عبد الناصر البنا يكتب : حرب .. الشائعات !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
خلونا فى البداية نتفق على أن فى فرق كبير بين الإنسان المتعلم والجاهل ، وهو زى الفرق بين الأرض والسما علشان كده الإنسان المتعلم لزما وحتما يستخدم عقله فى كل مايسمع أو يقرأ ، ” ولو المتكلم مجنون يبقى المستمع عاقل ” ، غير أن آفة مجتمعنا فى الوقت الحالى ” الفتى ” بعلم وبدون علم .
مصر اليومين دول ومع قرب موعد الإنتخابات الرئاسية بتتعرض لـ هجمة شرسة من قوى الشر وجماعات لاتريد الخير لهذا البلد ، وهى حرب بمعنى الكلمة ، وحرب لاهوادة فيها ، والهدف منها النيل من أمن الوطن وإستقراره ودق إسفين الفتنة والتشكيك فى كل وأى شىء فيه .
وتستخدم الشائعات على نطاق واسع فى هذه الحرب ، ودعونا نبحث عن الأسباب التى تجعلنا قد أصبحنا وللأسف نتلقى الضربة والضربة ونحن فى وضع ” دفاعى ” على طول الوقت ، وكأنما على ” رأسنا بطحة ” .
أولا : قد يكون لـ عدم وضوح الرؤية والشفافية وعدم تدفق المعلومات بالقدر الكافى وفى الوقت المناسب العبء الـ أكبر لـ معاناتنا وتمحورنا فى هذا الوضع الدفاعى السىء . وقد يتطلب الأمر أحيانا إلى توضيح عاجل من الدولة فى أمور لاتحتمل التأخير ، حتى لاتفتح المجال للقيل والقال ، وثانيا : قد يكون للأعلام دور كبير فى هذا الوضع السىء ، ولذلك يلجأ المواطن إلى وسائل إعلام قد تكون مضللة أو مغرضة لـ يعرف منها المعلومة !! .
فى الحقيقة منظومة الاعلام برمتها فى ج.م.ع تحتاج إلى إعادة نظر ، تحتاج إلى من يضبط لها الإيقاع ، ولذلك يتحتم على الدولة المصرية أن تعيد النظر فى منظومة الإعلام على وجه السرعة وقبل فوات الأوان ، والخسارة القريبة أفضل من المكسب البعيد ، خاصة وأنه لايخفى على أحد أن الوجوه الموجودة على ساحة الإعلام فى مصر حاليا فقدت المصداقية لدى المواطن المصرى .
لابد أن نعى ونعلم أن ” عدونا غدار ” ، وأعتقد أن الطريقة التى نرد بها على هذا السيل من الشائعات تجعلنا نقف فى المربع واحد ولانبرحه ، ولانملك إلا أن ندافع عن أنفسنا دفاعا مستميتا ونحلف بكل غالى ورخيص كمن يقول ” برىء براءه الذئب .. من دم إبن يعقوب ” ،
حاصل القول أن ” القلم السابق غالب ” فى الخناق ، خاصة وأن هذه الجماعات تستخدم نوعا من الحروب القذرة أو ” الديرتى ” وهى الحرب التى يباح فيها كل شىء ، فأنت تتعامل مع خصم قذر ، يجيد الكَرٍّ والفر تماما مثل ” حرب الكلب والبرغوث ” أو حروب العصابات .
فى الفترة الأخيرة تردد على وسائل التواصل الإجتماعى عددا لابأس به من الشائعات وإنتشرت فى المجتمع بسرعه البرق ، وللأسف كل من سمع أو قرأ هذه الشائعات صدقها ، أو أضاف عليها بخياله لدرجة أن الشائعة الواحدة تم تداولها بأكثر من رواية ، والعهدة على الراوى طبعا .. للأسف الناس إللى بتردد الشائعات ماتعرفش إن كانت بقصد أو بغير قصد تهدم المجتمع ، بل وتزعزع الثقة فيه وفى الجهات الرقابية ، وفى أى شىء .
وفقا لإحصائية أجرتها مجموعة الرؤية الإستراتيجية ” روسيا والعالم الإسلامى ” ومقرها موسكو أفادت بأن : الجماعات الإرهابية تصدر 100 ألف تغريدة يوميا على مستوى العالم ، تبث من خلالها الشائعات والمعلومات المغلوطة لـ محاولة ضرب أمن وإستقرار الدول ، وبث الفتن الدينية والطائفية ، والتشكيك فى قيادات بعض الدول من أجل إثارة الفتن والبلبلة . ويأتى خلف هذا العدد المهول من الأكاذيب اليومية أجهزة إستخبارات لدول أكبر من خلال لجان ألكترونية متخصصة فى هذا المجال فقط ، وهذا مايطلق عليه ” حروب الجيل الرابع ” .
ولعلنا نتذكر الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد فى أكثر من مناسبة على أن الدولة المصرية تعاملت مع 21 ألف شائعة خلال 3 أشهر فقط ، إذن مصر لها نسبة كبيرة من الشائعات التى تصدر يوميا ، وهناك دراسات كتيرة حذرت من إستخدام وسائل التواصل الإجتماعى فى الحروب الحديثة ، وللأسف لم يتنبه الشعب المصرى مع بدء إستخدامه لـ مواقع التواصل الإجتماعى أنه سيتعرض لـ حرب من نظام جديد يعتبر التطور الحقيقى للحرب النفسية التقليدية التى كانت تتم عن طريق نشر الأكاذيب عبر وسائل الأعلام ، أو عن طريق الطابور الخامس الذى يبث الإحباط والأخبار الكاذبه فى أماكن التجمعات .
مع بدء التخطيط لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذى تم إقراره فى قمة حلف الناتو فى إسطنبول عام 2004 والذى يهدف إلى إعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط ، وتدمير الجيوش الوطنية وتغيير عقيدتها ، تم البدء فى إطلاق ” حروب الجيل الرابع ” من خلال مواقع التواصل الإجتماعى ، ومن خلال تدريب مجموعات من الشباب فى الخارج على شن تلك الحروب من أجل تمهيد الطريق للعملية الكبرى وهى تدمير الدول ذاتيا من الداخل .
الدولة المصرية تعرضت لــ هجمة ألكترونية شرسة بداية عام 2008 ، وإشتدت فى 2010 عندما بدء الضرب فى جهاز الشرطة المصرية ، وبث مقاطع فيديو لتجاوزات بعض أفراده ، ومن بعدها قضية خالد سعيد ونشر الأكاذيب لتكون ذريعة للنزول فى عيد الشرطه يوم 25 يناير ، ومن بعدها أحداث 28 يناير وما تلاها من أحداث دامية .
وبعد أن إبتعدت الشرطة عن المشهد ، بدأت حرب ألكترونية ضد الجيش المصرى ومحاولات جره فى صراع مسلح مع الشعب ، وهو الأمر الذى ظهر فى أحداث ” مجلس الوزراء ــ وماسبيرو ــ والعباسية ” إلا أن القوات المسلحة كانت تستوعب جيدا مايحاك ، ودائما ماكنت تفوت الفرصة .
وبعد ثورة 30 يونيو إشتدت الحملة وسعت إلى التشكيك فى القيادة السياسية ، وكان الشعب يقاومها ، ومع بداية الفترة الثانية لولايه الرئيس عبدالفتاح السيسى وحتى اليوم ، إشتدت أكثر تلك الحرب مستغلة الأزمة الإقتصادية التى تعانى منها الدولة ، وبدأت تبث الفتن والأكاذيب وإفتعال الأحداث ، والشاهد أمامنا لقطات فيديو تظهر الصوب الزراعية فى قاعدة محمد نجيب العسكريه بثها عبدالله رشدى وإنتشرت كالنار فى الهشيم ، وأيضا الطائرة الخاصة التى هبطت فى مطار لوساكا بزامبيا وتحمل بعض الممنوعات .. إلخ ، وماتبعها من أكاذيب كان الهدف من وراءها التشكيك فى النظام وأن الدولة المصريه تقوم بتهريب الفلوس والذهب من أجل أن يفقد الشعب الثقة فى قيادته ؛ وزعزعة الأمن والإستقرار ؛ وإيقاف مسيرة الإصلاح للدولة المصرية .. حفظ الله مصر .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.