يخرج علينا بين الحين والآخر مجموعة من الإعلاميين المغرضين ولن أبالغ إذا قلت المأجورين و كذلك عدد من النشطاء مدعى الحرية يبثون أكاذيبهم وسمومهم ضد مصر دولة وقيادة ، بل وشعبا أيضا والتشكيك فى كل مشروع ينفذ والتقليل من كل إنجاز يتم ، مدعين كذباً وبهتانا أن مصر مهددة بالإفلاس مستغلين فى ذلك الأزمة الإقتصادية العالمية التى تضرب معظم بلدان العالم فى أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
و لهؤلاء وهؤلاء أقول إن مصر لم ولن تفلس ابدا بإذن الله ، ليس لأن قيادتها رشيدة ومخلصة فحسب أو حتى لأن شعبها قوى وصبور يخشى على وطنه فقط ، ولكن لأن المولى عز وجل أكد ذلك في كتابه المجيد قبل ١٤٠٠ عام حينما قال على لسان نبيه يوسف الصديق عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ” اجعلنى على خزائن الأرض” فى إشارة إلى خيرات مصر وثرواتها العديدة التى لم ولن تنضب أبدا إن شاء الله.
ولهم اقول أيضا أنا من البلد الذى يحوى أكثر من عشرة ملايين مغترب ولا اقول لاجئ رغم ظروفها الصعبة ، يتمتعون بكافة الخدمات وسبل الرعاية والمزايا التى يحصل عليها المصريون.
نعم أنا من البلد الذى أنقذ كل شعوب الأرض من الموت جوعاً في سنوات القحط العجاف واطعمهم من خيره وسيظل صاحب الفضل عليهم وعلى أحفادهم إلى يوم الدين وحينما حلت المجاعة بالجزيرة العربية ومات الناس جوعا ارسل الخليفة عمر بن الخطاب يطلب الغوث من أهله كاتباً ثلاث كلمات ” واغوثاه.. واغوثاه.. واغوثاه” فاستجاب المصريون لغوث إخوانهم و أرسلوا قافلة أولها فى المدينة المنورة وآخرها فى القاهرة.
أنا من البلد الذي أنجب هاجر زوجة نبى الله ابراهيم وأم نبى الله اسماعيل ، والذى أشترى أحد أبنائه نبى الله
يوسف ليعيش ويموت على أرضه وأتى إليه نبى الله يعقوب وزوجته وأولاده وولد فيه نبي الله موسى وكلمه الله في
الوادي المقدس “طوى” وكانت المرة الأولى والأخيرة التى يصل فيها صوت الله الى الارض ويسمعه بشر .
أنا من البلد الذى أنجب ” آسيا” زوجة فرعون أول امرأة يبنى لها الله قصرا فى الجنة ، والذى انزلت على أرضه
الطاهرة التوراة فى ألواح من السماء وانزل الله على أرضه ” المن والسلوى” لبنى إسرائيل واختارته بوحى مريم ابنة
عمران وطفلها الرضيع “عيسى ” هرباً من بطش أعداء الله.
أنا من البلد الذي ذكر في القرآن الكريم خمس مرات صراحة وعشرات المرات إشارة وتلميحا ، وذلك دون سائر بلاد
العالم ، بل هو البلد الوحيد الذي ذكر في كل الكتب السماوية ، البلد الذى علم الإنسانية قبل آلاف السنين الطب
والهندسة والزراعة و الفلك والنحت وصاحب أقدم الحضارات التي تعود لأكثر من سبعة آلاف عام وخاض أكثر من ٩٠٠
حرب على مر التاريخ هزم فى ١٢ منها فقط ، وتم احتلاله قرابة الألف سنة منذ عهد الهكسوس وحتى الاحتلال
البريطاني ومع ذلك بقيت مصر بهويتها العربية ونضال وكفاح شعبها وبسالة وشجاعة جندها تقهر أى محتل وكل معتد
، ولم لا ومصر يحرسها الرحمن فوفقا لما جاء في الأثر أن سيدنا نوح عليه السلام حينما جاء الطوفان وركب السفينة
وطاف الأرض ، كان كلما مر بلدة خرج إليه الملائكة الذين يتولون حراستها ليسلموا عليه ، وعندما مر بمصر لم يخرج
إليه أحد فتعجب فنزل عليه الوحي من الله قائلاً ” لا تعجب يا نبي الله فإن كل بلد جعلت له ملائكة يحرسونه إلا مصر
فإنني اتولى حراستها بنفسى.
نعم يا سادة أنا من البلد الذى قامت على أرضه أول ثورة عرفتها البشرية قبل أربعة آلاف سنة ووقع فيه الملك
رمسيس الثاني مع الحيثيين أول معاهدة سلام في التاريخ ، وعلى أرض مصر دارت حرب اكتوبر المجيدة وشهدت آخر
انتصار حققه العرب والمسلمون على العدو الصهيوني.
أخيراً وليس اخرا أنا من البلد الذى عرفه المؤرخون سباقا فى كل شىء وتفرد بين بلاد الدنيا بالتكريم الإلهى فى
القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، وكانت مصر منذ فجر التاريخ ولا تزال تفتح قلبها قبل حدودها للجميع ، فيكفي
كما ذكرت في البداية أنها تحوي بين أهلها قرابة عشرة ملايين ” ضيف” من مختلف أنحاء العالم ، وصدق المولى عز
وجل حينما قال على لسان نبيه نوح عليه السلام ” انها مصر أم البلاد وغوث العباد ” وستظل كذلك الى يوم الدين إن