عبد الناصر البنا يكتب : تقليم أظافر فاجنر !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
لغاية دلوقتى مش عارفين الجنازة بتاعت قائد قوات فاجنر الروسية ” يفغيني بريغوجين ” طالعه من فين ، وهيعملوا له عزاء ولا ، لأه . عموما إحنا عندنا فى الصعيد لما تبقى الوفاة مشكوك فى أمرها أو كانت قتل مفيش عزاء بيتعمل لغاية ماياخدوا بتار القتيل ، والصراحة أنا مش عارف جماعة بريغوجين ح يفكروا يعملوا كده وياخدوا بتارهم ولا الموضوع مش بالسهولة دى . خاصة وأن “بوتين ” شخصية مش سهلة ، بوتين وراه تاريخ طويل من تصفية القادة العسكريين الغير مرغوب فيهم ، كمان تصريحات بوتين نفسها بعد إنقلاب فاجنر توحى بكده ، بس خلونا نقعد على الحيطة ونسمع الزيطة ، ونشوفها ح ترسى بينا على فين !!
ربك والحق الراجل “يفغيني بريغوجين” ده تحس أنه رجل صلد حاد الملامح عامل زى لحمة الراس كده ، حتى إسمه صعب يتحفظ ، ماعرفش الراجل دا من أول ماتكرر ظهوره على الساحة الاعلامية وإتنطط ، أنا قلت الراجل إبن موت ، وبوتن عامل زى ” الديب ” ومابيحبش التنطيط الكتير ، والراجل عامل زى ” الأراجوز ” ، ولما تقرأ عنه تلاقيه داهية يعنى بالبلدى راجل ” عقر ” ومش سهل . بريغوجين كان لقبه “طباخ بوتين” ، عمره 62 سنه ، عنده شركات تموين ومطاعم كان مهمتها توفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين ، وفى علاقة وطيدة بتربط بين يوتين و بريغوجين منذ التسعينات ، بدأت لما كان بوتين بيشتغل فى مكتب عمدة سان بطرسبرج وبياكل من مطعم بريغوجين .
بريغوجين كان بيدير عمليات قذرة ، وهو نفسه سبق وإعترف بتدخل روسيا في ” الانتخابات الأمريكية ” عن طريق مكتبه أو ” مصنع ترول ” إللى بينشر المعلومات منه ، بريغوجين ليه تاريخ طويل مع مرتزقة ” فاجنر ” الروس إللى ظهروا فى أوكرانيا فى ٢٠١٤ ؛ وفى سورية وأفريقيا . وحدث عنه ولاحرج ح تلاقيه موجود فى كل الدول إللى فيها صراعات داخلية على الموارد الطبيعية ، ح تلاقى قوات فاجنر مع الحكومة فى سورية علشان النفط ، وفى ليبيا مع خليفه حفتر برضه علشان النفط ، وفى أفريقيا الوسطى ضد الجماعات الإسلامية المسلحة . وفى النيجر ومالى والصومال واثيوبيا وغرب افريقيا وفى حرب روسيا وأوكرانيا وفى الشيشان .
راجل كان بيفكر بره الصندوق مؤخرا عمل جولة على السجون فى روسيا علشان يجند عدد من المساجين للقتال في أوكرانيا وأقنعهم إن المجتمع ح يحترمهم وأعطى لهم التعليمات ” لا تشربوا الكحول ، لا تتعاطوا المخدرات ، لا تغتصبوا ، كونوا منضبطين .. إلخ “.
بريغوجين كان من الموالين بشده بل والمقربين للرئيس الروسى فلاديمير بوتين ، ومن الواضح أنه كان يتمتع بنفوذ وتأثير كبير اديه ، حتى وإن كان من الناحية الرسمية لم بشغل أي منصب رسمي في المؤسسة الرسمية الروسية ، فى إعتقادى أن سبب ” كفية ” بريغوجين أنه أعرب عن عدم الرضا عن أداء قيادة الجيش الروسي في أوكرانيا . عموما أنا ماعجبنيش تصريحه الأخير عقب إنقلاب النيجر لما قال : إن قواته ممكن تطوق أى دولة افريقية فى غضون ساعة !!
آخر تصريحات بريغوجين كانت من صحراء مالى وبعدها طار من مالى إلى موسكو فى صباح الأربعاء وأثناء رحلته من موسكو إلى سان بطرس يرج تحطمت طائرته الخاصة والتى كان بها رفقه سته من قادة فاجنر من بينهم مؤسس فاجنر ” ديمتري أوتكين” بالإضافة إلى ثلاثة من طاقم الطائرة . وأعلنت هيئة الطيران المدنى الروسية عن تحطم الطائرة ومصرع ركابها ، طبعا الحادث تبعه ردود أفعال دولية واسعة وسيناريوهات كتيرة منها مايتهم بوتين بتفيذ العملية ردا على محاولة إنقلاب فاجنر ، ومنها أن الجيش الروسى حب ينتقم من بريغوجين ؛ وإللى شاف أنها من ترتيب إستحبارات USA وإللى قال زيلينسكى . والبيت الأبيض صرح بأنه لم يفاجأ بالإغتيال !!
وفى ناس شايفه إن نهاية زيلينسكى قربت وأنه سوف يتم الـ إطاحة به أو قتله أو الإنقلاب عليه قريبا . الرئيس الأمريكى ” جو بايدن ” رماها فى عب بوتين ، وقال : كل مايحدث فى روسيا هو بأوامر من بوتين ،
والسؤال :
هل جقا بوتين هو من أمر بتصفية بريغوجين ؟ . مع أن الفرصة كانت كبيرة للتخلص منه وقت الانقلاب العسكرى ؛ أنا شايف مسألة التوقيت تخضع لـ ذكاء بوتين فهو رجل مخابرات فى المقام الأول ؛ وأمريكا بتقول أن الطيارة أسقطها صاروخ مضاد للطائرات .
موت قائد قوات فاجنر ” “يفغيني بريغوجين” ونائبه ” ديمتري أوتكين” مؤسس فاجنر بهذه الطريقة الوحشية وإن كان التاريخ الحديث ملىء بالحوادث المشابهة عندك مثلا تحطم طائرة جون جارانج ” النائب الأول للرئيس السودانى فى جنوب السودان ، وفى إيران ، وبلاد تانية كتيرة ومش ح أقول أكتر من كده . أصل الطائرات الـ ” هليكوبتر ــ والبافلو ــ والمستير ” لها تاريخ مشين مع الشعوب فى عملية الـ إغتيالات . عاوز تتخلص من قائد أو مسئول كبير أو إبن أمير حطه فى واحده من دول . وقول القضاء والقدر . وربنا يرحم الجميع برحمته الواسعه وعند الله تجتمع الخصوم .
حاصل القول : مليشيات فاجنر التى تعيث فى الارض فسادا فى إفريقيا ودول تانيه كتير هل ح تسلم الراية بعد الـ إطاحه ب ” بريغوجين ” ونائبه مؤسس فاجنر ” ديمتري أوتكين” وتصفيتهم بهذة الطريقة . وهل سوف يحدث رد فعل إنتقامى داخل روسيا ردا على إغتيال قائدهم .. الله وحده أغلى وأعلم !!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.