” بلا إجابة ” .. قصة قصيرة للإعلامي محمود عبد السلام

إختبئا معاً ، ثم توحدا ثم ، تكسرا سعادة ف تناثرا شظايا ، ثم تبعثرا ، ثم هدءا ، ثم استطالا شعاعاً فلامسا قمراً سماوياً مغايراً ، ثم طارا بعيداً فى الفضاء ، ثم عادا جسداً واحداً ، وقلباً نابضاً، ثم اختبئا ثانيةً ،

حينئذ توقفت الارض عن الدوران وقتاً ، وسكنت كواكب وانطفأت نجوم واشتعلت شموس ، ومد البحر موجه فتموج الشط موجة موجة وتهشم الرزاز قطرةً قطرة ، ثم سكن الهواء فجأة ،

حينها اختبئا مرة بعد مرة ، تنفسا من عمق بئرٍ عميقه ماءها ورد وسورها فل وياسمين ، غرقا ولم يستشهدا ، ظلا يتجرعا من مائها ، فسكرا رحيقاً سرمدياً طوى سنينهما وجمع عمرهما فى لحظة . للبدايات شهقة و للنهايات رجفة وما بينهما لحن ابدى الغناء ،

قالت : ارجوك لا تتوقف عن عزفك الشجى أرجوك أكمل مقطوعتك التى تتمناها ، ولا تسقط من اللحن صوتى ضعه فى عنوانك الكبير ، وإذا أردت أن أغنى لك لحن أبدى الصدى سأغنى لك وحدك ، فالغناء دونك أخرس والصمت بعدك ضجيج ،

فقلت : لا تغنى أهمسى حين أبحر فىبحر قلقى وحين يطاردني خوفى ، اهمسى فالهمس ايضاً كلام والهمس لغة يعرفها من اختبأ مثلنا حيث العالم فناء ويبقى الهمس يتردد حتى يصل الى عنان السماء ، ما المدى سوى همس مثل همسنا وصدى لاختباء طويل ،

انتظرك حيث اختبأنا اول مرة ، فلا اجمل من الانتظار من بعده انتظار ومن بعده لقاء ، لقاء يعيد العالم لنا حيث شئنا وليس كما شاء.

اختبئا .. ثم …تكسرا … ثم… افترقا .. ❗️ لا تسَلْنى عن الأشياء إذ تنهار .. أو عن الأسماء إذ تغرق فى بحر النسيان …. لا تَسَلْنى … لا !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.