكو ويدودي، وبدعم ومشاركة الفريق برابوو سوبينتو رئيس لجنة المؤتمر، وبمشاركة اكثر من سبعين شخصية من مختلف دول العالم من علماء وشيوخ طرق وأكاديميين واقتصاديين واعلاميين وبمشاركة واسعة من الطرق الصوفية وشخصيات دينية وسياسية وثقافية واقتصادية ودبلوماسية من داخل اندونيسيا.
وشملت التوصيات التي خرج بها المؤتمر اربعة محاور وثمان جلسات شملت مايلي :
١- التربية الصوفية واثرها في تزكية النفوس في عشر مداخلات
٢- الاقتصاد والتنمية المستدامة في خمس مداخلات
٣- الاعلام وصناعة الرأي العام و(جامعة الاحسان) في خمس مداخلات
٤- الدور المحوري للتصوف في بناء الانسان وصناعة الحضارة في عشر مداخلات
وقد شملت الابحاث جوانب التربية والسلوك والتعليم والاستثمار والتنمية المستدامة والزراعة والاكتفاء الذاتي
وقد خلص المشاركون الى التوصيات التالية :
أولا : وجه المجتمعون تحية شكر وامتنان الى رئيس جمهورية اندونيسيا لرعايته هذا المؤتمر، وللسيد الحبيب لطفي بن علي بن يحيى رئيس المجلس الصوفي العالمي لاقامته هذا الملتقى وعلى التوفيق في اختيار عنوان الملتقى ، ولاهل اندونيسيا عموما ولاهل بكالونغان خصوصا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة شاكرين كل من بذل جهدا لانجاح هذا الملتقى الدولي الفعال.
ثانيا : يدعو المجلس الى توحيد جهود سائرالطرق الصوفية الشريفة وتنظيمها وتأصيلها واقامة مجلس للتخطيط والدراسات ووضع الاستراتيجيات للعمل الصوفي المعاصر والتثبت من اصول هذه الطرق وتوثيقها.
ثالثا : يدعو المجلس الصوفي الدول الاسلامية الى اقامة سوق اقتصادية مشتركة وتسهيل عملية التبادل التجاري والتنمية الممنهجة مما يضمن التكامل والاكتفاء الذاتي في مجال الصناعة والزراعة والغذاء. كما ويدعو الطرق الصوفية الى وضع المنهجية للاستثمار في مجال الزراعة ومشاريع التنمية المستدامة ومشاريع الطاقة المتجددة تحقيقا للاكتفاء الذاتي اقتصاديا مع الدعوة إلى التوعية بما يحد من التلوث الذي يؤدي الى الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
رابعا : يدعو المجلس الطرق الصوفية الى الإسهام الفعال في اقامة سوق اقتصادية مشتركة و الانفتاح على غرف التجارة والصناعة و الزراعة و التنسيق بينها مما يؤدي الى التكامل والنهوض الاقتصادي.
خامسا : يدعو المجلس الطرق الصوفية إلى الإسهام في التربية والترشيد (المدارس والجامعات) لإضافة مسحة ايمانية سلوكية وإلى كل ما يساعد الاجيال الناشئة على الارتواء من منهل الاسلام الصافي بقواعده الاربعة (الاسلام والايمان والاحسان وفقه الواقع والمتغيرات) لمواجهة السلوكيات والانحرافات التي يتعرض لها شبابنا من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
سادسا : يدعو المجلس الى المحافظة على إقامة هذا المؤتمر بشكل سنوي في دولة المقر الرسمي و المساهمة الجماعية لتدبير موارد مالية لدعمه ولإقامة مؤتمرات فرعية في كل المناطق الإسلامية الاخرى والإسهام و المشاركة في المؤتمرات الصوفية التي تقيمها الجهات الأخرى و دعمها.
سابعا : يهيب المجلس بالحكومات والشعوب للمحافظة على قيم الاسرة والمجتمع ونبذ كل ما يروّّج له عالميا من امور تتنافى مع الفطرة السليمة وتغيير خلق الله من المثلية والشذوذ الجنسي وما شابهه.
ثامنا : قرر المجلس الصوفي العالمي انشاء مكاتب فرعية قارية حيث تدعو الحاجة من مهامها التعريف بالمجلس الصوفي العالمي والاستثمار في مجال الاقتصاد والدعوة والتربية والاعلام وانشاء محفظة استثمارية لدعم مشاريع المجلس
ولجنة متخصصة مهمتها متابعة كل ما يتعلق بانشاء جامعة الاحسان وايجاد مصادر التمويل لهذه الغاية
وكذلك تشكيل لجنة مهمتها دراسة انشاء مؤسسة اعلامية للانتاج الاعلامي الصوفي وعرض قيمه وانشاء قناة فضائية والبحث عن مصادر التمويل لهذه الغاية.
تاسعا: يناشد المشاركون اهلنا في كل من السودان و النيجر وليبيا و اليمن و سوريا وغيرها من البلدان التي تعاني من اضطرابات داخلية الى تغليب لغة الحوار والمصالح الوطنية والابتعاد عن الفوضى ولغة السلاح و مظاهر العنف والتفرقة واعطاء فرصة للحكماء والعقلاء لحل القضايا المتنازع عليها بالحوار و أن تبذل الطرق الصوفية أقصى جهدها لإصلاح ذات البين و إشاعة التعايش السلمي بين مكونات المجتمع.
ووجه المشاركون الشكر لدولة إندونيسيا حكومة وشعبا، والشكر لكل من يخدم قضية المسلمين الكبرى في القدس وفلسطين.
ووجه المجلس الصوفي العالمي الشكر باسم رئيس المجلس الصوفي واعضاء المكتب الدائم لكل من شارك في هذا المؤتمر من علماء وشيوخ طرق وشخصيات علمية واجتماعية واقتصادية من خارج اندونيسيا ومن داخلها وكل من ساهم في انجاح هذا المؤتمر الدولي، كما وجه المشاركون الشكر لأندونيسيا رئيساً وحكومة وجيشا وشعبا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.